ككل النساء ، سألتني حبيبتي للمرة المليون :
هل حقا تحبني ؟؟
أجبتها للمرة المليون :
نعم أحبك ..
ـ كثيرا ؟؟
ـ كثيرا جدا جدا مكعّب ..
ـ ما دليلك على ما تدعيه من حبك لي ؟؟
ـ ألا يكفيك أنني منذ دخولي إلى البيت ، أتفرغ لك عن كل شيء آخر ؟؟ وأنني ما ذهبت إلى مكان إلا برفقتك .. وما جلست جلسة اصطهاج وصفاء إلا معك .. ولا استضافني أحد إلا كان وجودك شرط تلبيتي الدعوة .. ولا دُعيت إلى حفل ، إلا كنتِ حاضرة قبلي .. ولا حضرت زفافا ، إلا كنتِ المكرّمة الأهم والأولى فيه .. ولا سهرتُ في مكان إلا كنتِ أولَ الساهرين وآخر المغادرين ؟؟ ..
ألا يكفيكِ أنني لا أعرف القراءة إلا معك .. ولا أستطيع الكتابة إلا بعد أن أعبَّ منك ما أعبّ .. ولا تطيب لي رشفة القهوة إذا لم تصاحبْها رشفاتٌ من مبسمكِ الناعم .. ولا يحلو لي كأس الشاي إلا على صوت ترنيماتك الآسرة الشجية ؟؟..
ـ وبعد ؟؟ ..
ـ أنتِ حبيبتي الأولى والأخيرة .. أعلنها دوما وأبدا .. ويعرفها عني القريب والبعيد .. القاصي والداني .. الحبيب والعذول .. الصديق والخصم .. الأهل والجيران والخلان أجمعون ..
ماذا تريدين مني أكثر من ذلك ؟؟ ..
ـ أريد أكثر ..
ما أحببتُ غيركِ ولا قبلكِ ، ولن أحبَّ بعدكِ ..
أنتِ البداية وأنتِ النهاية ..
أنتِ المَقصد والغاية .. وأنتِ الرفيقة التي لا غِنى لي عنكِ مهما حاولوا .. ومهما اقترفوا بحقنا ..
لا يهمني فيكِ لومُ اللائمين ، ولا حسدُ الحاسدين ولا شماتة الشامتين ..
لا أذوق طعم الهناءة والسعادة إلا معكِ .. ومعكِ فقط ..
فليشهدْ عليَّ الماضي والحاضرُ والمستقبلُ الآتي بإذن الله ، أنني لن أتخلى عنكِ أبدًا .. أبدًا ..
ولن أقترفَ بحقكِ ما يزعجكِ أو يغيظكِ ..
ولن أبدلكِ بكل ما في الأرض من كنوز وثروات باطنة وظاهرة ..
ألا يكفيكِ كل ذلك ؟؟ !!
ـ لا يكفيني ..
ـ لقد ملكتِ عليَّ كياني وجوارحي وفؤادي ، حتى ما عدت أصبر على بعدكِ عني ، ولا أحتمل غيابكِ إلا بشق النفس ، ولا تحلو لي الحياة بغير وجودك أمامي تتغندرين لي ، وتمنحينني من أعماقك أنفاسا حرّى ، تسري في عروقي كأنها المن والسلوى .. أشهقها بأناة ، وأتمزمز بها رويدًا رويدًا ..
تطربني موسيقاكِ ولو ظنها الآخرون نشازا ..
وتسعدني لسْعاتـُكِ الشهية ، ولو كانت جمرا ..
تعيشين وتعششين في صدري وكبدي ، وتتربعين فوق الصماصيم ، ملكة ًمتوجة ًبهالةٍ من النور والنار ..
أنتِ الحبيبة الأغلى ..
أنتِ سر فرحي وهنائي ..
أنتِ الجميلة البهية بكل ما فيك ..
دام وجودُكِ معي عزيزا غاليا ..
أدامكِ الله لي على طول أيامي ..
فبدونكِ لا طعمَ لحياتي ، يا حبيبتي الغالية ..
يا أركيلتي ..
وهنا لاحظتُ انطفاءها .. وشعرتُ ببرودة أطرافها ..
وأظن أنها لم تسمع كلماتي الأخيرة ، لأن مبسمها استكان وهدأ ، ولم يعد ينبعث منه أي نفس ..
الخميس ـ 09/12/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق