الزمان : الأربعاء ـ 21/01/2011
المكان : واشنطن ـ البيت الأبيض .
الحدث : السيد سعد الحريري دخل البيت الأبيض كرئيس لوزراء لبنان ، وخرج منه رئيسا سااااااابقا لوزراء لبنان .. فبقي لبنان ، وسيبقى .. وذهب الحريري ، وسيذهب من كان مثله .. أدراج الرياح ..
الزمان : الخميس ـ 22/01/2011
المكان : بيروت ..
الحدث : الرئيس اللبناني يصدر مرسوما يعتبر فيه حكومة الحريري سابقا ، بحكم المستقيلة ، ويطلب منها الاستمرار في تصريف الأعمال ..
النتيجة :
الحريري رئيسا لحكومة تصريف الأعمال .. في مجاريها ..
أعتقد أن لبنان ، كل لبنان ـ باستثناء جوقة الببغاوات الحريرية ـ قد أزعجه أن يتراجع الحريري ، من واشنطن ، عما كان يرتسم في الأفق العربي من حل ، يرضي اللبنانيين جميعا ..
وأعتقد أن اللبنانيين ، كل اللبنانيين ـ باستثناء جوقة الببغاوات الحريرية ـ لم يأسفوا على الطريقة التي أسقِط فيها الحريري ، لأنه لم يترك خيارا آخر تلجأ إليه المعارضة للدفاع عن نفسها أمام مؤامرة صهيو ـ امريكية تستهدف لبنان ومقاومته ..
وثمة مثال قريب سأسوقه قبل أن أكمل :
السودان : وبعد أن كان رئيسه البشير متهما بكل أنواع التهم ، وأهونها : ارتكاب جرائم التطهير ، وجرائم الحرب ، وجرائم ضد الإنسانية ، وصار رأسه مطلوبا في كل العالم ..
وبعد أن وافق على الاستفتاء الذي يمهد لانسلاخ الجنوب ، سامحته الإدارة الأمريكية وعفت عنه ، وصارت تتكلم عن رفع العقوبات الدولية عن السودان ..
إذن كل التهم التي كانت تسوقها ضد السودان ورئيسه ، ما هي إلا أساليب ابتزاز وضغط لإكراهه على الموافقة على سلخ الجنوب ..
وأرى ، لو أن السودان يبقى محاصرا لآخر الزمان ، ويبقى البشير مطلوبا لآخر حياته ، أهون من أن يطأطئ لأمريكا ، ويتقسم بلده ، وينسلخ الجنوب ليكون بؤرة تآمر جديدة ضده وضد الأمة العربية قاطبة ..
فما تم في السودان حتى الآن ، إنما هو البداية ..
وقد مكـّنهم البشير من ذلك .. وهذه خطيئة لن يغفرها له التاريخ أبدا ..
وكذلك ما تفعله أمريكا في لبنان ..
فلو طأطأت المقاومة لأمريكا ، لانتهى كل شيء يمسّها أمريكيا ، ولصارت حبيبة أمريكا أكثر من الحريري الأب وولده .. ولغضَّت الطرف عن سلاحها ، بل ، ولدعمتها بمزيد منه للوقوف في وجه الحريري وغيره ، ولصارت المحكمة في خبر ليس وكان معا ..
ألم تعرض أمريكا على سورية ، بعد اغتيال الحريري ، وقبل انسحابها من لبنان ، أن تبقى سوريا في لبنان ، ولها اليد المطلقة ، مقابل رأس المقاومة ؟؟!!
ولأن سوريا رفضت العرض الأمريكي ، ولأن المقاومة رفضت أن تلقي السلاح من وجه الصهاينة ، تمسكت أمريكا بالمحكمة سيفا مسلطا ، على رقبة سوريا أولا ، فلم تركع ، فنقلت السيف إلى رقبة المقاومة .. ولن تركع ..
ما هذا التحقيق ؟ وما هذا الاتهام المتنقل ؟؟!!
وإذا كانت المعارضة لجأت إلى ما لم يكن متوقعا في الشارع السياسي اللبناني ، فإنها ما لجأت إلى هذا الفعل الديمقراطي الدستوري ، إلا بعد أن أحست بالغدر الذي يبيته السيد الحريري ، بعد شهور من التجاذب ، وبعد أن كاد يعلن موافقته على الحل السوري ـ السعودي ..
لكنه ، وباختياره الذي اختاره ، ومن واشنطن ، يكون قد حكم على نفسه بالسقوط الذي تم ، وبالطريقة التي يستحقها ، ويكون قد وجّه صفعة لكل الجهود التي بذلتها كل من سوريا والسعودية ، لرأب الصدع اللبناني ، ووقف تهور قطار العيش المشترك الذي لم يترك له الحريري ، الآن ، سكة يمشي عليها ..
وإذا كانت واشنطن ترى في إسقاط الحريري وهو في " أبيض بيت " في أمريكا ، إهانة لها ..
فيا لروعة تلك الإهانة .. ما أجملها !!
ومع هذا ، فقد " كرَّمَت " المعارضة ابنَ رفيق الحريري بهذا السقوط ، فجعلت منه سابقة أولى ليس لها مثيل في تاريخ الحكومات اللبنانية منذ الاستقلال حتى تاريخه ..
أي : " حتى سقوطه كان مميزا ، ما شاء الله عليه " ..
" الولد طالع فالح .. بس .. لمين ؟؟ " ..
للحديث صلة ...
الجمعة ـ 14/01/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق