كرة الثلج الملتهب .. المصري
الثلج الملتهب ـ وليس الكرة ـ هو شعبٌ مصري الجنسية ، عروبي الانتماء ، وطني التوجه ..
واليوم يكتمل عقد الأيام السبعة لانتفاضة الشعب العربي في مصر ، وما يزال النظام المتهالك يشل في حنكه المشلول ، ويحاول استعادة زمام المبادرة عبر العديد من عمليات " التقبيح " القذرة ، بتعيين نائب له تارة ، وبتبديل صور الوزراء الممسوخين تارة أخرى .. لكن الشعب المصري اتخذ قراره الحاسم : برحيل رأس النظام وأزلامه وأتباعه ، غي وقت ما تزال فيه ردود الفعل الأمريكية والصهيونية تدرس خياراتها ، لعلها تلمع صور بعض أزلامه وتزجهم في الواجهة ، ليستكملوا مشوار الخيانة والعمالة لهم منذ أن وضع السادات 99% من أوراق " الحل " في أيديهم ..
أي منذ أن صادر السادات إرادة الشعب المصري والعربي باتفاقيات المهانة " كامب ديفيد " مع الصهاينة ..
وقبل أشهر ، وتحديدا ، في 19/04/2010 ،
كتبت مقالا ( منشورًا في المدونة ) ، بعنوان استنكاري : أم الدنيا .. أرملة ؟؟
ولأنه ليس ، ليس للدنيا سوى أمٍّ واحدة ..
فلا بد أن تكون : مصر .. هي مصر .. هي أم الدنيا ..
باتت كالأرملة في ثلاثين سنة من عهد " اللا حسني واللا مبارك " .. هذه الأرملة البائسة التي ما عادت تجد كفافها ..
فلا هي تأكل مما تزرع ، ولا هي تلبس مما تصنع .. ولا هي تركت الناس يأكلون من " خشاش الأرض " ..
وقد خمدت فيها جذوة الإبداع التي شعّت علينا طويلا ، بعطاءاتِ قامات كبيرة وطويلة ، وفي كل الميادين ، وعلى مدى قرن كامل من الزمان ، يبدأ ـ تقريبا ـ بالاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 وينتهي مع خمول وتلاشي أثار إبداع ما تبقى من تلك القامات الطوال ، رويدا رويدا ، والذين كان آخرهم مثلا ، نجيب محفوظ حين كان بكامل وعيه الفكري ، وقبل " عودة الوعي " إليه ، والذي نال بموجبه " نوبل " الصهيونية ..
مرورا بثورات الشعب المصري المتعددة ضد الفرنسيين والبريطانيين ، وقيام ثورة 1952 ، وانتعاش الحركة الفكرية والثقافية والسياسية والفنية ، فكانت هذه المرحلة امتدادا وتعزيزا للعصر الذهبي للريادة المصرية الحديثة ، على كل تلك الصعد ..
ومع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، وانتقال السلطة للسادات ، وبدء الدخول في العملية السياسية مع الصهاينة عبر أمريكا ، بدأ ذلك العصر يميل نحو الانحدار بشكل غير ملحوظ في البداية ، بسبب وجود قامات المرحلة الناصرية على قيد الحياة ، واستمرارهم بالعطاء والإبداع ..
لكن ، ومع فقداننا لهم واحدا تلو الآخر ، بدا الانحدار شديدا ، ولم نعد نرى قاماتٍ مصرية تملأ الفراغ الذي تركته القامات الراحلة ، مما زاد الأمر سوءا بعد مقتل السادات ، وبدأت مصر تعيش حياة " المرأة الأرملة " المتلطية خلف الصهاينة ، " والمساعدات الأمريكية " حتى بلغ حجم دَيَْنها العام 88 مليارا من الدولارات ، قافزًا من 11 مليارا حين استلم مبارك سدة " الخلافة من السادات " ، رغم ثمن الخيانة الذي تدفعه له أمريكا على شكل مساعدات ، بينما تدفع للصهاينة أضعافه ..
وها قد مضى عليها ثلاثون عاما من التبعية والسير عكس تيار الشعب ، رافض التطبيع والذلة والمهانة ..
أما آن لأطفال الأرملة أن يشبُّوا عن الطوق ؟؟!! ..
ثلاثون عاما من خيانة الشعب ، والعمالة لأمريكا والصهيونية ، ووحده يسوس البلاد والعباد بالحديد والنار ..
وحده القبطان .. وحوله مجموعة من السكرتاريين بأسماء كبيرة ، كرئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب وأمين حزبه ، والوزراء والآخرين .. هم مجرد سكرتارية له بأسماء منمقة لامعة ، توحي بالبريق الذي ساعده في خيانته وعمالته وضلاله ..
كانوا الديكور العفن القميء ، والبرستيج الفاقع ، والأجهزة الفاسدة ، والمناصب المفرغة من كل قيمة ومعنى ..
فالكل مجرد دمى ..
وهو وحده القبطان .. القبطان الأوحد .. الفرعون الضال ..
وها هو يمارس بقية " اللعبة الفرعونية " فيزور قيادة الجيش ، ويعين المحافظين ، ويستلم من الوزراء ـ الدُّمى " القسَمَ " على الاستمرار في الغِي والضلال ..
ألا يستحي هؤلاء المقسِمون بشرفٍ لا يملكونه ؟!
ألا يخجل هؤلاء المقسِمون " بالله " من أبنائهم وأحفادهم الثائرين ضدهم ، في كل مساحة الأرض المصرية ليل نهار ؟؟!!
أما زالوا راغبين في استملاك لقب " وزير ساقط " ؟؟!!
تبا لكم أيها العجزة ..
لن يرحمكم أبناؤكم وأحفادكم ..
ولن يغفر لكم التاريخ سقوطكم في مستنقع فرعونكم " اللا مبارك " ..
الإثنين ـ 31/01/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق