الجمعة، 14 يناير 2011

سعد الحريري يتنصَّل من الحل العربي

الزمان : الأربعاء ـ 21/01/2011

المكان : واشنطن ـ البيت الأبيض .

الحدث : السيد سعد الحريري دخل البيت الأبيض كرئيس لوزراء لبنان ، وخرج منه رئيسا سااااااابقا لوزراء لبنان .. فبقي لبنان ، وسيبقى .. وذهب الحريري ، وسيذهب من كان مثله .. أدراج الرياح ..

الزمان : الخميس ـ 22/01/2011

المكان : بيروت ..

الحدث : الرئيس اللبناني يصدر مرسوما يعتبر فيه حكومة الحريري سابقا ، بحكم المستقيلة ، ويطلب منها الاستمرار في تصريف الأعمال ..

النتيجة :

الحريري رئيسا لحكومة تصريف الأعمال .. في مجاريها ..

أعتقد أن لبنان ، كل لبنان ـ باستثناء جوقة الببغاوات الحريرية ـ قد أزعجه أن يتراجع الحريري ، من واشنطن ، عما كان يرتسم في الأفق العربي من حل ، يرضي اللبنانيين جميعا ..

وأعتقد أن اللبنانيين ، كل اللبنانيين ـ باستثناء جوقة الببغاوات الحريرية ـ لم يأسفوا على الطريقة التي أسقِط فيها الحريري ، لأنه لم يترك خيارا آخر تلجأ إليه المعارضة للدفاع عن نفسها أمام مؤامرة صهيو ـ امريكية تستهدف لبنان ومقاومته ..

وثمة مثال قريب سأسوقه قبل أن أكمل :

السودان : وبعد أن كان رئيسه البشير متهما بكل أنواع التهم ، وأهونها : ارتكاب جرائم التطهير ، وجرائم الحرب ، وجرائم ضد الإنسانية ، وصار رأسه مطلوبا في كل العالم ..

وبعد أن وافق على الاستفتاء الذي يمهد لانسلاخ الجنوب ، سامحته الإدارة الأمريكية وعفت عنه ، وصارت تتكلم عن رفع العقوبات الدولية عن السودان ..

إذن كل التهم التي كانت تسوقها ضد السودان ورئيسه ، ما هي إلا أساليب ابتزاز وضغط لإكراهه على الموافقة على سلخ الجنوب ..

وأرى ، لو أن السودان يبقى محاصرا لآخر الزمان ، ويبقى البشير مطلوبا لآخر حياته ، أهون من أن يطأطئ لأمريكا ، ويتقسم بلده ، وينسلخ الجنوب ليكون بؤرة تآمر جديدة ضده وضد الأمة العربية قاطبة ..

فما تم في السودان حتى الآن ، إنما هو البداية ..

وقد مكـّنهم البشير من ذلك .. وهذه خطيئة لن يغفرها له التاريخ أبدا ..

وكذلك ما تفعله أمريكا في لبنان ..

فلو طأطأت المقاومة لأمريكا ، لانتهى كل شيء يمسّها أمريكيا ، ولصارت حبيبة أمريكا أكثر من الحريري الأب وولده .. ولغضَّت الطرف عن سلاحها ، بل ، ولدعمتها بمزيد منه للوقوف في وجه الحريري وغيره ، ولصارت المحكمة في خبر ليس وكان معا ..

ألم تعرض أمريكا على سورية ، بعد اغتيال الحريري ، وقبل انسحابها من لبنان ، أن تبقى سوريا في لبنان ، ولها اليد المطلقة ، مقابل رأس المقاومة ؟؟!!

ولأن سوريا رفضت العرض الأمريكي ، ولأن المقاومة رفضت أن تلقي السلاح من وجه الصهاينة ، تمسكت أمريكا بالمحكمة سيفا مسلطا ، على رقبة سوريا أولا ، فلم تركع ، فنقلت السيف إلى رقبة المقاومة .. ولن تركع ..

ما هذا التحقيق ؟ وما هذا الاتهام المتنقل ؟؟!!

وإذا كانت المعارضة لجأت إلى ما لم يكن متوقعا في الشارع السياسي اللبناني ، فإنها ما لجأت إلى هذا الفعل الديمقراطي الدستوري ، إلا بعد أن أحست بالغدر الذي يبيته السيد الحريري ، بعد شهور من التجاذب ، وبعد أن كاد يعلن موافقته على الحل السوري ـ السعودي ..

لكنه ، وباختياره الذي اختاره ، ومن واشنطن ، يكون قد حكم على نفسه بالسقوط الذي تم ، وبالطريقة التي يستحقها ، ويكون قد وجّه صفعة لكل الجهود التي بذلتها كل من سوريا والسعودية ، لرأب الصدع اللبناني ، ووقف تهور قطار العيش المشترك الذي لم يترك له الحريري ، الآن ، سكة يمشي عليها ..

وإذا كانت واشنطن ترى في إسقاط الحريري وهو في " أبيض بيت " في أمريكا ، إهانة لها ..

فيا لروعة تلك الإهانة .. ما أجملها !!

ومع هذا ، فقد " كرَّمَت " المعارضة ابنَ رفيق الحريري بهذا السقوط ، فجعلت منه سابقة أولى ليس لها مثيل في تاريخ الحكومات اللبنانية منذ الاستقلال حتى تاريخه ..

أي : " حتى سقوطه كان مميزا ، ما شاء الله عليه " ..

" الولد طالع فالح .. بس .. لمين ؟؟ " ..

للحديث صلة ...

الجمعة ـ 14/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق