الساعة الرابعة والأخيرة :
حلب : 13/08/1993
قال :
أنا وقعت في فخ .. سألوني : من هو الروائي ؟؟ قلت لهم : هو الذي يمتلك اللغة الفنية التي توصل للآخرين .. سليم هذا الكلام .. ولكن .. ماذا يقص ؟؟ ماذا يروي لهم ؟؟ هذا هو السؤال ..
هناك الشيء الأساسي .. لي تقويم ساذج للقص .. ساذج جدا .. لكنه حكمي النقدي الذي أعتمد عليه ، ولا أصغي لأي مدرسة أدبية أخرى .. طبعا ، أحترم المدارس الأدبية ..
ما هو القصُّ ؟؟ له مقياسان : إذا أخذتَ رواية وسألتَني : ما هي روايتك الأخيرة ؟؟ فإذا استطعتُ أن أشد انتباهك لمدة عشر دقائق ، بملخص لها ، فهي رواية جيدة ..
ومقياس آخر : إذا كنتُ في اتحاد الكتاب ، وجئت إلى البيت ، فسألتني زوجتي أمام الضيوف : أين كنتَ يا أبا خالد ؟؟ أقول لهم : كنت في اتحاد الكتاب العرب .. يسألونني : ماذا جرى ؟؟ أقول لهم : كان هناك " سين " من الناس يقرأ قصة ..
ـ ما هي ؟؟ إذا لم أتذكر منها شيئا ، ولم أستطع أن أرويها ، فهي قصة فاشلة .. وإذا استطعتُ أن أعيدَ إنتاجها بلغتي الخاصة في وقت قصير ، فهي تحمل مقومات القصة ..
وبعدها ، يأتي الحكم الأخير .. ما هذه القصة ؟؟
تأتي هنا فنية القصة ..لكن ، القصة يجب أن تكون قصة .. قد تحبها ، وقد .... هذه نهاية حزينة .. هذه نهاية على الطريقة المصرية .. هذا أمر آخر ..
إنما القصة ، تستطيع أن ترويها .. وهذا ليس موجودا في الشعر .. ففي الشعر ، لا تستطيع إلا أن تعيده بحرفيته ..
فالموسيقا ، لا تستطيع إلا أن يكتمل العمل ككل دون قدرة على تجزئته .. لكن القصة مثل الدِّين .. يمكن أن تقوله على النحو التالي : الدِّين البوذي ، يحض على المصالحة مع الطبيعة .. أنتَ لخّصته .. ويأتي باحث آخر ، يرويه بشكل آخر .. تستطيع أن توجز المفهوم الديني ..
فإذا قلت مثلا : ما هو الإيمان ؟؟
أنا أقول : الإيمان هو : المراهنة على أن هنالك إلهًا خالقا واحدًا .. هذا رأيي ..
أنتَ تقول مثلا : لا .. الإيمان هو : الإيمان بالله وبملائكته وبكتبه .....
هذا الإيمان الإسلامي .. أنا قلت : الإيمان بشكل عام ..
يأتي آخر ، يقول : الإيمان : هو أن نعتبر أنّ القِوى العُلوية ، هي التي تتحكم في القوى السفلية ..
يعني هناك درجتان .. هناك قوى عُلوية ، وهناك قوى سفلية .. فهذا الشيء ، يمكن تلخيصه ..
ولكن ، كيف يمكن أن تلخص قصيدة ؟؟!!
لا يمكن .. لأنك تريد أن تستمتع بها كلمة كلمة ..
فالرواية ، أحد خصائصها ، هذا الشيء .. إذ يجب أن تمتلك القدرة أن تقدم نفسها بشكل موجز .. ولكن هذا لا يغنيك عن قراءة التفاصيل .. أنا لا أقول بإلغاء التفاصيل ..
ـ قلت : إن الرواية ، يجب أن تكون رواية ..
هل هناك مقاييس معينة ، يجب أن تتوفر في العمل الأدبي ، حتى يكون هذا العمل روائيا ؟؟ أو رواية ؟؟
أنا قلت : بشكلٍ ما .. الآن ، هناك اتجاهات في الوسط الأدبي ، قد يقول قائل : يجب أن أكتب رواية عن تاريخ المرحلة من الاستقلال ، إلى الآن ..
يجلس ، ويفكر .. هل أبدأ من إبراهيم هنانو ؟؟ أم من يوسف العظمة ؟؟ بعدها يقر القرار : من يوسف العظمة ..
يأتي من أصدقائه من يقول له : قبل أن تحكي عن يوسف العظمة ، ومعركته الحاسمة في ميسلون ، يجب أن تتكلم عن الأسس التي جعلت الفرنسيين يدخلون البلد .. وهذا الأمر يحتاج إلى الوثائق التاريخية الصحيحة .. فيذهب ليبحث عنها ، ويجمعها .. في النهاية : يستطيع أن يروي لك ، بواسطة إسقاطات على عائلة معينة ، أو حالة معينة ..
بالضبط ، مثل الآن .. إذا جاءني عقد للسعودية ، يقول لي : يا أخي اعمل لنا مسلسلا عن الوفاء .. حصَلتْ معي .. جاءني منتج ، وقدّمَ لي شيكا ، وقال : أريد قصة تدور أحداثها في المدينة المنورة .. وأريد فيها : كيت وكيت ..
أنا كنت بحاجة للمبلغ الذي عرضه عليّ .. فابتسمت وقلت له : أنا آسف جدا جدا ..
أولا : أنا لا أستطيع أن أفصّل , فأنا لسْتُ خيّاطا .. ولا أعرف متى ستولد معي الفكرة .. وعندما تولد الفكرة ، وتنمو ، ويشتد عودها ، فإن أعجبتْكم ، خذوها .. وإن لم تعجبكم ، لا تأخذوها ..
أنا لا أقدّم تلبية للوجدان ، لأني أنا الوجدان ..
مثال آخر : عمّمَ علينا وزير الثقافة السوري ، وكان الأستاذ فوزي الكيالي .. أهابَ فينا أن نكتب عن حرب تشرين .. بعدها ، استدعانا .. فلم أذهب ، ولم أكتب .. جاء إلى حلب ذات يوم ، اتصل بي ، وجلسنا مع بعضنا ..وقال : يا أخي ، ندفع المبلغ الذي تريد من أجل أن تكتب لنا عن حرب تشرين ، وستطبَع ، وتحَوَّل إلى مسلسل ، والمسلسل إلى فيلم .....
قلت له : يا أستاذ فوزي ، أنا لم أشارك في تشرين إلا عبر الراديو .. كيف سأكتب ؟؟!!
إن حَدَثا كهذا ، من الأحداث العظيمة ، إما أن يُكتَبَ عنها نبوءة ، أو يُكتب عنها بعد أن تكون شاركتَ فيها ، بعشرات السنين .. فالذي يُكتب الآن عن الحرب العالمية الثانية ، أهم بكثير مما كتب في حينها ..
السبب : أن الأفكار العظيمة ، مثل العجين .. إذا لم يتخمر ، لا يصير خبزا .. وهذا الشيء ، مهم .. كل رواية لها خميرتها ، تنضجها .. وهذه الخميرة ليست من صنع الكاتب ، وليست من تصميمه ، وليست وفق مخطط .. أنا لا أستطيع أن أقول : بسم الله الرحمن الرحيم .. نويت أن أكتب رواية في 26 فصلا ، تتناول هذه الرواية هموم أسرة حلبية ..
هموم الأسرة الحلبية ، ما هي ؟؟
البنت ستتوظف ، أو تتزوج .. والولد يدخل كلية الطب أو الزراعة .. والأب سيُحال للتقاعد .. هل سيجد عملا ؟؟...
( يوجد انقطاع في التسجيل )
نعود للتأكيد على فكرة : كيف تأتي فكرة الرواية ؟؟
طبعا .. أنا لا أقول : هذا قانون عام .. ممكن ، لكل كاتب طريقته .. لكن ، تولد الفكرة فجأة ..
فجأة ، بمعنى أي شيء ؟؟ بالضبط : تشبه الدّمَّل ..
ـ أستاذ وليد : كنا نتكلم عن هموم الأسرة الحلبية ..
نعود .. يأتي منْ يقول : هذه مشاكل ، أنا من الممكن أن أكتب رواية في أسبوع ، وأخص كل ليلة ، لكتابة ثلاثة فصول .. والتقسيم الهندسي ساعد كثيرا في تجزيء العمل ، وحبكته ، كما يحصل في المسلسلات ، أو غير ذلك ..
إذا كانت الفتاة ، تبحث عن الزواج ، فإن الأسرة تريد تزويجها من رجل غني ، لينقذ الأسرة من الفقر والمشاكل ..
لكنها تريد إنسانا فقيرا ، فيبدأ خط جديد بالبروز ، هو الصراع ما بين الحب والحاجة ، مثلا ..
هذه أشياء ، أنا لست ضدها .. لكن ، ليست هذه هي الرواية ..
أي حَدَثٍ يمكن أن يكون حكاية .. لكن ، ليست كل حكاية ، يمكن أن تكون رواية بالمعنى الفني ..
وهذا يعيدنا إلى حديث ، حكيناه من قبل :
إذا سجّلنا الواقع ، فهو ، بحدّ ذاته ، عمل خطير ..
فإذا وقف الإنسان في شبّاك بيته ، ورصد الشارع على مدى 24 ساعة ..
أنا مثلا ، يمكن أن أقيم علاقة قائمة ما بين الشخص المار صباحا ، وهو يدخن سيكارته ، ويمشي بتمهل وخيلاء في طريقه إلى وظيفته ، لكن قبل ساعة ، كان هناك شخص آخر ، يبحث في الزبالة ..
فأنا يمكن أن أتخيل العلاقة التي دفعت الشخص للزبالة ، والشخص الذي يمشي ، وهو سعيد ، وأنيق .. وبمرحلة ثالثة ، يمكن أن أربط بين الاثنين .. مثلا .. في النهاية هؤلاء أبناء عم .. أحدهما من أسرة ذات حالة مادية جيدة ، والآخر من أسرة فقيرة .. ثم أرجع إلى جدودهما .. أنا أستطيع أن أبنيَ علاقة معينة .. فهل هذه هي الرواية ؟؟!!
الرواية ، هي : كائن مخلوق لوحده .. هو الواقع ، غير مفصول عنه بأي حال من الأحوال ..
لا يمكن أن تخلق الرواية في الفضاء .. حتى إذا خُلِقتْ في الفضاء ، فالفضاء هو مكان له مواصفاته .. لنفرض : رواية في صاروخ .. يُطلق خارج الجاذبية الأرضية .. هذا مكان متحرك .. لكنه ، مكان له مواصفاته .. لماذا هذه الحادثة ، في هذا الصاروخ ؟؟
ما العلاقة التي قامت بين وهوب والمكان ؟؟ لستُ أنا الذي اخترعْتُه ..
هذا اسمه : مَنطِق الخَلق ..
الفلسفة ، أمَدّت الفن، والأديان بأشياء هامة جدا ..
نظرية آيزنهاور ، كان اسمها : ملء الفراغ ..هذه النظرية ، حتى في الفن .. ففي الفن ، لا يوجد ثغرة .. وإن وُجدَتْ ، فلأقلّ من ثانية فقط ، ثم تمتلئ .. إذا اعتبرت أنه في الكرة الأرضية ، يوجد فجوات .. فعند نزول المطر ، أين ينتهي ؟؟ في الفجوات .. هل يقف على قمم الجبال ؟؟!!
هذا الشيء بالنسبة للرواية .. أنا برأيي : ليس هناك من قانون للرواية .. لأن كل رواية ، تخلق قانونها ..
مثلا : من هو الراس في روايتي : باب الجمر ؟؟
هناك عشرات المسبِّبات ، لخلق الراس ..من هو الراس ؟؟ أنا عندما كنت صغيرا ، كنا نلعب في منطقة الأنصاري ، وكانت منطقة سيف الدولة وما حولها أرضا فسيحة ..
أنا أذكر ، بعد العتمة ، كنا نخاف أن ندخل مغارة ، لأنهم يقولون : فيها ضبع .. والضبع إذا شاهد أحدا ، يضبعه ، ويجره إلى المغارة .. فالمغارة ، شكلت عندي شيئا ، خصوصا ، عندما يحل الظلام ، مثل الثقب الأسود في الكون .. نظرية الثقب الأسود ، مدفن النجوم ..
حكى لي شخص صديق ، حكاية غريبة جدا ، منذ 25 عاما .. ظلت حتى بعد 15 سنة ، فولدت روايتي باب الجمر .. لكن الكهف ، لعب دور الضبع .. قال صديقي : إن أول حب له ، كان حبه لفتاة بدوية ، هي في الرابعة عشرة ، وهو في الثامنة عشرة ..
كان في نواحي الحسكة ، أو القامشلي ، ( أقصى شمال شرق سورية ) ، فجاءت قافلة من الناس ، وخيّمتْ خارج المدينة ، وكان هناك فتاة صغيرة جميلة ، لفتت نظره .. كانت واقفة جانب هودج ، فوق جمل نائم .. والبدو ، صريحون .. سألها : ما هذا الجَمال ؟؟ قالت : وأنت جميل أيضا .. المهم ، تبادلوا العواطف بسرعة ، وقالت له : سنرحل قريبا .. سألها : إلى أين ؟؟ قالت : في أرض الله الواسعة .. سنلحق المرعى .. سألها : ماذا يوجد في الهودج ؟؟ فرفضت أن تجيبه .. قبل رحيلهم ، وفي الأيام التالية ـ ولتبرهن له أنها أحبته كثيرا ـ قالت له : أنا لن أنساك ..
( هو يروي لي الحكاية بعد مرور حوالي 30 سنة عليها ) قالت له : هل تعرف أنت ما هو عملي هنا ؟؟ أنا أحرس جدَّنا .. أترى هذه القافلة المؤلفة من 100 جمل تقريبا ؟ جَدُّنا معنا .. سألها : أين جدُّكم ؟؟ فأدْخلتْه لثانيتين ، داخل الهودج ، حيث يوجد قفص مغطى ، كشفَتِ الغطاء ، فرأى هيكلا عظميا بشريا ، لم يبق منه سوى الرأس وبعض العظام الأخرى ، فخاف وابتعد ..
روى الحكاية لي ، وأخذتها من الناحية الميثولوجية : بأن الناس يحملون تراثهم معهم ، حتى الجد .. ولو كان ميتا ، لكنه محمول معهم ..
هذه الصورة ، حفرتْ بي سنوات ، حتى خطرتْ لي الحكاية التالية : أمِن المعقول أن يكون أحد أجدادنا ، من فلول الإنكشارية ، أو من فلول الجنود العثمانيين الذين هربوا وتوطنوا في حلب ؟؟
وفعلا .. هناك شخص هرب من بعض اللصوص ، وهم قادمون ، في طريقهم من الآستانة ، يسرقون القرى ، لأنهم أشاوس وأقوياء ، فجلبوا كنوزهم ، وخبأوها في أحد الكهوف المطلة على مدينة حلب .. وأقوى هؤلاء ، كان له رأس كبير جدا ، سمّوه ( الراس ) ، قتل كلَّ أعوانه ، وخبأ الكنوز ، ومضى يراقب المدينة لفترة طويلة .. ومع أنه مُلاحَق من الحكومة العثمانية ، إلا أنه استطاع ـ وبالمال ـ أن يتزوج أول زواج من إحدى كريمات زعيم السوق في المدينة .. بعدها صاهر أهل الريف ، ثم البدو ، ثم أغنياء طرابلس ، وأصبح شخصية مهمة ، وابتنى دارا ضخمة ، ما زالت قائمة إلى الآن .. وجاء من نسله خلق كثير ، وأحفاد ، وما زال حتى الآن حيا ، ولم يبق منه سوى رأسه ..
لاحظتَ كيف ولدت الأمور ؟؟
من الذي حكمَ المدينة الآن ؟؟ المحافظ الجديد الذي عُيِّنَ من أحفاده .. وكذلك مدير الأمن ..
أسَرٌ حلبية كثيرة ، معروفة باسم ( الراس ) ..
لكن عائلة ( السيّاف ) منْ هم ؟؟ هو أحد أحفاده القريبين ، الذي ينفذ حكم الإعدام بأعدائه ، بالسيف .. فسمّاه : السيّاف .. وعندما تزوج ، أسمَوْه : بيت السيّاف .. لكنهم من الراس .. وهكذا .. فهو الجانب القوي في المدينة .. لذلك ، رؤوس العائلات المنتمية للراس ، كانوا يجتمعون في أول كل فصل من فصول السنة ، في غرفة من غرف الدار الرئيسية ، وقبل اتخاذ أي قرار ، يسعِّرون الأراضي ، والذهب .. ويعينون الوظائف الأساسية ، وهم يحددون رئيس غرفة التجارة ....
هذا الشيء كله ، وُلد دون تصميم .. لأنني في معملي الداخلي ، أتلقى الملاحظات والنتيجة والرضا والتدقيق .. والموقف الأيديولوجي والتاريخي يعمل بداخلي ..
إذن .. صار لي موقف من المدينة ، إذا أردْتُ أن أكتب تاريخ المدينة .. لكن ، ليس التاريخ الذي كتبه ( الغزّي ) أو ( الأسدي ) أو ( الشيخ راغب طباخ ) ..
هذا تاريخي .. صار أنا ..
إذن ، التاريخ ، ليس عملية تسجيل وقائع .. إنما هي إعادة النظر في البنية الأساسية لهذا المجتمع ، من وجهة نظرك الشخصية ، التي قد تكون خاطئة ..
لكن ، هذا هو الدُّمَّل الذي انفثأ ، وأظهر القيح ، وبعدها تداخلتْ أمورٌ كثيرة ..
دخل على الخط أناسٌ آخرون ، لكن ذلك كله ، تمَّ دون تصميم ..
بالنهاية ، شارك في تأليف هذه الرواية أناس كثيرون .. لكن ، كنتُ أنا الوسيط الروحي .. لذلك ، تجد حقائق كثيرة في الرواية ـ أي رواية ـ ولكنها ليست نسخة عن الواقع بأي حال من الأحوال ..
انتهت الساعة الرابعة والأخيرة من لقائي بالأديب ، الروائي ، القاص ، المسرحي ، الكاتب ، المهندس الزراعي ، الأستاذ وليد إخلاصي ..
أبو خالد .. شخصية لطيفة ورائعة ، رحب الصدر، دمث ، خلوق ، ( جنتلمان ) بكل معنى الكلمة ..
أرجو أن أكون قد قدمت لكم تجربته الهامة ، والغنية ، بما يليق بها .. وبكم .. وشكرا ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق