وكأنه لم يبق في لبنان سوى سعد الحريري ، يا سعادة المفتي ؟؟!!
أليس في ذلك تصغير وتحجيم للطائفة التي تنتميان إليها ؟؟!!
ألم يقل لك بعض النواب الطرابلسيين :
إن منصب رئاسة الوزراء اللبناني ، هو للطائفة الكريمة ، لكنه منصب وطني ، وليس طائفيا ..
يا سعادة المفتي الكريم ..
إن تفضلك وظهورك على الشاشات الناعمة الصغيرة ، صبيحة هذا اليوم ، وتجشمك كل هذا العناء ، لتقول لنا فقط :
" إن وجود الحريري على رأس الوزارة فيه مصلحة لكل لبنان " !! ..
لكنك لم تقل لنا كيف هي المصلحة التي تبشرنا بها ؟؟
وأين هي المصلحة المنشودة في ذلك ، لكل لبنان ؟؟
إذا كان أكثر من نصف اللبنانيين ، قد أسقطوه هو ووزارته يوم الأول من أمس !! ..
يعني : ما يزال الوقت مبكراعليك كي تنسى ذلك يا سيدي ..
ألم يكن إسقاطهم له دستوريا ؟؟!!
فما الذي عدا ما بدا ، حتى تخرج علينا " باجتهادك " ، قبل موعد الاستشارات النيابية الملزمة ؟؟!!
ثم ، كيف اختار ، مختارُكَ سعد ، كرامة لبنان ، وهو في أمريكا ، ومن " أبيض بيت فيها " ؟؟
هل يريد ذاك البيت اللعين ، كرامة للبنان ؟؟
هل حفظ للبنان شيئا منها منذ أن دمرتْ " إسرائيل " لبنان بأسلحتهم ؟؟!!
لقد طالبَ مختارُكَ سعد ، بأن تقدِّمَ المعارضة مكاسبَ للدولة مقابل ما سيقدِّمُه لها على صعيد المحكمة ـ الفتنة ..
ألا ترى أنها كلمة حق ، يُراد بها باطل ؟؟
هل يريد من المعارضة مكاسبَ للدولة ؟؟
عن أي دولة يتحدث مختارُكَ يا جناب المفتي ؟؟
وماذا قدَم هو للدولة اللبنانية ؟؟
بالتأكيد ، إنه يتحدث تورية ، فهو يقصد دولته " الخاصة " ، وليس لبنان ..
يا سيادة المفتي : إن ما يجري في لبنان ، لا يمكن أن يجري في أي مكان في العالم ، إلا في لبنان ..
وما تحدث عنه مختارُكَ الحريري ، حول الساخن والبارد على سطح واحد ، منتقدا به المعارضة التي أسقطته ، إنما كان في غير موضعه ، لأنه هو من غيَّرَ موقفه في أقل من ثمان وأربعين ساعة ..
ويبدو، أن تأثير السيدة كلينتون عليه ، كان كبيرا جدا .. لأن بداية التغيير ، بدأت عقب لقائهما ، وقبيل دخوله " أبيض بيت " أمريكي ..
وبالصدفة ، يا سبحان الله ، كان هناك تناغم لبناني ـ تونسي ..
فكما حقق الأشقاء التونسيون انتصارهم على الحليف الأمريكي الأهم في الشمال الإفريقي العربي .. فأسقطوه ، حتى ضاق به الفضاء قبل الأرض ..
كذلك ، أسقطت المعارضة اللبنانية كيد كلينتون ورئيسها ، و" زلمتهما " ، مختارك الحريري ..
ألم يكن احتجابك عن الشاشات اليوم ، خيارا أفضل من غيره ، يا سعادة المفتي ؟؟!!
لماذا وضعتَ نفسَكَ على قدم المساواة مع السيد " جعجع " الذي رأى : أن استبعاد مختارك الحريري ، هو نفخ في نار الفتنة ؟؟!!
لقد بدا ظهورك اليوم يا سعادة المفتي ، بوقا آخر يضاف لبوق جعجع .. وهذا ما لم كن نرتضيه لمقامك الكريم !!
ألستَ ترى يا سعادة المفتي ، أين أوصل مختارُكَ البلادَ ؟؟
فلقد انتظره اللبنانيون قرابة سبعة أشهر حتى شكل حكومته ، وأمضى فيها قبل إسقاطه ، قرابة أربعة عشر شهرا ..
فهل يمكن أن يذكر أحد لنا ، إنجازا واحدا ، له كرئيس حكومة كل لبنان ، على مدار كل تلك المدة من عمر الشعب اللبناني وتضحياته ؟؟..
هل يمكن أن يذكر لنا ، أي أحد من الشعب اللبناني الشقيق أي إنجاز أنجزه مختارُك يا سعادة المفتي ، كي يذكره التاريخ به ؟؟!!
فعلامَ التمسك به ؟؟!!
إن الشعب اللبناني كله ، لم يعد يتساءل : هل ستقوم حرب طائفية أم لا ..
بل صار يتساءل : متى ستقوم ؟؟ ومن أين ستبدأ ؟؟
هذا هو أهم إنجاز أنجزه مختارك ـ يا سعادة المفتي ـ كرئيس لوزراء لبنان ، انتظرَه الشعبُ اللبناني سبعة أشهر حتى التقط الصورة الجماعية التذكارية مع حكومته ..
فهل ما زلتَ ترى في رئاسته للحكومة مصلحة للبنانيين ؟؟!!
أرجو أن يجيبكَ اللبنانيون أنفسهم ..
السبت ـ 15/01/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق