الجمعة، 28 يناير 2011

في جدة متسع لمبارك .. لا تخافوا

" لكن ، عليكم أيها اللائذون ، أن تتعجلوا الوصول إلى جوار بن علي ، قبل أن تنفد الأماكن " ..

ويبدو أن الخطوط الهاتفية الساخنة ، نشطة جدا الآن ، ومشغولة مع القيادة السعودية ، من عدة عواصم عربية ، يتدارسون ظروف ومرحلة ما بعد فرارهم القريب من غضب شعوبهم .. ولجوئهم إلى المملكة " الشقيقة " ..

وإن كان الخط الساخن مع شرم الشيخ أكثرها إلحاحا وطلبا للحديث للضرورات القصوى ..

فمن حسن الحظ أن " شرم الشيخ " ، "عاصمة مبارك " ، ليست بعيدة عن " مدينة جدة " ، ولا يختلف جوها عنها ، كونهما متشاطئتين على بحر واحد ، وإن كانت السيول فيها كثيرة وأمطارها غزيرة تجرف الحجر والبشر .. لكنها لا تملك قلبا قاسيا لتجرف هؤلاء المذعورين اللائذين بها ..

ثم إن ذلك يتنافى مع قواعد الضيافة الأصيلة ..

فقد سنت المملكة سنة " طيبة " باستضافتها ( شين العابدين بن علي ) ، فأخبر زملاءه من الرؤساء الراغبين بضيافة مشابهة له على ضفاف البحر الأحمر ..

وحدثهم عن طيب الإقامة والمعشر ، وكأنه في بلده تماما ..

فتهافتت الطلبات عبر الخطوط الساخنة ، يخطبون ودّ المملكة ، ويكيلون لها كثيرا من المديح ، المغلف بذريعة :

" أنهم يطمئنون على صحة جلالة الملك .. ويرجون له دوام الصحة والتوفيق " ، ليأمر باستضافتهم ، بشهامته المعهودة وكرمه العربي الأصيل ، عندما تدور الدائرة عليهم في الأيام القليلة القادمة ..

والظاهر أن طالبي اللجوء إليها من الرؤساء العرب المنتظرين على صفيح ساخن ، سيزداد في الأيام القليلة القادمة ، ويبدو أن " مبارك " النظام المصري سيكون الأسرع في طلب اللجوء ..

ومن سيكون التالي فالتالي ؟؟

الله تعالى أعلم ..

فيا أيها الرؤساء المحترمون المهرولون الهاربون المنهزمون الفارون :

لا تخافوا .. ولا تحزنوا .. ولا تقنطوا ..

ستجدون ، في المملكة رحابة أرض وصدر ، تستقبلون بهما فتحلون أهلا ، وتطؤون سهلا ....

ولن يصيبكم ضيم ولا ضرر من هؤلاء الذين ثاروا ضدكم هناك وراء البحر .. وعرّضوا " إنجازاتكم الكبرى " للخطر ، وجعلوكم تبحثون عن مأوى قبل أن تطير بكم الطائرة ، كي لا تقعوا بما وقع فيه زميلكم الذي التحق بمنفاه قبلكم ..

إذ لولا تعطف المملكة عليه ، لنفد كيروسين طائرته ، وسقطت ..

لكن ، يجب أن تحتاطوا مقدما لأمر كهذا ..

وأظنكم حريصين عليه تماما ، فحياتكم ثمينة جدا ، وهي ليست كحياة أولئك الذين يحرقون أنفسهم ، أو يرمون بأجسادهم في طريق رصاص رجالكم ..

فهؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه وحياتهم أو موتهم سواء ..

وبعد أن تصلوا إلى جدة ، إن شاء الله سالمين غانمين ، أنتم وما تحملون معكم مما خفّ وغلا ، " فالبنوك ليست آمنة " بعد ما جرى مع زميلكم الهارب قبلكم ..

ويجب أن تكونوا قد حفظتم الدرس منه جيدا ، وأن لا تقعوا فيما وقع فيه ، " فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين " ..

وبوصولكم ، تصيرون في أمان من هؤلاء " الرعاع " الذين لا يستحقون رئاستكم لهم طيلة هذه السنين الرائعة التي اختاركم الله تعالى لقيادتها ..

وهنا ، أعني في جدة ، ستكونون بخير وعافية ، ما دمتم لا تتعاطون ما ينافي آداب الضيافة ، وضروراتها ..

ولا تخافوا أيها السادة الرؤساء .. فلن يتأخر شقيقكم وزميلكم بن علي عن استقبالكم وتسليتكم وتمسيح دموعكم و ....

وقد سبقكم في التجربة ، ويمكنكم الاستفادة من هذه الخبرة " الشائقة " ..

أخيرا :

نتمنى من المملكة المضيافة ، أن تتخذ كل الإجراءات المناسبة لاستقبالكم ، وأن تكون على استعداد لاستقبال المزيد من زملائكم في الأيام القليلة القادمة ، من اليمن مثلا ، ومن ليبيا ..

وعهدنا بالمملكة أنها دوما لا تتأخر عن نجدة شقيق ملهوف مثلكم ..

نرجو لكم " طيب الإقامة " هناك ..

والسلام ختام ..

الجمعة ـ 28/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق