ماذا وراء اتهامات الرئيس مبارك ؟؟
يُحكى أن ثعلبًا طارَدَ دجاجة ، ولمَّا أمسك بها ، قال : أنا غاضبٌ منكِ ..
ردَّت الدجاجة وهي ترتعد : ولماذا تغضبُ مني ؟؟
أجابها : إنكِِ مصدرٌ للتهم التي تـُوَجَّهُ إليَّ .. إنكِ تقولين : إنني محتالٌ ، وغيرُ مطيع للوالدين ..
قالت : وإن قلتُ عنكَ : إنكَ للطاعةِ مثالٌ ، وللمحبةِ عنوانٌ ، وللصداقةِ رمزٌ ..
فماذا كنتََ تفعل ؟؟
قال : كنتُ سآكلكِ وأنا راض ٍعنكِ .. أما الآن ، فسآكلكِ وأنا غاضبٌ منكِ ..
☼☼☼
غداة حادث تفجير كنيسة الإسكندرية ، سألتُ زميلا مصريا عن رأيه ، فيمن يكون وراء تلك العملية الإرهابية الشنيعة ، التي استهدفتْ أمانَ وطمأنينة الشعب المصري خصوصًا ، والعربي عمومًا ، فأجابني بلا تردد : الحبايب ..
سألته : أتمزح ؟؟ من هم هؤلاء الحبايب ؟؟
قال : الحكومة المصرية و " إسرائيل " ..
وأضاف :
إذا فعلتها الحكومة فهي بتنسيق إسرائيلي .. وإذا فعلتها إسرائيل ، فهي بتنسيق حكومي مصري بشكل أو بآخر ..
لكن الهدف واحد ..
سألته : كيف ؟؟
قال : إنه تبادلٌ للمصالح في الوقت الضائع .. فما زلنا محتلين مسلوبي الإرادة ، كما ترى ..
وأضاف محدِّثي : إنهم يفعلون ذلك لإشغال الشعب بما يُغيِّبُ عنه حقيقة النظام المصري ، وتواطؤَه مع العدو ، في تمهيدٍ مفضوح لانتقال السلطة إلى الخلـَف المُنتظر الذي يُنتظر منه المحافظة على المكاسب الصهيونية التي تحققت في العهد الحالي ، ولا ترى حبيبتهم في الشعب المصري كله مَن تثق به ، أكثر منه ، للمحافظة على تلك المكاسب ..
" ولكي يثبت هذا أهليته وصلاحيته للمرحلة القادمة ، لا بد من تقديم أوراق الاعتماد ، لتكون بمثابة الأدلة التي تؤكد لهم جدارته وأحقيته بهذا المنصب ..
" فإذا وافقت " إسرائيل " ، كانت موافقة أمريكا تحصيل حاصل ..
" ثم إن الحكومتين ، الصهيونية والمصرية ، تجريان تجارب على الشعب المصري في اختبار عملي لقياس ردة الفعل الشعبية ، على جرائم مشابهة ، يمكن أن ترتكبها الحكومة بعد انتقال السلطة ، لإحكام السيطرة ..
" فإذا كان الحاكم متهما ـ بالتنفيذ أو بالتواطؤ ـ وقاضيا في نفس الوقت ، فهل يحق له توزيع صكوك البراءة ؟؟
إن حاكما كهذا ، يبيع دماء شعبه ، فيبرئ المتهم الحقيقي ، ويتهم ـ بشكل يقيني ـ جماعة فلسطينية ، سارعتْ لنفي تورطها ، وقالت :
" إن عدوَّها هو الكيان الصهيوني وليس الشعب المصري الشقيق " ..
ثم ، لماذا تفعل جماعة فلسطينية " إسلامية " ذلك ؟؟
هل تريد تلك الجماعة " الإسلامية " توريط " المسلمين " مع الأقباط في مصر ؟؟
أم ، هل تريد ترحيلهم أو تقليل عددهم ، مثلا ؟؟!!
أم ، هل هي تعادي المسيحية ؟؟!!
لكن ، لماذا تضرب في مصر ، ولديها في فلسطين مهدهم ؟؟!!
ومرة أخرى ، أجدني مضطرا للمقارنة مع ما جرى حال اغتيال الحريري في لبنان ..
فمنذ اللحظة الأولى وجَّهوا أصابعَ الاتهام لسوريا .. وأقاموا الدنيا في إعلامهم المأجور ، وهوبروا وطنطنوا .. واجتمع مجلس الأمن وأصدر قرارًا بتشكيل محكمة خاصة ، تحت البند السابع ، وشجبوا وأدانوا " النظام السوري " الذي " قتل الحريري " ..
نقطة .. انتهى ..
هكذا إذن .. فورًا .. حققوا ، وتوصَّلوا إلى معرفة القاتل ، فحدَّدوه ، وحاكموه ، وحكموا عليه ، وبقي تنفيذ الحكم ، وهذا يحتاج بعض الوقت للمساومة عليه ..
كل شيء كان جاهزا متجهِّزا لتلك اللحظة ..
وكل شيء كان مُعَدَّا سلفا ومخططا لتنفيذه بكل " نزاهة ودقة وموضوعية وأمانة وشفافية " ..
ثم ؟؟!!
ثم ، وبنفس البساطة ، وبذات " النزاهة والدقة والموضوعية والأمانة والشفافية " ، تحوّل الاتهام لحزب الله ..
كيف ؟؟ ولماذا ؟؟
الله تعالى أعلم !! ..
ليكن .. " فللبيت ربٌّ يحميه " ..
وتكرر المشهد ..
تمامًا .. ومنذ اللحظة الأولى لتفجير كنيسة الإسكندرية ، تعالت الأبواق بأن " جماعات إسلامية " تقف وراء هذا التفجير .. ودبَّجوا المقالات والتصريحات ، وانشغلت وسائل الإعلام نفسها ، تدين وتشجب وتتهم " الجماعات الإسلامية " ..
كيف تم ذلك ، وبهذه السرعة الفائقة العجيبة ؟؟!!
أسألكم :
هل تشمُّون رائحة وقوع الأحداث على ظاهر كفكم ؟؟!!
إذا كنتم فعلا قادرين على معرفة ذلك .. فلماذا لم تمنعوا وقوعها ؟؟!!
وها هي النتيجة ، أعلنها " مبارك " أمس .. حين أكد اتهامه ، للجماعة ..
أنا لا أصدقه .. فهل تصدقونه أيها السادة ؟؟
إن النظام المصري بهذا الاتهام ، يضيف جريمة أخرى على جريمة الحصار والتجويع بحق الشعب الفلسطيني ، في تواطؤ مفضوح ، ومسايرة منه لمواقف الاحتلال الصهيوني من جهة ، ولكي يسوِّغ لشعبه ، حصارَه لغزة ، من جهة أخرى ..
وكأن أهل غزة لم يكفهم الحصار والتجويع والتنكيل من الطرفين " الحبيبين " ، فبقيَ أن يُتهَموا بأبشع الأفعال وأشنعها : الفتنة ..
ومرة أخرى : " للبيت ربٌّ يحميه " ..
وبقي أن أقول :
ـ إن براءة يمنحها الرئيس مبارك ، لها نفس قيمة وغاية الإدانة الصادرة من المحكمة " الدولية الخاصة بلبنان " ..
ـ إن الرئيس مبارك ، لا يملك صكوك البراءة حتى يوزعها لمن يشاء ..
ـ إن براءة ـ كهذه ـ من الرئيس مبارك هي صك إدانة له ولمنْ برَّأهم ..
ـ إنه لا يحق للرئيس مبارك أن يبيع دماء شعبه لأنه لا يملك حق التصرف فيها ..
ـ إنه ليس ثمة حاكم يملك حق التصرف بدماء شعبه ..
فكيف لو كان الحاكم " مبارك " ؟؟!!
أخيرا .. إن أكثر النساء عهرًا ، تلك الساقطة التي تحدثك بفجاجة عن طهْرها " الفظيع " ..
الإثنين ـ 24/01/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق