وبَشِّر القاتلَ بالقتل ولو بعد حين
كل ما قيل وكتب ونشر في " مالئ الدنيا وشاغل الناس إرهابا " بين شامت ، وباك ، ومتباك ، ومسترحم ، ولاعن ، ونادب ، وناعق ...
ولم يكن طرفا الجريمة سوى إرهابيين قاتلين محترفين مجرمين ، كانا يتسابقان في ولوج الجريمة والقتل .. ولم يتوان أحدهما عن إفساح المجال للآخر ليبرز مواهبه في القتل وأنواعه وطرقه المبتكرة الحديثة ..
وتطلع علينا أمريكا اليوم متمسكة بأهداب حقوق الإنسان التي لاطت بها ملايين المرات ثم ذبحتها من الوريد إلى الوريد ، وبدم بارد ، تماما كما اغتالت صيدها الأخير بطلقة وأختها ..
لقد ملأت أمريكا العالم بالإرهاب ورعته ودعمته ، وحين انقلب السحر على الساحر ، وذاقت طعم اللحم البشري المحروق ، ثارت وكفرت بقيمها المزعومة ونهضت واستنهضت العالم " الحر " لتغزو الإرهاب في عقر داره ، فقتلت ودمرت ونهبت ومارست أبشع أنواع الإرهاب بذرائع واهية ، لكنها بالنتيجة ارتكبت أفظع الجرائم بحق الإنسانية وبحق العالم ، وعلى مرأى ومسمع من كل العالم ..
وليس ثمة من تجرأ ليقول للضبعة الأمريكية : عيونك حمر ، لا ، بل قدّم عرب أمريكا كل دعمهم وأموالهم في سبيل " حرية بوش " ، وجرى بعدها كل الذي جرى ..
لا يقلُّ أحد الطرفين إجراما عن الآخر وإن اختلفت الوسائل والاجتهادات والفتاوى ..
ولئن قتلَ القاتلُ مجرمًا قاتلا ، فهذا لا يعطيه صك البراءة بتنفيذ " القانون " ..
أي قانون أيها المجرمون ؟! وأي عدالة أيها القتلة ؟!
بأي قانون استحليتم دماء الشعوب ؟!
بأي حق ارتكبتم جرائمكم منذ عصر التأسيس الأمريكي حتى اللحظة الراهنة ؟!
إن سجلكم حافل ومترع بالجرائم ضد البشرية والإنسانية ..
ولو لم يكن في سجلكم ـ أيها القتلة ـ سوى هذه الأسطر الخمسة التالية ، لكانت كافية للحكم عليكم بالإبادة الجماعية التي مارستموها في أبشع صورها بحق شعوب الأرض قاطبة :
السطران الأول والثاني : هيروشيما وناغازاكي ..
السطر الثالث : حربكم على فييتنام ..
السطر الرابع : حربكم على أفغانستان ..
السطر الخامس : حربكم على العراق ..
ألا يكفيكم ذلك الإجرام ؟!
ومع ذلك مازلتم تمارسونه في كل أنحاء العالم ، وليس آخره في ليبيا ، وليس أوله دعمكم الصهاينة غير المحدود ..
إن قتلكم ابن لادن ليس انتصارا منكم للحرية التي تزعمونها ، فأنتم لستم حراس الحرية ولا رعاتها ، لأنكم أكبر منتهكي حريات الشعوب في المعمورة ..
فإن العاهرات أكثر الناس ادعاء للعفة والشرف ..
ولئن قتلتم ابن لادن أعزل ، فليس القاتل بأقل منه استحقاقا للموت بطريقته .. فكلاكما مجرم .. وكلاكما سفاح ..
الجمعة ـ 06/05/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق