الجمعة، 14 يناير 2011

صباح اليوم ، تونسي بامتياز

لصباح اليوم ، نكهة الحب ، وعبق الربيع في عز الشتاء ..

لصباح اليوم ، طعم آخر في قرطاج وتونس وصفاقس ، وعلى امتداد الوطن الذي ارتوى بدماءٍ تعطشتْ طويلا للحرية .. فنالها شعبٌ يستحقها بجدارة الدم ..

في صباح اليوم 15/01/2011 ، وكل يوم ، نتلو الفاتحة على أرواح من كانت دماؤهم سبيلا وجسرًا ، ومنارة ، استهدى بها التونسيون إلى فجر جديد ..

صباح اليوم ، استيقظت العصافير ، مبتهجة ، جذلى ، تغرد بأروع مما غردت في حياتها ، مزهوة بكم أيها الأحبة ..

صباح اليوم ، يرقص البحر ، نشوان ، على موسيقى حناجركم ، إذ تشدو من قرطاج ، فتسري الأنغام مع الريح لتصل قلوبنا في كل مكان ، عشقا مغلفا بالحنين والدفء والمودة الآسرة ..

صباح اليوم ، يؤرخه الزمن بالدم ، والعرق ، والصبر ، والعزيمة ، والإيمان .. والنصر الكبير ..

صباح اليوم ، ما تزال أصداء نصركم تتلى ، كابتهالات الفجر ، يرددها العالم ، مشيحا بوجهه عن جلادكم المخلوع ، الذي لا تؤويه أرض ولا سماء ..

صباح اليوم ، كم تكرّرَ وتكرَّرَ وتكرّرَ !! .. ولم يتعظ الطغاة ..

صباح اليوم ، أدعو مَن لم يتعظوا ، بأن يتعظوا ..

صباح اليوم ، يجب أن يكون عِظة " للعاقلين " الذين لم يتعظوا حتى الآن ، والذين يمكن أن يحملهم مصيرهم المحتوم المستحق ، كما حَمَلَ سلفـَهم وكثيرًا من أسلافه ، فتطوف بهم طائرة الهروب ، متنقلة بين فضاءات هنا وهناك ، فتنبذهم ، ولا تجد للهاربين على متنها ملاذا ، ولو في مقابر العالم :

" يوم لا ينفع مال ولا بنون " ..

فلا يجدون المهبط ، ولا المستقبلين ، ولا السجاد الأحمر .. ولا حتى التزود بالوقود .. ولا المأوى .. فلن يكون طاغية تونس آخر هؤلاء ..

صباح اليوم تونسي بامتياز ..

صباح اليوم ، تستحقون النصر ، كل النصر ، وكامل النصر بتنحية كل أذيال الجلاد الهارب ..

صباح اليوم ، يؤرخه الشعب يوما وطنيا جديدا ، له عنوان واحد ، مُستقى من إرادة الحياة التي بشركم بها أبو القاسم ..

صباح اليوم ، تكفكف أمهات الشهداء دموعهن ، لتحلَّ البسمة على الشفاه ، وهنّ يودِّعْن فلذاتهن بالزغاريد ، تحية للفجر الطالع من عيونهم ..

صباح اليوم ، لا يُقال فيه ما يُمكن أن يُقال في أي صباح آخر .. فلا يقال اليوم إلا الكلام المباح يا شهرزاد ..

صباح اليوم ، أقول : لن تحميكم سوى شعوبكم ، ولن تحتضنكم أرضٌ بدفئها ، سوى أرضكم ..

فكونوا أوفياء لأرضكم وشعبكم ، كي لا يكون مصيركم كمصير من لم يَمْحَضْهما الوفاءَ الواجب ..

صباح اليوم ، يُقال فيه ، فقط :

فليسقط الطغاة ..

سحقا للطغاة والجلادين القتلة ..

لهم الخزي والعار ..

وللشهداء المجد والخلود ..

عشتم وعاشت تونس ..

السبت ـ 15/01/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق