الأربعاء، 12 يناير 2011

الإيديولوجية الصهيونية ـ 2 ـ نشأة مشبوهة وتاريخ مجرم

بعد العرض التاريخي للحركة الصهيونية الذي قدمناه في القسم الأول من المقال ، بات من المفيد أن نتحدث عن المنطلقات الأساسية للحركة الصهيونية :

1 ـ يزعم الصهاينة ، أن اليهود شعب واحد ، له ماض مشترك ، وهدف عام واحد.. وقد اتخذ هذا التأكيد ـ على ما يسمى بوحدة الشعب اليهودي ـ أشكالا مختلفة لدى " اليهود الصهاينة الذين يتحدثون عن شعب يهودي مع تأكيدات شبه عرقية ، لا يعنون بها مجرد وحدة التاريخ فحسب ، بل كذلك ، وحدة الدم والثقافة والمصير ..

بينما اليهود في حقيقتهم التاريخية ، أخلاط متنوعة من الجنسيات والأجناس والعروق ..

2 ـ يزعم الصهاينة أن اليهود الذين يعيشون في مناطق مختلفة من العالم ، هم شعب في مرحلة التشتت ، وأن عليهم أن يهاجروا عن أوطانهم ، وأن " يعودوا " إلى " فلسطين ، أرض الميعاد " ، ليعيدوا بناء حياتهم القومية والروحية .

3 ـ يزعم الصهاينة أن فلسطين وما جاورها من الأراضي العربية هي الوطن القومي اليهودي الذي ينبغي على جميع يهود العالم أن يتجمعوا فيه .

ومنذ البدء ، حلت الصهيونية مشكلة وجود السكان العرب الأصليين في أرض فلسطين ، عن طريق كذبة سافرة ، مفادها : أن فلسطين منطقة خالية من السكان ، وهي بحاجة لمن يسكنها ويستثمر مواردها ..

وفي ذلك يقول الكاتب البريطاني الصهيوني : " إسرائيل زانغويل " :

" فلسطين أرض بلا شعب ، ويجب أن تعطى لشعب بلا أرض ..

4 ـ يزعم الصهاينة أن اليهود يحملون رسالة تحضير وإعمار إلى الشرق الأوسط ، بحيث يمكن أن تصبح امتدادا للحضارة الأوربية ، وذلك على نحو ما زعم المستوطنون الأوربيون في إفريقيا وأمريكا .

فهل تقوم الحضارة على تشريد الشعب الآمن ، وعلى القتل والإرهاب والمجازر والتعذيب ؟؟!!

*** لقد احتل الصهاينة فلسطين عام 1948 ، ومنذ ذلك التاريخ ، بل من قبله ، لم يتوانوا عن أي فرصة سانحة لهم للاعتداء على الأقطار العربية المجاورة ، إضافة إلى المجازر الوحشية والاعتداءات اللا إنسانية التي تقوم بها الصهيونية وجيشها بين الحين والآخر ، متذرعة بأوهى الأسباب لتسويغ عدوانها الشرس ..

إن ما فعلته الصهيونية بفلسطين والوطن العربي ، منذ أول وجودها حتى اليوم ، يتمثل في سلسلة من الحروب والاعتداءات ، التي رافقها ونتج عنها دمار هائل ، وقتل بالآلاف ، وتشريد بالملايين ، وإبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية .. ما عدا مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات التي تتوسع سرطانيا على الأرض الفلسطينية ..

لقد أثبت الاستعمار الاستيطاني الذي تنتمي إليه الصهيونية : أن المقصود فعلا ، هو تماما ما مارسته الحركة الصهيونية على أرض الواقع " كما ورد في الفقرة السابقة " ، وبذلك تنتفي قطعيا صفة الحضارة عن الصهيونية ..

وبنفس الوقت تتثبت مجموعة أخرى من الصفات التي تتصف بها الحركة الصهيونية وتنتمي إليها ، فكريا وعقائديا ، وأهمها :

العدوانية ـ العنصرية ـ الاستعمارية ـ التوسعية ـ الاستيطانية .

فهي حركة عدوانية : لأن الصهيونية التي رفعت شعارا لها (( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل )) ، لا يمكن لها إلا أن تكون عدوانية ، تتوسع على حساب أراضي الغير ..

إن الوقائع السياسية والعسكرية التي شهدتها منطقتنا في العقود الماضية ، والممارسات والحروب والاعتداءات الصهيونية ضد الشعب العربي في فلسطين ولبنان ومصر والسودان وتونس والإمارات والصومال وموريتانيا والعراق ... تؤكد عدوانية هذه الحركة منذ نشأتها الأولى حتى تاريخ اغتيالهم الرجل الفلسطيني في سرير نومه قبل أيام معدودة ..

فهي حركة عنصرية : تمارسها حتى على أخلاطها السكانية التي استقدمتها من أصقاع الأرض .. فلا يتمتع جميع سكانها بدرجة المواطنة الواحدة ، إنما هناك تفاوت كبير بين أجناس أولئك الصهاينة ، فلا يتساوى يهود الفلاشا مثلا ، مع الأشكنازيم ، ولا حتى مع السفارديم ..

كما تسعى الصهيونية ، وفي آخر صرعة لها ، لانتزاع اعتراف العالم " بكيانها اليهودي " ، وذلك يشكل قمة العنصرية ، التي تعدُّ إحدى أهم الركائز العقائدية للحركة الصهيونية ..

وهي حركة استعمارية : منذ أن بدأت بالاستيطان في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني ، وما تزال حتى تاريخه تحتل أراضي سورية ولبنانية ، وتعتدي على الدول التي سالمتها ..

وهي حركة توسعية : منذ بداية نشأتها المشبوهة بشعاراتها وممارساتها ، حيث احتلت الضفة الغربية وسيناء والجولان بما يشكل أضعاف المساحة التي احتلتها بعد حرب 1948..

كما احتلت جنوب لبنان لسنوات طويلة قبل أن تندحر من معظم أراضيه عام 2000 ، وما تزال تحتل بعض المزارع لمناورات سياسية ومقايضات ..

وهي حركة استيطانية : لأنها احتلت أرضا لا تملكها ، وشردت أصحابها الحقيقيين ، وهي ما تزال تقضم المزيد من الأراضي لمزيد من الاستيطان .. فالواقع جلي ولا يحتاج إلى أدلة إثبات ..

تلك هي ما تزعم أنها : " واحة الديمقراطية " ..

الأربعاء ـ 12/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق