عصفورة
الشجن
10/12/1992
تلك هي المشكلة يا صديقي .. " لا يمكننا أن
نكون معا ، إلا أنه لا يمكننا أن نفترق أبدا " ..
إنها المفارقة المؤلمة حقا ، الموجعة
تماما ، كالنوم على سرير من الشوك ..
أحس بذلك كل يوم خميس ، أنتظره بصبر
يحرق أعصابي ..
بدأ ذلك ، وتأجج ، منذ شهر تقريبا ،
حين بدأت أشاهد حلقات مسلسل " الحسناء والوحش " .. وفي مقدمته تسرد
كاترين " الحسناء " ، وفنسنت " الوحش " الأسطوري ، تلك
الكلمات التي بدأت بها رسالتي هذه ..
اليوم ، وأنا أتابع إحدى حلقاته ،
هزتني المشاهد إلى درجة الإجهاش والنحيب المكتوم الذي لم أفلح في إخفائه عن أعين
الحاضرين .. ولم تكد تنتهي الحلقة حتى أسرعت للاتصال بحلب .. لكن الهاتف المعني
كان معطلا .. اتصلت بصديق لي في " ورشة التصليحات الهاتفية " ، وكان
الوقت مساء ، أخذ ورشته ومضى إلى هناك ..
أصلح الخط ، لكن ـ يا لسعادتي ـ لم يكن
ثمة أحد في البيت ..
18/03/1994
" نعم يا صديقي الغالي .. أنا
الآن كثور الغرّاف ، وإنك خير من يعرفه .. فلكي يدور الثور حول فوهة الغراف بلا
شغب ، يجب أن تـُعصَبَ عيناه ..
فما الذي يجري بعدئذٍ ؟؟
إن ما سيجري هو أن الثور يدور بهدوء في
مكانه ، يروي مَنْ حوله ، وما حوله .. ويوما بعد يوم ، يخسر الثور عمره وشبابه
وقوته ، ويهرم ببطء ، وقد تتحسن صحته نظرا لجودة العلف ، لكنه يخسر الأهم من ذلك
بكثير " ..
" حتى عاطفتي ، بكل جموحها الذي
تعرفه ، تجمّدت ، وكأنها في سبات شتوي ، كضفدعة " ..
01/11/1992
" لقد بدأت ألتقط أنفاسي ، وصارت
هادئة بعد أن كانت متهدجة متلاحقة في الفترة الأولى من أيامنا هنا ..
" الجو بدأ يعتدل ، وانخفضت
الرطوبة قليلا ، وبدأت نسمات من صوب الخليج تهب رقيقة ، لكن الشمس حارقة ..
" دبي ، امرأة ليل ، أنثى عبقة لا
تنام أبدا ، ولا تهدأ ، ولا تستكين .. تجمح في كل الاتجاهات .. والغرباء كثيرون ..
أشعر فيها كما كنت في بلغارية .. لا يفهمني مَن حولي ، ولا أفهمهم ..
22/12/1992
" أنا يا عصفورة الشجن
مثل عينيكِ بلا وطن ..
بي ، كما بالطفل ، تسرقه
أوَّلَ الليلِ ، يدُ الوَسَن ..
·
"
المقاطع السابقة ، هي من رسائلي لصديقي " ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق