الأربعاء، 18 مايو 2011

صواعق الألغام الوطنية

صواعق الألغام الوطنية

إن إصرار بعض وسائل الإعلام على النفي المطلق لوجود المسلحين ، تكذبه الوقائع العديدة التي حدثت على الأرض ، والتي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا ، وما تزال .

ومثله التمسك بعدم وجود من يقوم بأعمال التخريب .. وكلاهما رأي أخرق ، لا يخدم حتى ما يسمونه " ثورة الشعب السوري " ، ولا يعززان الحق في المطالبة بالإصلاحات .. ولن يكسب مزيدا من الاستعطاف أو المؤازرة ..

فمن يخرب ويقتل ، لا يحق له المطالبة بالإصلاحات ..

لأن الإصلاح والتخريب نقيضان حتميان .

وإن أسوأ وأبشع أنواع الحوار ، هو الحوار المسلح ..

إن في ثنايا الوطن والشعب ما يكفي من الصواعق والألغام لنسفه وتفجيره ألف مرة ، إذا لم تتخذ إجراءات الحيطة والحذر والسلامة ، وبشكلها النموذجي والمثالي والضروري ..

وهذه الألغام تراكمت عبر تاريخنا الإسلامي والعربي ، والاحتلالات التي استوطنت بلادنا ..

ولئن استطاع شعبنا أن ينزع فتيل تلك الصواعق ، ويبطل مفعولها على مدى سنين مضت ، فإن ذلك لم يعجب ولم يرقْ لأصحاب فتاوى الفتن ودعاة القتل ، مما سعّرَ بعض تلك الفتائل قبل أن يكتشف الشعب خطورة الهجمة ومقاصدها ..

فلمصلحة من يتم العمل على تفجير " صواعق الألغام الوطنية " ؟؟

إن انسداد الأفق أمام بعض المواطنين ، وصعوبة ظروف الحياة المعاشية ، تحت سقف الحريات الضرورية الواطئ ، والضغوط النفسية التي ترتبت على كل ذلك ، أوصلهم إلى هذه الدرجة من الغليان ، مطالبين بحقوق طال انتظارهم لها ..

لكن ركوب هذه الموجة من قبل مواطنين مدفوعين من هنا وهناك ، وضع البلاد والعباد تحت رحمة المجتمع الدولي الأكثر تشوها في التاريخ ، والمتربص حتى الرمق الأخير ..

فأين تكمن المصلحة الوطنية ؟؟

الأربعاء ـ 18/05/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق