نبيل العربي في زنزانة الجامعة العربية
قبل سنوات ، عندما وصل السيد عمرو موسى إلى الجامعة العربية أمينا عاما ، استبشر به كثير من الغيارى على القومية العربية ، نظرا لمواقفه التي كانت تلقى قبولا في الشارع العربي قياسا بغيره ممن ترأسوا الدبلوماسية المصرية في العهد السابق .. فأعلن شعبولا " حبه لعمرو موسى " وكراهيته " لإسرائيل " ..
وبعد كل هذه السنوات التي أمضاها عمرو موسى في الجامعة العربية ، دون أن يلمس المواطن العربي تقدما يذكر ، حسب أكثر الناس تفاؤلا ..
وها قد جاء السيد نبيل العربي في حالة مشابهة ، للظروف التي حملت عمرو موسى إلى الجامعة ..
هذا الرجل السياسي المحنك الذي طالبت به الثورة في مصر ليكون وزير خارجية العهد الجديد " ثم عارضوا تجميده في الجامعة وحرمان الدبلوماسية المصرية من نشاطه المميز ومواقفه الإيجابية " ، فزُجَّ به على عجل مفاجئ ، ومثير للريبة ، في أتون المعركة على انتخاب أمين عام جديد للجامعة في ظل مرشحيْن :
قطري : " عبد الرحمن العطية " ..
ومصري " مصطفى الفقي " ..
ولم يكن ليحظى أي من هذين بالثقة التي حظي بها الأمين العام الجديد نبيل العربي ..
ولا نستطيع التكهن عما وراء الأكمة من انسحاب المرشح القطري لصالح المرشح نبيل العربي تحديدا ، وليس لصالح مصر ..
والدليل : أن المرشح القطري كان مستمرا في ترشحه مقابل المرشح المصري " الفقي " ، وأن انسحابه تم حين أعلن ترشيح " العربي " بدلا من الفقي ..
وكان المتوقع ألا ينال أحدهما الأصوات اللازمة والكافية لتنصيبه ، لكنه ومع المفاجأة التي أطاحت بالوزير المصري من الخارجية المصرية إلى الجامعة ، حصلت التبدلات في المواقف ، وانسحب المرشح القطري بلا سابق إنذار ..
ولا أظن " ترقيته الوزير المصري هذه " إلا ردا على منجزاته المثيرة للإعجاب ، التي حققها في ثلاثة أشهر فقط من وجوده وزيرا للخارجية ، من حيث موقفه من فتح معبر رفح ، والتصالح الفلسطيني الذي تم سريعا أيضا بجهد واضح منه ، وفتح قنوات التحاور مع إيران ، وتصريحات أخرى كثيرة متنوعة ، تشير إلى البدء باسترداد العافية للدور المصري العربي والإقليمي والدولي ..
كل تلك " الجرائم " كان يجب أن يُعاقبَ عليها الأمين العام الجديد " نبيل العربي " بزجِّه في زنزانة منفردة من زنازين " معتقل الجامعة العربية " ..
الثلاثاء ـ 17/05/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق