لنعكس الصورة ، ولنتخيلْ أن سلاح حزب الله موجود في أيدي منْ يطالب بنزعه الآن ..
أي : ماذا يترتب من نتائج ، على لبنان وشعبه ، وعلى القضية العربية المحورية ، لو كان سلاح حزب الله في أيديهم ؟؟!!
قبل الإجابة ، لنعد إلى السبعينيات من القرن الماضي ..
فحزب الله لم يكن موجودا آنذاك ، وكان الشعب اللبناني كله مسلحا ، إضافة إلى السلاح الفلسطيني الذي كان موجودا على الأرض اللبنانية .. ماذا كانت النتيجة ؟؟
ألم يحترق لبنان بحرب أهلية ، استمرت أكثر من خمسة عشر عاما ، وأحرقت الأخضر واليابس فيه ؟؟
ألم تكن نتيجة هذه الحرب الأهلية أكثر من مئتي ألف ضحية ، ما عدا المفقودين والمشوهين ، والخراب والدمار الذي أعاد لبنان إلى الوراء عشرات السنين ؟؟!!
قالوا : إنها حرب الآخرين على أراضيهم ..
هل جاء أحد من " الآخرين " ففعل بهم ذلك ؟ أم هم الذين فعلوا بأنفسهم ما فعلوا ؟؟!!
بيدِ منْ كانت قوة السلاح الكبرى وقتذاك ؟؟
ألم تكن بيد حزب الكتائب ، وقواته التي تحالفت مع إسرائيل ، عام 1982 ، وفتكت بأهالي مخيمي صبرا وشاتيلا ، إضافة إلى أبشع الجرائم التي ارتكبتها بحق اللبنانيين جميعا ؟؟!!
ثم ، ألم ترتكب قوات جعجع ما ارتكبته بحق اللبنانيين ، والمسيحيين منهم خاصة ؟؟!!
ألم يُنتخب بشير الجميل رئيسا للبنان على ظهر الدبابات الصهيونية ؟؟!!
ألم يوقع أمين الجميل رئيس لبنان ـ آنذاك ـ على اتفاق 17/أيار مع العدو الصهيوني ؟؟!!
ألم يُحكم على جعجع بعدد من الجرائم ، بدءا بتفجير الكنيسة ، مرورا باغتيال آل فرنجية ، ورشيد كرامي رئيس وزراء لبنان ؟؟!!
ألم يكن ذلك بالسلاح الصهيوني الذي " أعاده " إليهم بعد قرار حل الميليشيات في لبنان عقب اتفاق الطائف ؟؟!!
ألم يسوّغ حفيد آل الجميل تعاملَ آبائه وأجداده مع العدو ، وأنه لا يرى في ذلك تهمة في وطنيتهم ؟؟!!
واليوم .. من هي الجهة الأكثر تطرفا في المطالبة بتجريد حزب الله من سلاحه ؟؟ ولمصلحة من ؟؟
ولو كان سلاح حزب الله في أيديهم الآن .. من يستطيع أن يرسم لنا الخريطة السياسية في لبنان ؟؟!!
قالوا : إن درهما من السلاح ، يحتاج إلى قنطار من العقل ..
فكيف لو كان السلاح بيد القوات والكتائب ؟؟!!
قبل كل شيء ـ ولنا في تاريخهم الأسود عبرة ـ لو كان السلاح في يدهم ، لكان سلاحا صهيونيا بالتأكيد .. وهل يكون السلاح الصهيوني " حبيبا " للبنانيين ؟؟
وإذا كان السلاح صهيونيا ، فهو ضد منْ سيكون ؟؟
هل سيقاتل هؤلاء أسيادَهم الصهاينة بسلاحهم ؟؟!!
وهل تزودهم " إسرائيل " بالسلاح ، لو كانت تشك لحظة في أنه سيُستخدم ضدها ؟؟!!
فالمسألة ، وما فيها : أن سلاح حزب الله هزم الصهاينة مرتين متتاليتين ، وصار لزاما على حلفاء الصهاينة في لبنان ، أن يعملوا على تجريده ، ليردوا الدَّيْنَ الذي في رقبتهم لأسيادهم ..
وببساطة : لو هادَنَ حزبُ الله الصهاينة الآن ، لمَا كان هناك مشكلة في سلاحه .. ولكان الدّاعون اليوم لتجريد حزب الله من سلاحه ، أكثرَ الناس استماتة في الدفاع عن سلاح حزب الله ، ومشروعيته وضرورته التي لا غِنى عنها للبنان ..
ومع ذلك ، هم يدركون تماما ، أن سلاح حزب الله ليس موجها للداخل اللبناني ، لكنهم يتباكون ويجأرون بأصواتهم ، وكأن السلاح على رقابهم .. وهو في الحقيقة شعور مشروع ـ كما أراه ـ لأن رقابهم هي في نفس الخندق الصهيوني .. ولأنهم كلما رفعوا أصواتهم ، انهالت عليهم أكثر وأكثر ، الشيكاتُ الأمريكية والصهيونية بالملايين والملايين ..
وإلا .. أين أنفقت الإدارة الأمريكية أكثر من نصف مليار دولار ، لتشويه صورة حزب الله في الداخل اللبناني ؟؟!!
من هنا تأتي شراستهم ومطالباتهم الدائمة ، خدمة لأسيادهم في المشروع الصهيو ـ أمريكي المأزوم والمهزوم ..
إذن : المشكلة في السلاح ، أم المشكلة في وجهةِ وهدفِ هذا السلاح ؟؟!!
إن عدم وجود السلاح في أيدي هؤلاء ، حماية لهم من أنفسهم ، ومن طيشهم ورعونتهم حينا ، ومن عنجهيتهم وعَمالتهم أحيانا أخرى ..
وما أحداث السابع من أيار إلا تأكيد لهذا الكلام ..
فحين تجاوزت حكومة السنيورة كل الخطوط الحمر ، بفتح النار على أمن المقاومة ، المتمثل في وسائل الاتصالات ، وقع المحذور ، لكن النتائج كانت إيجابية ، لأن السلاح الحاسم يومذاك ، كان سلاحا عاقلا ، وكان استخدامه في أضيق الحدود ، لوأد الفتنة التي أريد لها أن تشعل لبنان كله ، بهدف إبعاد سلاح المقاومة عن وجهته الحقيقية التي يدافع فيها عن لبنان كله ، في مواجهة الآلة الحربية الصهيونية المندحرة .. كما كان اتفاق الدوحة أهم نتائج ذلك اليوم .. فانتخب رئيسٌ للبنان ، وأجريت الانتخابات النيابية ، وتشكلت حكومة جديدة .. أليست تلك نتائج إيجابية ؟؟
إن وجود سلاح حزب الله يشكل ضمانة العيش المشترك في لبنان ، وضمان الوئام بين الجميع .. وقد بدأ كثير من القيادات السياسية اللبنانية ، يدركون أهمية هذه المعادلة ..
فالسلاح الخفيف والمتوسط ، موجود في كل لبنان ، لكن السلاح الأثقل موجود لدى الجيش اللبناني ، والمقاومة .. وهذان هما الضمانة الكبرى ، للشعب اللبناني ضد أعدائه الصهاينة ، والمتحالفين معها ..
الثلاثاء ـ 05/10/2010
الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق