الاتجاه المتعاكس للا مبارك
" لكن بالمقابل " هذه هي النقطة الفاصلة في مقدمته ، التي ينتقل عندها فيصل القاسم ، من إحدى ضفتي المقدمة إلى الضفة الأخرى ، في معرض تقديمه ضيفيه باتجاههما المتعاكس ..
وسأبدأ ، معتذرا منكم ومنه لاستعارتي شيئا خاصا به ..
لكن ، بالمقابل ، لماذا نلوم أمريكا والصهاينة ، وبين ظهرانينا ، رئيس عربي مثل " حسني اللا مبارك " ؟؟!
ـ من هي الدولة الأولى في العالم التي ، استفادت من النظام المصري طيلة سنوات حكمه الثلاثين ؟؟
ـ هل يختلف اثنان على الجواب ؟؟
ـ وهل استفاد الشعب العربي في مصر ، من نظامه ، بنفس مقدار الفائدة التي استحوذها الكيان الصهيوني من هذا النظام ؟؟
(( بالطبع ، يجب الأخذ بعين الاعتبار قبل الإجابة ، أن للشعب المصري حقوقا مفروضة وطبيعية على نظام حكمه ، لا يساويها ولا يعادلها أي حقوق أخرى ، لدول أخرى ، ولو كانت شقيقة )) ..
ـ فكيف الأمر حين يكون العدو مستفيدا من نظام حكم ، أكثر مما يستفيده شعبه منه ؟؟!!
بالتأكيد وصلت إليكم ، أيها السادة ، أجوبة تساؤلاتي ..
أنا لا ألقي بالمزاعم جزافا ، ولا أرجم بالغيب .. لكن نظرة موضوعية على أوضاع الكيان الصهيوني في مرحلة ما قبل كامب ديفيد ، وأوضاعه " الريلاكسية " بعدها ، تدلل بما لا يقبل جدالا ، أن النظام المستفيد الأكبر من نظام " اللا مبارك " هو النظام الصهيوني ..
ولذلك بدأ بيريز بكيل المديح له والأسى والتأسف على مصيره ، وانبرى نتنياهو ليطلب من " العالم المتحضر مثله "، إرسال نجدة للا مبارك تنقذه من " رعاع شعبه " ، حرصا على " أمن كيانه " ومصالحه ، وبقائه ..
لذااااااااااااا ، سمحوا له بإدخال بعض القوات العسكرية إلى سيناء ليحتمي ويتمترس خلفها من غضب شعبه ، في عاصمته " شرم الشيخ " ..
وهذا يحدث لأول مرة منذ توقيع معاهدة الذل والاستسلام في كامب ديفيد عام 1979 .. وهذا ـ بحد ذاته ـ كرَمٌ صهيوني لا يستحقه سوى حبيبهم المتهاوي ..
وعليه :
1 ـ إن نظامَ حكم معاكسًا لتوجهات النظام المتهالك ، يقدِّم أكبر خدمة للنضال العربي والفلسطيني ، ويزيد في عزلة الصهاينة ، ويحملهم على التفكير عشرات المرات قبل التعدي وشن الحروب على الشعب اللبناني أو الفلسطيني أو غيرهما ..
2 ـ إن التجرؤ والتمادي الصهيونيين على الشعب العربي وحقوقه ، ما كان ليتم ، لولا السادات المقبور ، واللا مبارك اللاحق به إن شاء الله ..
فهما أول من فرّط بحقوق الشعب العربي كلها ، ضاربَيْن عرض الحائط بكل أماني الشعب المصري ومصالحه ..
(( ألم أقل : إن الخط " الثلم " الأعوج من الثور الكبير )) ؟؟
ولعل مثالا واحدا يوضح جزءا من الصورة :
فمن المعلوم والشائع جدا شروط الاتفاقية المصرية الصهيونية التي يحصل بموجبها الصهاينة على الغاز المصري بثمن تفضيلي يقترب من المجان ، ولا يحلم به أي شعب عربي آخر .. ولا حتى الشعب المصري ..
3 ـ إن حاكما ، فرعونا ، طاغية ، يفضل عدوَّ شعبه على شعبه ، وعدوَّ أمته على أمته ، حريٌّ به أن يُدفنَ في مزابل العشوائيات المصرية ، حتى لا يذكره التاريخ بغير ما يستحق ..
لكني أربأ بتلك المزابل ، التي في ذلك المكان ، من أن يدنسها جسد " اللا مبارك " ، الأنجس من كل النجاسات ، والأخبث من جميع الخبائث ..
فهو ، ليس كالبقرة الضاحكة ، فحسب ، كما يصفه المصريون ، وهم على حق ، لكنه الخنزير الذي يرتمي بتكالبٍ على النجاسات والقذارات ، طوعا لأسياده ، ومحبة بخيانة شعبه ، وعن سابق إصرار وتصميم ، حتى غدا هذا الديوث اللعين ذا قرون ناتئة ..
بئس الرجال أنت أيها اللا مبارك ..
بئس القادة أنت أيها اللا مبارك ..
بئس من كان مثلك من أبناء الشعب المصري والعربي ..
اللعنة الأبدية عليك وعلى أسيادك وأتباعك ، لعنة أبدية لا تحول ولا تزول ..
غووووووووووووووووووووور ، في ستين داهية ..
أدعو الله بالنصر للشعب العربي كله ضد من هو مثل جلاد تونس ، وفرعون مصر ..
وأدعو الله أن ينتقم من كل جبار عنيد ، يطيح بشعبه وبأمته وبمصالحهما لغايات ومآرب خيانية ، خسيسة دنيئة ..
عشتم أيها الأشقاء .. وعاشت أمة ما تزال تنتفض على طواغيتها ، مهما غلت التضحيات ..
تحيا مصر ..
تحيا الأمة العربية ..
الثلاثاء ـ 01/02/2011
ملاحظة : كتب المقال قبل الظهور الأخير للا مبارك على الشاشة ليل البارحة ، لكن نشر المقال تأخر لبعض الإجراءات الفنية .. اقتضى التنويه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق