السبت، 15 يناير 2011

كاد المفتي يقول : اختيار الحريري فريضة

وكأنه لم يبق في لبنان سوى سعد الحريري ، يا سعادة المفتي ؟؟!!

أليس في ذلك تصغير وتحجيم للطائفة التي تنتميان إليها ؟؟!!

ألم يقل لك بعض النواب الطرابلسيين :

إن منصب رئاسة الوزراء اللبناني ، هو للطائفة الكريمة ، لكنه منصب وطني ، وليس طائفيا ..

يا سعادة المفتي الكريم ..

إن تفضلك وظهورك على الشاشات الناعمة الصغيرة ، صبيحة هذا اليوم ، وتجشمك كل هذا العناء ، لتقول لنا فقط :

" إن وجود الحريري على رأس الوزارة فيه مصلحة لكل لبنان " !! ..

لكنك لم تقل لنا كيف هي المصلحة التي تبشرنا بها ؟؟

وأين هي المصلحة المنشودة في ذلك ، لكل لبنان ؟؟

إذا كان أكثر من نصف اللبنانيين ، قد أسقطوه هو ووزارته يوم الأول من أمس !! ..

يعني : ما يزال الوقت مبكراعليك كي تنسى ذلك يا سيدي ..

ألم يكن إسقاطهم له دستوريا ؟؟!!

فما الذي عدا ما بدا ، حتى تخرج علينا " باجتهادك " ، قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة ؟؟!!

ثم ، كيف اختار ، مختارُكَ سعد ، كرامة لبنان ، وهو في أمريكا ، ومن " أبيض بيت فيها " ؟؟

هل يريد ذاك البيت اللعين ، كرامة للبنان ؟؟

هل حفظ للبنان شيئا منها منذ أن دمرتْ " إسرائيل " لبنان بأسلحتهم ؟؟!!

لقد طالبَ مختارُكَ سعد ، بأن تقدِّمَ المعارضة مكاسبَ للدولة مقابل ما سيقدِّمُه لها على صعيد المحكمة ـ الفتنة ..

ألا ترى أنها كلمة حق ، يُراد بها باطل ؟؟

هل يريد من المعارضة مكاسبَ للدولة ؟؟

عن أي دولة يتحدث مختارُكَ يا جناب المفتي ؟؟

وماذا قدَم هو للدولة اللبنانية ؟؟

بالتأكيد ، إنه يتحدث تورية ، فهو يقصد دولته " الخاصة " ، وليس لبنان ..

يا سيادة المفتي : إن ما يجري في لبنان ، لا يمكن أن يجري في أي مكان في العالم ، إلا في لبنان ..

وما تحدث عنه مختارُكَ الحريري ، حول الساخن والبارد على سطح واحد ، منتقدا به المعارضة التي أسقطته ، إنما كان في غير موضعه ، لأنه هو من غيَّرَ موقفه في أقل من ثمان وأربعين ساعة ..

ويبدو، أن تأثير السيدة كلينتون عليه ، كان كبيرا جدا .. لأن بداية التغيير ، بدأت عقب لقائهما ، وقبيل دخوله " أبيض بيت " أمريكي ..

وبالصدفة ، يا سبحان الله ، كان هناك تناغم لبناني ـ تونسي ..

فكما حقق الأشقاء التونسيون انتصارهم على الحليف الأمريكي الأهم في الشمال الإفريقي العربي .. فأسقطوه ، حتى ضاق به الفضاء قبل الأرض ..

كذلك ، أسقطت المعارضة اللبنانية كيد كلينتون ورئيسها ، و" زلمتهما " ، مختارك الحريري ..

ألم يكن احتجابك عن الشاشات اليوم ، خيارا أفضل من غيره ، يا سعادة المفتي ؟؟!!

لماذا وضعتَ نفسَكَ على قدم المساواة مع السيد " جعجع " الذي رأى : أن استبعاد مختارك الحريري ، هو نفخ في نار الفتنة ؟؟!!

لقد بدا ظهورك اليوم يا سعادة المفتي ، بوقا آخر يضاف لبوق جعجع .. وهذا ما لم كن نرتضيه لمقامك الكريم !!

ألستَ ترى يا سعادة المفتي ، أين أوصل مختارُكَ البلادَ ؟؟

فلقد انتظره اللبنانيون قرابة سبعة أشهر حتى شكل حكومته ، وأمضى فيها قبل إسقاطه ، قرابة أربعة عشر شهرا ..

فهل يمكن أن يذكر أحد لنا ، إنجازا واحدا ، له كرئيس حكومة كل لبنان ، على مدار كل تلك المدة من عمر الشعب اللبناني وتضحياته ؟؟..

هل يمكن أن يذكر لنا ، أي أحد من الشعب اللبناني الشقيق أي إنجاز أنجزه مختارُك يا سعادة المفتي ، كي يذكره التاريخ به ؟؟!!

فعلامَ التمسك به ؟؟!!

إن الشعب اللبناني كله ، لم يعد يتساءل : هل ستقوم حرب طائفية أم لا ..

بل صار يتساءل : متى ستقوم ؟؟ ومن أين ستبدأ ؟؟

هذا هو أهم إنجاز أنجزه مختارك ـ يا سعادة المفتي ـ كرئيس لوزراء لبنان ، انتظرَه الشعبُ اللبناني سبعة أشهر حتى التقط الصورة الجماعية التذكارية مع حكومته ..

فهل ما زلتَ ترى في رئاسته للحكومة مصلحة للبنانيين ؟؟!!

أرجو أن يجيبكَ اللبنانيون أنفسهم ..

السبت ـ 15/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق