الأحد، 13 فبراير 2011

مروءة عشية الثورة المصرية

مروءة عشية الثورة المصرية

" ليس الآن هو وقت الشماتة أو التشفي أو الطعن في الظهر .. هذا غير وارد عندي أبدا .. وليس الآن وقت الحديث والتبجح عن المواقف والأحاديث والبطولات التي سيدّعي كثيرون أنهم فعلوها ، فكانت تمهيدا لسقوط النظام من جهة ، ولانتصار الثورة من جهة أخرى ..

هذا كلام غير منطقي أبدا ، وليس وقته ..

ولست في مقام توجيه المواعظ في وقت قدّم فيه شباب مصر نموذجا فريدا ..

فما انتهى ، صار من الماضي ، والآن هو وقت العمل والنظر إلى الأمام .. إلى المستقبل " ..

هذا المقطع ، هو ما جاء في ختام مقابلة متلفزة مع السيد محمد حسنين هيكل ، عشية انتصار ثورة الشعب المصري في 11/02/2011 ..

وهذا الموقف من هيكل ، هو موقف رجل نبيل ، وقامة سامقة ، كونه من أكثر الناس تضررا بشظايا النظام الذي كان قد انهار للتو ..

لكن هيكل بدا كبيرا جدا هذه المرة ، وهو الكبير دوما ..

فلم يتصيد حين سقط خصمه في شر أعماله ..

ولم يثأر لا لنفسه ولا لفكره ولا لماضيه ..

ولم يتشف بسقوطٍ حر لرجل طيار ، قـُذِفَ من طائرته في وقت عصيب ..

ولم يحرّض خصومه والمتضرّرين من نظامه ..

ولم يهاجم ، ولم يذم ، ولم يمدح ، ولم يطعن ، ولم ينتقم ، ولم يلم ، ولم يؤنب ..

ولم يدّع لنفسه دورا أو مساهمة لا من قريب ولا من بعيد ..

ورغم كل ما يمتلك من خبرة تؤهله لتوجيه نصح أو رأي ، إلا أنه رفض ذلك ، ولم يرتض أن يمارس دور " الحكيم الواعظ " ، الذي يتهافت عليه ويتمناه كثير من الأقزام ..

فقد نأى هيكل بنفسه عن كل ذلك ، بما يمتلكه من تواضع وحنكة ورجاحة عقل ، وبعد نظر ..

وهذا هو ، حقا ، ما نحتاجه دوما وأبدا ..

الأحد ـ 13/02/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق