العام التدويني الأول
لا أعرف إن كان من المبكر جدا المطالبة بأن يؤرخ أحدٌ ما ، لبدايات ظهور المدونات باللغة العربية ـ على الأقل ـ .
ولا أعرف إن كان ثمة أحد كتب في هذا الشأن ، أم لا ..
وأيا يكن ، فلا بد من استشرافٍ زمني يضع النقاط على الحروف ، للإجابة على أسئلة يسهل ـ الآن ـ الإجابة عليها ، أو هكذا يفترض ، خاصة أننا قريبون من العهد الذي ظهرت فيه المدونات الإليكترونية ، وكتابها ، ومعلقوها ، واتحاداتها ..
وعليه ، يمكن إثارة بعض الأسئلة التي تكون الإجابة عليها بمثابة بداية التأريخ لنشوء هذا النوع من التدوين الإليكتروني ، وتحدد نشأته وعوامله ومواصفاته وحدوده واتجاهاته وأنواعه ...
وعلى سبيل المثال أيضا :
ما اسم المدونة الأولى ؟ ومن هو صاحبها وكاتبها ؟ وما عنوان المقال الأول ؟ وهل ولدت المدونة الأولى تامة الخلقة ، مضمونا وشكلا ؟ وما هو الموقع الإليكتروني الأول الذي استضاف وتبنى مدونات باللغة العربية ؟ وما هي أكثر الموضوعات شيوعا ؟
وإحصائيات أخرى من هذا القبيل ..
وهناك ـ ربما ـ أسئلة أكثر من تلك ، وتحتاج ـ برأيي ـ إلى بحث مستفيض يجيب عليها بدقة وعلمية ، كي تكون صفحة " التأريخ للمدونات " صفحة موثوقة المحتوى ، ولتكون إضافة هامة ترفد مناحي الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية والفكرية والطبية والاقتصادية ، بتصنيفات تحمل وجهات نظر متعددة ومتباينة ، كتعدد الآراء والأفكار المطروحة في المقالات أو في التعليقات ..
ومن المفيد التنويه هنا ، ببعض الإخوة الذين اختصوا بالتعليق ، فتابعوا المقالات ، وأسهموا إسهامات جادة بتعليقاتهم وآرائهم ، فكان لها تأثير كبير في تفعيل النقاش وتبادل وجهات النظر ، مما زاد في الدور التفاعلي بين المدونين والمعلقين ، وانعكس ـ في الأعم ـ إيجابا على قراء المدونات ومتصفحيها ..
كما أن كثيرا من الإخوة المدونين ، أسهموا إسهامات جدية في ردودهم على التعليقات ، وفي تعليقاتهم على مقالات زملائهم ، وهذا جانب إيجابي آخر ، يحسب للمدونين ، ويضيف إلى أعبائهم في الكتابة ، أعباء أخرى ،أضفت طابعا من العلاقات الودية والحميمية بينهم على اختلاف الأفكار والبلاد والانتماءات ..
فقد كسرت المدونات الحدود الجغرافية ، والمحظورات السياسية ، وصارت عبئا على كثير من الدول والأنظمة ، نظرا لارتفاع سقف الخطاب الفكري وتنوعه في معظمها ، الأمر الذي يعرقل مهارات مقص الرقيب هنا وهناك ، وقد يشل حركته في مستقبل قريب ، نظرا للتنامي الكبير في عدد المدونات ، الذي يجعل مهمة الرقباء شبه مستحيلة ..
ولم يعد من الممكن تجاهل وجود المدونات والمدونين على كل الأصعدة الإعلامية والثقافية .. كما لم تعد كلمة " مدونة " أو " مدوّن " غريبة على أسماع الناس لشيوعهما في وسائل الإعلام ، وفي كل بيت متصل بالشبكة العنكبوتية .. وما أكثرها !!
ولن أدخل في تفاصيل وجزئيات تتعلق بالمواقع التي تستضيف المدونات واتجاهاتها العامة ، وتأثيراتها على المناخ العام التدويني ، وحجم الإقبال عليها ، ومستوى المدونين وفئات القراء وتفاعلهم وعددهم ، والاتجاهات العامة التي تنطبع به مدونات كل موقع من المواقع المستضيفة .. وإن كان لكل موقع طابعه وسماته ورواده ومدونوه ومعلقوه ومعجبوه ..
هكذا مر العام الأول على مدونتي ، التي دونت فيها أول مقال ، في مثل هذا اليوم 10/05/2010 الساعة 3.45 بالتوقيت العالمي ..
أشكر جميع من تصفحها أو تابعها أو قرأ مقالاتها أو علق فيها بالتوضيح أو بالتأييد أو بالاعتراض .. فهذا لا يفسد في الود قضية ..
وشكرا لبيتنا الكبير .. مدونات إيلاف ..
وكل عام وأنتم جميعا بألف خير ..
الثلاثاء ـ 10/05/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق