الأحد، 8 مايو 2011

المسوخ

المسوخ

رابعا : فأين المعارضة الوطنية في الداخل ؟؟

أرونا وجوهكم وأسمِعونا صوتكم .. من أنتم ؟ وأين أنتم ؟؟

ماذا تريدون ؟ وعم تبحثون ؟ وإلام ستصلون ؟

إن إطلالاتكم البهية عبر الفيس بوك والمقالات اللاهبة المحشوة بالألغام والصراخ والتهديد والوعيد غير كافية ، ولا تقدم ولا تؤخر .. ولا تجعلنا نثق بأقوالكم ولا بأفعالكم .. إننا لا نريد أن نشتري سمكا في الماء ..

انشروا برنامجكم الإصلاحي .. أعلنوه على الشعب بموضوعية وبلا مواربة ولا شتائم ولا مقذوفات رخوة ولا صلبة ..

ولا نريد مهاترات ، إذا كنتم حريصين على الشعب وقضاياه ورضاه ودعمه ..

ببساطة : أخبرونا : ما هو برنامجكم ؟؟

أعلِنوا أنكم : لن تكونوا ستارا لمن يريد القتل والتخريب والفتنة ، والتزموا بكلامكم ونفذوه ، وسنكون مع مطالبكم ومع توجهاتكم الوطنية يدا بيد ، بمقدار ما تكونون وطنيين حريصين على الوطن كل الوطن أرضا وشعبا .. لكننا يجب أن نتعرف عليكم أولا .. وأن نعرف خططكم وبرامجكم ، وتوجهاتكم ..

فلو التقى الجميع تحت سقف الوطن ، فلا مشكلة بعدئذ من وجود بعض التباين في مفاصل أخرى ، حيث يؤدي الحوار الوطني الشامل إلى الوصول إلى قاسم مشترك أعظم ، وطني الصيغة والروح ..

أولا : في مسودة هذا المقال كتبت : " من المؤسف أن تنهار ـ بشكل سافر ـ بعض من كنا نعتقد أنهم قامات شامخة " .. لكني وجدت أن حذف صيغة الأسف أصدق وأليق بهم وبقاماتهم " الفارعة " ..

لذا ، أقول : من غير المؤسف ، بل ، نحمد الله ، أننا نشاهد تلك القامات القزمية الممسوخة وقد عادت إلى حقيقتها ، وإلى حجمها الطبيعي ..

وقد كشفت الشهور الماضية ، كثيرا من أولئك المسوخ ، الاعتباريين والطبيعيين .. وتبين مقدار الحقد والغل الكامن في صدورهم ، ومقدار التلون وزاوية الالتفاف العكسية حسبما تقتضيه مصالح أسيادهم ..

ولم تكن فتاوى من يسمون " كبار علماء الإسلام " بعيدة عن ذاك المنحى ، حين ادعى أحدهم أن " المصلحة كبيرة والثمن قليل " فأفتى : ومالو؟؟!! فليقتلوا ..

كما أفتى الآخر بجواز قتل ثلث الشعب السوري إذا كان ذلك يجعل حياة الثلثين الباقيين أفضل !!

ومثله : " المفكر العروبي القومي العلماني منظر الثورة المصرية وقائدها من استديوهات الجزيرة في الدوحة " عزمي بشارة المحترم والمناضل في القصر الأميري ، حين تواطأ بشكل فج وسافر ومفضوح ، تحت الهواء مع مقدم برنامجه " لتبييض وجه المحطة " وكأنهم يعلمون تماما ، أن وجهها أسود من قلوبهم وأفكارهم وآرائهم وعقولهم ..

ومثله : " العطوان عبد الباري " بيّاع " القدس العربي " ، والمبشر سابقا ، لزعيم تنظيم القاعدة بن لادن ، والمطبل الحميم لصدام حسين ، ولست في الحقيقة عارفا بكل دواخله ومواقفه من الأنظمة العربية كوني لست بالأساس من المعجبين لا بشخصه " الكريم " ولا بجريدته " التي تحتوي على كل شيء ، إلا " القدس والعروبة " ، فهي من بين الأشياء التي ليس لها من اسمها أي نصيب ، بفضل " راعيها المبجل " .. مثلها مثل " العربية والجزيرة " الشامتتين بعزاء الجيران والأشقاء ..

ولأن " العطوان " رئيس تحرير " موضوعي " فهو يحترم عقل قراء جريدته ، ولا يلجأ أبدا إلى العهر السياسي ولا النفاق ولا " إلى كل التقارير الكاذبة والملفقة والشهادات العمياء ... " ..

هو فقط يقدم وجبات من أخباره " الدسمة " بكل المهنية المطلوبة التي لا تقل أهمية عن فتاوى كبار " المتأسلمين " ، ولا عن تقارير كبريات الفضائيات العربية والعالمية " ، فيحشوها مزاعم منقولة عن أمكنة لا يرقى إليها " الكذب ولا الزيف " ولا المصلحة ، كـ : وكالات .. عواصم ..

لكن من هي الوكالات ، ومن هي العواصم ، ومن هي الجهة المنقول عنها من هنا أو هناك ؟؟ ألله تعالى أعلم .. وفي أحسن الأحوال فإن " رويترز " هي نبيّه المصدق وأعوره الدجّال ..

ومثله : موقع إليكتروني يدعي الحقيقة والعلمانية .. لكنه لا يتورع ولا يمانع أن يقود " ثورتهم " بعض أئمة المساجد الذين حضوا على الفتنة والتكفير والقتل والتمثيل واستباحة الأعراض والسبي وأسر الأطفال والنساء ، ولا يجد حرجا في نشر أخبار كاذبة ، ويعرفها كذلك ، ثم يدعي أنه وقف على حقيقة الأمر فوجدها كاذبة ، فيكون قد أوصل رسالة معينة بمحتوى تلك " الحقيقة " المزعومة ..

ومثله : موقع إلكتروني آخر ، يؤمن " بالشراكة " لكن ليس مع المواطنين السوريين الوطنيين الشرفاء .. إنما مع العدو الصهيوني .. فهم شركاؤه الحقيقيون ..

وقس على ذلك ، يا رعاك الله ..

ثانيا : لا ، لا عجب .. فلم يعد ثمة غريب في عالمنا .. فكل شيء ممكن وجائز وقابل للمساومة في أسواق نخاستهم ..

فها هي أمريكا للمرة الثانية بعد وكيلة وزير الدفاع ، تطالب سوريا بفك ارتباطها مع إيران إذا أرادت عودة الهدوء إلى أراضيها ..

إذن : تستطيع أمريكا أن تعيد الهدوء ـ كما تدعي ـ بكبسة زر .. وذلك يؤشر بوضوح إلى أصحاب المخطط وأسياده وأذنابه ، والمرتبطين به ، ومنفذيه على الأرض ..

إنني أربأ بالمعارضة الوطنية في وطننا أن تكون متورطة مع أعداء الشعب والوطن والأمة في هكذا مخطط ..

وإذا كانت تلك المعارضة ( في الداخل ) متحالفة مع أمريكا ، فهو شرف لا يُدَّعى ، وخِسّة لا تحسَد عليها ..

وإذا كانت المعارضة الوطنية التي أخرجت بعض أبناء الشعب السوري للمطالبة ببعض المطالب " المحقة والمشروعة " فذلك يُحسَب لها ، ونشكرها عليه ، وقد استجابت الدولة للكثير من تلك المطالب ونفذت الأكثر إلحاحا ، وهي في طريق تنفيذ البقية .. وعليه ، فإن خروج بعض المتظاهرين أيام الجمع ، ليتستر بهم وبينهم عدد من المجرمين ، وليتستروا ـ عن قصد ، أو عن غير قصد ـ عليهم لارتكاب الجرائم والعصيان والقتل والتمثيل البشع وقطع الطرق وإحراق الأملاك العامة ، فذلك أمر يخفي في ثناياه تواطؤا واشتراكا في الجرائم ، لا نريده للمعارضة الوطنية ولا لحقيقة مطالبها ..

ثالثا : فهل توافق المعارضة الوطنية على الشعارات التي يرفعها أولئك المجرمون ، والتي تقضي بتهجير المسيحيين من سورية ، وقتل العلويين : " المسيحية عبيروت والعلوية بالتابوت " ، وهذا " ألطف ، وأقل " مطلب وشعار يرفعه " المتظاهرون السلميون " ..

هل هذا ما يريده " المعارصون "" بالصاد " الذين يقودون التحريض والفتنة من " الخارج "" بالمفهوم الريفي " ؟؟

أهذا الذي يدعوننا إليه المعارص فريد الغادري ؟ وهو عميل الصهاينة ، المجرد من جنسيته السورية بعد زيارته للكيان الصهيوني .. لا ، بل ، يبشرنا بقرب ارتفاع العلم الصهيوني في دمشق ، لأنه واثق : " من أن الشعب في سورية محب للسلام " ، وهي كلمة حق أراد بها باطلا ذاك الغادري ، فالشعب السوري يحب السلام ، نعم ، لكنه يرفض الاستسلام ويأباه ..

أما المعارص الثاني ، " الخدام " ، فهو مستعد للتحالف مع الشيطان ومع الإخوان المسلمين للعودة إلى الحكم ، كي يعقد " صلحا وسلاما " مع الصهاينة " حسب ويكيلكس " .. وقد رفضت قيادة الإخوان المسلمين " بقيادة البيانوني " التعامل معه ، لكن الأوامر العليا من أسيادهم عادت فجمعتهم بعد عزل البيانوني ، وتنصيب " الشقفة " ومباركة " الحريري " الشهم النشمي ...

أما المعارص المتباكي على شعبه من باريس ، " المناع المنيع " فقد بنى أمجاده كونه " معارصا من نوع خاص " فاستمرأ الأمر ، وبات لا يجد له مكانا إلا على الخازوق الذي يتلذذ به في فرنسا ، فهنيئا مريئا ، وصحتين على قفاك المبجل أكثر من وجهك أيها المعارص النبيل ..

هؤلاء هم أبرز " المعارصين " في الخارج ..

" ألله يخليهم لأمهم ويصد عنهم عيون الحاسدين " ..

لقد انكشفت كثير من خيوط " اللعبة الدولية " التي تستهدف سورية أرضا وشعبا ، كي يستوفوا منها ديونا قديمة ، أبعدها قربا : احتلال العراق ، وأقربها : تحويل حكومة سعد الحريري إلى حكومة " تصريف المجاري والأعمال " ..

الأحد ـ 08/05/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق