الاثنين، 24 يناير 2011

ماذا وراء اتهامات الرئيس مبارك ؟؟

ماذا وراء اتهامات الرئيس مبارك ؟؟

يُحكى أن ثعلبًا طارَدَ دجاجة ، ولمَّا أمسك بها ، قال : أنا غاضبٌ منكِ ..

ردَّت الدجاجة وهي ترتعد : ولماذا تغضبُ مني ؟؟

أجابها : إنكِِ مصدرٌ للتهم التي تـُوَجَّهُ إليَّ .. إنكِ تقولين : إنني محتالٌ ، وغيرُ مطيع للوالدين ..

قالت : وإن قلتُ عنكَ : إنكَ للطاعةِ مثالٌ ، وللمحبةِ عنوانٌ ، وللصداقةِ رمزٌ ..

فماذا كنتََ تفعل ؟؟

قال : كنتُ سآكلكِ وأنا راض ٍعنكِ .. أما الآن ، فسآكلكِ وأنا غاضبٌ منكِ ..

☼☼☼

غداة حادث تفجير كنيسة الإسكندرية ، سألتُ زميلا مصريا عن رأيه ، فيمن يكون وراء تلك العملية الإرهابية الشنيعة ، التي استهدفتْ أمانَ وطمأنينة الشعب المصري خصوصًا ، والعربي عمومًا ، فأجابني بلا تردد : الحبايب ..

سألته : أتمزح ؟؟ من هم هؤلاء الحبايب ؟؟

قال : الحكومة المصرية و " إسرائيل " ..

وأضاف :

إذا فعلتها الحكومة فهي بتنسيق إسرائيلي .. وإذا فعلتها إسرائيل ، فهي بتنسيق حكومي مصري بشكل أو بآخر ..

لكن الهدف واحد ..

سألته : كيف ؟؟

قال : إنه تبادلٌ للمصالح في الوقت الضائع .. فما زلنا محتلين مسلوبي الإرادة ، كما ترى ..

وأضاف محدِّثي : إنهم يفعلون ذلك لإشغال الشعب بما يُغيِّبُ عنه حقيقة النظام المصري ، وتواطؤَه مع العدو ، في تمهيدٍ مفضوح لانتقال السلطة إلى الخلـَف المُنتظر الذي يُنتظر منه المحافظة على المكاسب الصهيونية التي تحققت في العهد الحالي ، ولا ترى حبيبتهم في الشعب المصري كله مَن تثق به ، أكثر منه ، للمحافظة على تلك المكاسب ..

" ولكي يثبت هذا أهليته وصلاحيته للمرحلة القادمة ، لا بد من تقديم أوراق الاعتماد ، لتكون بمثابة الأدلة التي تؤكد لهم جدارته وأحقيته بهذا المنصب ..

" فإذا وافقت " إسرائيل " ، كانت موافقة أمريكا تحصيل حاصل ..

" ثم إن الحكومتين ، الصهيونية والمصرية ، تجريان تجارب على الشعب المصري في اختبار عملي لقياس ردة الفعل الشعبية ، على جرائم مشابهة ، يمكن أن ترتكبها الحكومة بعد انتقال السلطة ، لإحكام السيطرة ..

" فإذا كان الحاكم متهما ـ بالتنفيذ أو بالتواطؤ ـ وقاضيا في نفس الوقت ، فهل يحق له توزيع صكوك البراءة ؟؟

إن حاكما كهذا ، يبيع دماء شعبه ، فيبرئ المتهم الحقيقي ، ويتهم ـ بشكل يقيني ـ جماعة فلسطينية ، سارعتْ لنفي تورطها ، وقالت :

" إن عدوَّها هو الكيان الصهيوني وليس الشعب المصري الشقيق " ..

ثم ، لماذا تفعل جماعة فلسطينية " إسلامية " ذلك ؟؟

هل تريد تلك الجماعة " الإسلامية " توريط " المسلمين " مع الأقباط في مصر ؟؟

أم ، هل تريد ترحيلهم أو تقليل عددهم ، مثلا ؟؟!!

أم ، هل هي تعادي المسيحية ؟؟!!

لكن ، لماذا تضرب في مصر ، ولديها في فلسطين مهدهم ؟؟!!

ومرة أخرى ، أجدني مضطرا للمقارنة مع ما جرى حال اغتيال الحريري في لبنان ..

فمنذ اللحظة الأولى وجَّهوا أصابعَ الاتهام لسوريا .. وأقاموا الدنيا في إعلامهم المأجور ، وهوبروا وطنطنوا .. واجتمع مجلس الأمن وأصدر قرارًا بتشكيل محكمة خاصة ، تحت البند السابع ، وشجبوا وأدانوا " النظام السوري " الذي " قتل الحريري " ..

نقطة .. انتهى ..

هكذا إذن .. فورًا .. حققوا ، وتوصَّلوا إلى معرفة القاتل ، فحدَّدوه ، وحاكموه ، وحكموا عليه ، وبقي تنفيذ الحكم ، وهذا يحتاج بعض الوقت للمساومة عليه ..

كل شيء كان جاهزا متجهِّزا لتلك اللحظة ..

وكل شيء كان مُعَدَّا سلفا ومخططا لتنفيذه بكل " نزاهة ودقة وموضوعية وأمانة وشفافية " ..

ثم ؟؟!!

ثم ، وبنفس البساطة ، وبذات " النزاهة والدقة والموضوعية والأمانة والشفافية " ، تحوّل الاتهام لحزب الله ..

كيف ؟؟ ولماذا ؟؟

الله تعالى أعلم !! ..

ليكن .. " فللبيت ربٌّ يحميه " ..

وتكرر المشهد ..

تمامًا .. ومنذ اللحظة الأولى لتفجير كنيسة الإسكندرية ، تعالت الأبواق بأن " جماعات إسلامية " تقف وراء هذا التفجير .. ودبَّجوا المقالات والتصريحات ، وانشغلت وسائل الإعلام نفسها ، تدين وتشجب وتتهم " الجماعات الإسلامية " ..

كيف تم ذلك ، وبهذه السرعة الفائقة العجيبة ؟؟!!

أسألكم :

هل تشمُّون رائحة وقوع الأحداث على ظاهر كفكم ؟؟!!

إذا كنتم فعلا قادرين على معرفة ذلك .. فلماذا لم تمنعوا وقوعها ؟؟!!

وها هي النتيجة ، أعلنها " مبارك " أمس .. حين أكد اتهامه ، للجماعة ..

أنا لا أصدقه .. فهل تصدقونه أيها السادة ؟؟

إن النظام المصري بهذا الاتهام ، يضيف جريمة أخرى على جريمة الحصار والتجويع بحق الشعب الفلسطيني ، في تواطؤ مفضوح ، ومسايرة منه لمواقف الاحتلال الصهيوني من جهة ، ولكي يسوِّغ لشعبه ، حصارَه لغزة ، من جهة أخرى ..

وكأن أهل غزة لم يكفهم الحصار والتجويع والتنكيل من الطرفين " الحبيبين " ، فبقيَ أن يُتهَموا بأبشع الأفعال وأشنعها : الفتنة ..

ومرة أخرى : " للبيت ربٌّ يحميه " ..

وبقي أن أقول :

ـ إن براءة يمنحها الرئيس مبارك ، لها نفس قيمة وغاية الإدانة الصادرة من المحكمة " الدولية الخاصة بلبنان " ..

ـ إن الرئيس مبارك ، لا يملك صكوك البراءة حتى يوزعها لمن يشاء ..

ـ إن براءة ـ كهذه ـ من الرئيس مبارك هي صك إدانة له ولمنْ برَّأهم ..

ـ إنه لا يحق للرئيس مبارك أن يبيع دماء شعبه لأنه لا يملك حق التصرف فيها ..

ـ إنه ليس ثمة حاكم يملك حق التصرف بدماء شعبه ..

فكيف لو كان الحاكم " مبارك " ؟؟!!

أخيرا .. إن أكثر النساء عهرًا ، تلك الساقطة التي تحدثك بفجاجة عن طهْرها " الفظيع " ..

الإثنين ـ 24/01/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق