يبدو أن دولة رئيس الوزراء اللبناني .. السابق .. السيد سعد رفيق الحريري ، قد استعاد ـ وبجدارة فائقة ـ اللقبين اللذين حصل عليهما قبله ، والده السيد رفيق الحريري ..
ويبدو أن " دولته السابقة " أراد أن يحل محل والده ، أيضا في الانتساب إلى النادي اللبناني الخاص ، الفريد من نوعه على مستوى المنطقة والعالم ـ ربما ـ ، والذي لا يضم في عضويته إلا رؤساء الوزارات السابقين ..
وليس لهذا النادي من شروط انتساب ، سوى أن تكون :
" دولة رئيس وزراء لبنان .. السابق " ..
وقد تحقق هذا الشرط تماما ، اعتبارا من لحظة سقوط حكومته سقوطا حرا .. باستقالة أكثر من ثلثها ، وليس باستقالته هو كما كان المألوف قبله ..
وهذا النادي ، لا يقبل في عضويته ، رئيس الوزراء الحالي " الراكب " ، حتى ينزل عن مركوبته ، فيفتح له النادي ذراعيه ، مهللا ، ومرحِّبا بالقادم الجديد ، إذا كان جديدا " خلنج " ..
أما إذا كان من المحاربين القدماء ، فيعود إلى كرسيه المحجوز أصلا له ، ويجلس على " يَطقِه " بانتظار ظرف آخر ، لهَبَّةٍ أخرى ..
لكن عضو النادي الأخير ، ليس من المحاربين القدماء ، وأغلب ظني ، أنه لن يحوز شرف هذا اللقب أيضا ، كما لم يحز ، حتى ، لقب " رئيس الوزراء المستقيل " ، لكنه وبشرف ، حاز لقب : " رئيس الوزراء الساقط " ، بمعنى : سقوط حكومته بفعل استقالة أكثر من ثلث أعضائها ..
وهؤلاء " دولة رؤساء الحكومات اللبنانية .. السابقين .. " ، وعلى اختلاف المراحل التي حَكموا فيها ، وتنوُّع الظروف التي وُجدوا فيها ، أو أوجدتهم ، لم يتساوَوا في الحقوق والواجبات ، من حيث قدرة التحكم بوزرائهم ، أو التأثير في مجريات الأمور الخارجة على المألوف ، أو الواقعة خارج خطوط التماس الداخلية والدولية ، المرسومة لكل الحكومات ، وفي كل الأزمنة السابقة واللاحقة ..
فكان بين هؤلاء من استطاع أن يناور ضمن تلك الخطوط ، ومنهم من جاء مكبلا بها كشرط ، ليصبح " دولة رئيس الوزراء " ، وظل مكبلا بها حتى صار " سابقا " ، لأنه جِيء به في لحظة عَزَّ فيها التوافق ، فكان بمثابة " دولة الرئيس " الذي " يُمَشّي الحال " فقط ، وليس مطلوبا منه أن يحكم ، أو يعمل أي شيء آخر ..
ومنهم من كانوا يشكلون زعامات وطنية ، حينا ، أو زعامات إقطاعية ، أو رأسمالية ، أحيانا أخرى ..
لكن ، يجب أن لا تكون زعاماتهم بعيدة عن المنعطف المذهبي ، الذي يجب أن يتسم به حامل اللقب العتيد ..
ومنهم من يطرحون أنفسهم ، طمعا بالانتساب إلى النادي (( ولا أعرف ميزات لذلك ، سوى اللقب .. )) ..
وهؤلاء ، يأتون لمهمة آنية محددة ، لا يُقبَل بوجودهم في هذا المنصب إلا لهذه المرحلة فحسب ، كأن تكون الحكومة مكلفة بإجراء انتخابات نيابية مثلا ..
ومنهم من تكون جاهزيته عالية دوما ، لركوب الموجة ، وتشكيل حكومة جديدة ، فيعود اسمه إلى الواجهة ، وقد حُذفت منه كلمة " السابق " ، واستعيضت " بالمكلف " ، ريثما تنال حكومته ثقة البرلمان ، فيكتمل تطابق الاسم واللقب تحت مسمى : دولة رئيس الوزراء " ..
ومنهم من دخل النادي المذكور ، إلى غير رجعة ، نظرا للظروف المرحلية التي أوجدتهم ..
أما الزعامات المشار إليها أعلاه ، فقد يتعدد انتسابها للنادي ، كما يتعدد خروجها منه ، لنيل لقب " دولة الرئيس " مرة ثانية وثالثة ورابعة ، حسبما تقتضيه الظروف .. وحسب قدرته البرلمانية الناتجة عن قدراته " الوطنية " أو " الإقطاعية " أو " المذهبية " .. والتي يجب أن تكون مغطاة بعلم دولة إقليمية شفاف ، وملفوفة بعلم دولة عظمى أكثر شفافية ، بحيث لا يرونهما إلا " الراسخون في العلم " ..
ويا سلام ع " السيادة والحرية والاستقلال " ..
للحديث صلة ، عن آخر المنتسبين لذلك النادي ..
الخميس ـ 13/01/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق