الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

بالضربة القاضية حقق المعلقون نصرهم المؤزر

ببساطة شديدة ، وبموضوعية مركزة ، كتب الأخ محمد حمدان كلماتِ تعليقه على موضوع ذلك " اللي ما يتسماش " ، قال فيه بالنص حرفيا :

لاستاذ اشرف بردك علي يوسف شطحت علي الموضوع ساعيد عليك المقال الرجل كان بيسال عده اسئله كان الاجدر بك ان تقوم بتفنيد هذه الاسئله وابطال حجتها وفشل اجوبتها ...ولكن انت بدل ما تقوم بلرد علي الاسئله قمت بلرد علي سوريا وكان هو الاخ يوسف يرد علي البلد ببلد ..نقول لك راجع مقدمه مدونتك عندما تكلمت في المقدمه قلت نريد ان نعرض تاريخ اسرائيل وحضارتهم وتاريخهم اي انك كنت تريد ان تتكلم عن اسرائيل بلسلان حالك ...اما يوسف فكان يتكلم عن نفسه بلسان نفسه وليس بلسان سوريا ...ولكن انت قمت بلرد وكانك لم تطلع علي الموضوع ..فاحببت ان انقل لك الموضوع لكي تقوم بمساعدتنا واجوبتك علي الموضوع ...مش تنقل الموضوع الي رد ليس لنا به اي مصلحه لك تحياتي ........

هذذا هو كلام الاخ يوسف .. (((((((((((((((((( بادئ ذي بدء ، سأسأل بعض ..................

ونسخ له مقالي (سياسة ما يجب أن يكون .. آراء وأفكار ) كاملا .... لكني لن أنسخه هنا ..

فلدي ما أقول غيره وغيره وغيره ..

هل تعرفون ما مصير ذلك التعليق ، أيها السادة القراء المحترمون ؟؟

ببساطة : حذف التعليق ..

لقد لجأ ذاك المدوّن المدوّي المهوّي " الحر ، السيادي ، المستقل ، الديمقراطي ، الإنساني " ، الذي ترك كل مقالي وما جاء فيه من إدانات صريحة لصهيونيته الرعناء وكيانه الأبتر الغاصب ، وتهرَّب ليحدثنا خلسة من وراء حجاب البَله المفشكل ، عن " غيرته وحنانه ورأفته " بالشعب العربي السوري ، نادبا لهم حظهم من الدنيا التي ابتلتهم بنظام حكم يعادي الصهيونية ويرى فيها أسَّ الأساس لكل صراعات المنطقة ومصائبها " ..

وأبدى سيء الذكر " شفقته الكبيرة " على الأحداث الصعبة والمؤلمة التي ألمّت بسوريا في الثمانينيات كجزء من الحملة الظالمة على سوريا ، لوقوفها ضد مؤامرة واتفاقيات " كامب ديفيد " التي نشهد نتائجها ، فلسطينيا ، وعباسيا ، اليوم ..

وكذلك ، كانت بتحريض وتآمر كيانه الصهيوني ، الذي كشفه أحد المسؤولين العرب ، حين اعتذر للشعب العربي السوري عن تورطه معهم في تلك المهزلة ..

ولأنك يا صغيرُ ، صغيرٌ وهجين ، لا تعرف ذلك ، ولا يمكن للصغار مثلك أن يعرفوه أبدا ..

تلك هي الحقائق التي اعتاد ذلك الأجوفُ ، كطبل مصنوع من جلد أجرب ، القفزَ من فوقها هروبا منها إلى الأمام ، من عار المهانة الذي يتلبَّسه ، كونه مدافعًا عن شيءٍ حقير اسمه " الصهيونية " ..

إنهم لا يريدون أن يصدقوا :

1 ـ أن قوة الحق الذي معنا ، أقوى من حق القوة التي يتكنفشون بها ..

2 ـ وأن القاتل لا يستطيع أن يفرض شروطه على الضحية ولو كانت ميتة !!

3 ـ وأنه لا يحق للقاتل أن يحاكم الضحية على موتها ، بعد قتله لها ..

4 ـ وأن الدفاع عن النفس المجرمة لا يكون بتحويل المعركة إلى ساحة أخرى ..

5 ـ وأن بعض المدافعين الهزيلين يحفرون قبورهم بأيديهم ظنا منهم ـ ولحماقتهم وتفاهتهم وضحالتهم ـ أنهم يبنون القصور ..

6 ـ وأنهم يحملون في أحشائهم الذئبية بذور فنائهم إن شاء الله ..

7 ـ وأن هؤلاء وُلدوا لقطاء ، مشوَّهين ، معوَّقين ، متخلفين ، معتوهين ..

8 ـ وأن من يكون كذلك ، لا يحق له التطاول على أمة عريقة ، خرجت من رحمها معظم حضارات الأرض ..

9 ـ وأن من يكون كذلك ، لا يستطيعنَّ التلاعب بحقيقة أن الشعب العربي هو شعب واحد ، وليس شعوبا كما يحلو للبعض أن يصطادوا ذلك في مياههم النجسة ..

10 ـ وأن الشعب العربي الواحد لا يقبل في أحضانه قتلة مجرمين مدحورين مذمومين من الله ورسوله ..

وللعلم ، فإنني لم أذكر في مقالي السابق ، اسم بلدي الذي أتشرف بالانتماء القومي والوطني له " سورية " إلا مرة واحدة ، ربما ، في مقالي الذي نال من ذلك ، المقرقع الصفيق ، هجوما لا أخجل منه ، لكني أرفضه وأرد كيده إلى نحره ..

ولو كان مقامُ مقالي يستوجبُ ذكرَ اسم بلدي تكرارا ، لجعلت مقالي كله مؤلفا من ثلاث كلمات ، أعتز بها غاية الاعتزاز ، وأفاخر بها الكون كله :

سورية حرة عربية ..

وإني ، وبكل سرور ، أقبلُ من كل ذي وطن حر ، أن يفاخر بوطنه كما أفعل ، وأن يعتز به ..

شريطة أن يكون وطنه حقا ، وأن يكون ابنا شرعيا له ..

لا مستولدا من أنابيب ومواسير المجارير ، ولا من نكاح سفاح ، ولا أن يكون مغتصِبا له كبعض الأدعياء السارقين المجرمين ..

ثم ، اعلموا يا أيتها الثعالب الهزيلة :

إنه ، وأيا تكن الأنظمة العربية كلها ..

أكرر مرة أخرى كي يفهم هؤلاء الأغبياء : الأنظمة العربية كلها ..

وعلى تفاوتها .. وتفاوت درجات حساسياتها واقترابها من قضايا شعبهم أو الشعب العربي عامة ، فليس بين تلك الأنظمة السياسية من لا يمثل أرضه وشعبه وقوميته وعقيدته .. إنهم أبناء شعب عريق ، وأمة عريقة ، منها خير البشرية قاطبة ..

شئت أنت وأمثالك ذلك ، أو لم تشاؤوا ..

ألم أقل في مقالي السابق : إنني مع الشيطان ضدكم ؟؟

لماذا لا تفهمووووووووووووووووووون ؟؟!!

والآن أضيف ، وبصدق :

إن أكبر الأماني التي أنتظرها من أي نظام حكم عربي ، أن يكون شديد العداء للصهاينة الأوغاد ..

وفي غير ذلك ، وهو كثير أيضا ، فهو المسؤول أمام ربه وشعبه ..

نقطة على السطر ...... أفهمتم ؟؟ ..

فلو خيِّرتُ بين أي نظام عربي ، وبينكم أيها الأنذال ، فلن أتردد أبدا في اختيار أي نظام ولو كان متعاهدا معكم ..

فالرمد خير من العمى .. وهو نظام عربي أولا وآخرًا ..

وقد لا يكون اختياري حبًّا بهم أو بمواقفهم السياسية ، إنما كرها بعنصريتكم وعدوانكم ..

تماما كما فعل الأمريكيون حين فضلوا " أبو حسين أوباما " على " بوش " .. فهم لم يفضلوه حبا به ، ولا إعجابا ، بمقدار ما كان نكاية وكرها لبوش وجرائمه ..

والواضح أن " أبو حسين " ليس أفضل من بوش بالنسبة لقضايانا الوطنية والقومية .. لكن هزيمة بوش وحزبه وأركانه ، كانت مدوية وكبيرة ..

تخيلوا .. كيف يكره الشعبُ المتحضر حاكمَه المجرمَ بحق الشعوب الأخرى ، والعالم قاطبة ، والأمريكيين قبل غيرهم ، فخذله واستنكر فظائعه ، وتنكر لها ..

هل توضَّحت الصورة لعقولكم العفنة ؟؟!!

فيا أيها الأخلاط الدخلاء ..

تلك هي الحقيقة التي تقضُّ عليكم مضاجعكم ، وترعبكم في لذيذ منامكم ، وتحوّل أحلامَكم البائسة اليائسة القذرة كأردانكم ، إلى كوابيس من بعض إرهابكم ، تفعل فعلها فيكم نخرا ، ولسعا ، وشواء على جمر جرائمكم ، وعلى سفودٍ ناري دُحِش فيكم على مهل ، فاستمتعتم بلذيذ شذوذكم ، وأبيتم استخراجه ..

أما أنتم .. أيها اللقطاء الملمومون من فوق مزابل التاريخ الحيواني .. فمن تمثلون ؟؟ ..

أجيبوني أيها الخنفشاريون ..

أيها الدخلاء على الحضارة وتاريخها ولغتها وإنسانيتها ..

أيتها الخفافيش المتعجرفة ..

أيها الجبناء برغم نوويكم ومظلة أمريكا كلها ..

من سمح لكم أن تستخدموا لغتنا العربية .. لغة القرآن الكريم فتشوهونها بهذا الشكل ؟؟ ..

إنكم أيها البلهاء تحتاجون دهورا كي تفهموا معنى حرف جر أو ناصب منها ، لكنكم تستطيعون أن تجرّوا العالم إلى الهاوية ، وأن تنصبوا المشانق لعشاق الموت من مقاوميكم ..

من أين لكم الفصاحة تتشدقون بها وكأنكم فتحتم الدنيا بمخازي بلاغتكم الركيكة ؟؟!!

من أين لكم الشفقة والرحمة والإنسانية التي مازلتم تتمسكون بأذيالها وهي تهرب من دنسكم ورجسكم ؟؟ ..

انظروا إلى هذا الخواء المارق المهزوم المنكسر كقضيب ابن الثمانين ..

انظروا كيف يحاولون التشدق باستخدامهم عبارات تشبههم بدمامتهم تماما ، فهم لم يحتملوا ردا واحدا يحاججهم بزيفهم وبطلانهم ومروقهم وعنصريتهم ..

ففي ردهم على تعليق واحد فقط ، حذفوه ، جُبْنا وخوفا من الفضيحة والعار الذي وجدوا أنفسهم فيه ليل أمس هنا على هذه الصفحات .. رددوا هذه العبارات التي لا يملكون من أوساخهم غيرها .. والتي يستخدمونها كحبة فاليوم ، مع كل سَكرةٍ من سَكرات الموت التي تنتابهم ثانية تلو الثانية ..

(( الاسطوانة المخرومة والممجوجة

الاسطوانة عن اسرائيل

وترديد ذات السمفونية صباحا مساء

لترديد اسطوانة واحدة ))

ولو تجشم أحد الإخوة القراء عناء البحث في موضوعات تلك الجوقة " المحترمة جدا " ليقدم لنا مشكورا ، إحصائية دقيقة عن استخدامهم لهذه التراكيب ومثيلاتها .. سنشكره جميعنا على تفضله بأداء هذه الخدمة ..

وكنت أتمنى أن يكون لدي اليوم وقت كاف ، لأقوم عن طيب خاطر ، بهذه الخدمة .. لكني توّاق جدا لأسافر اليوم إلى وطني الذي أهواه وأعشقه " حبًّا وطواعية ، وسرًّا وعلانية " كما ينشد مارسيل خليفة ..

حاملا معي تاج فخر وعزة منكم أيها الإخوة القراء الأعزاء ..

وعلى المقلب الآخر ، يعلم هؤلاء المرتزقة ، أنهم هم المرتزقة ، وهم الكتـَّاب المأجورون للدفاع عن كيانهم ، والذي لم أعد أجد كلمات من كعب الدست ، تصِفهم أكثر مما كتبت ..

فهم شذاذها الممحونون شذوذا أخلاقيا وفكريا وجنسيا ..

وهم مرتزقة الدنيا .. واسألْ عنهم شعوب الأرض قاطبة ..

وهم أجراء مأمورون يعبدون ما تحت الأقدام ، في كل زمان ومكان ..

وهم عبيدٌ وعاهرون لكل من يدفع لهم فلسا زيادة ..

وهم مَن يبيعون كل استئسادهم بالمال الدنيء ، ويتنازلون عن كل شيء في سبيله ..

وهم الذين تهون عليهم كراماتهم ـ إن وجدت ـ ، وشرفهم المَهين أصلا في سبيل المال ..

فأنا مقيم خارج سورية ، وكذلك عملي ، تابع لحكومة أخرى .. وكان يمكنني أن أقول غير ما قلت ، لو كان الذي قلته أنا غير صحيح .. أو غير مقتنع به .. لكنني لم أقل غير ما أقتنع به .. ولن أفعل إلا ما أقتنع به ..

أقول هذا للمَسخ الذي اتهمني بما رآه في نفسه " المهذبة " ..

إنه إناء مسموم ولعِين ينضح بما فيه ..

فبئس الإناء ، وبئس ما فيه ..

وإزالة لكل لبْس أو غموض ، أقول :

إن الشعب العربي قاطبة ، والشعب العربي السوري ، خاصة ، يكنُّ لجميع شعوب الأرض ، بكل جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم ومذاهبهم ومعتقداتهم ، كل احترام وتقدير ، يقومان على أساس متبادل ..

وعداؤنا الوحيد في العالم هو عداء مصيري مبدئي ، راسخ الإيمان ، قوي العزيمة ، جبار الإرادة بإذن الله ..

إنه عداء مع الغزاة الصهاينة الذين مازالوا يخالفون شرعة الأمم المتحدة " المسكينة " ، ويحتلون أراضينا .. ويشردون شعبنا ويحاصرونه بالحديد والنار ويفتكون به بأسلحة أمريكية الولادة والنشأة المشبوهة ، والصنع ، وتحت سمع العالم وبصره ..

ومع ذلك ، يقيم كل الوطن العربي علاقات دبلوماسية مع هذا الأمريكي ، الذي احتل العراق ودمره ، أيضا ..

فـَيَا :

أيها المارّون بينَ الكلماتِ العابرة

احمِلوا أسماءَكم وانصرفوا ..

واسحَبوا ساعاتِكم من وقتنا ، وانصرفوا ..

واسرقوا ما شئتمُ من صور ٍكي تعرفوا ،

أنكم لن تعرفوا ،

كيف يبني حَجرٌ من أرضِنا سقفَ السماء ..

أيها المارّون بين الكلماتِ العابرة :

منكمُ : السيف ، ومنا : دمنا ..

منكمُ الفولاذ والنارُ ، ومنا لحمنا ..

منكمُ دبابة أخرى ، ومنا حَجَرُ ..

منكمُ قنبلة الغاز ، ومنا المطرُ ..

وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء ..

وخذوا حِصَّتكم من دمِنا .. وانصرفوا ..

وادخلوا حفلَ عشاءٍ راقص .. وانصرفوا ..

وعلينا نحن أن نحرُسَ وَرْدَ الشهداء ..

وعلينا نحن أن نحيَا كما نحن نشاء ..

أيها المارّون بين الكلمات العابرة ..

كدِّسوا أوهامَكم في حفرةٍ مهجورةٍ .. وانصرفوا ..

وأعيدوا عقربَ الوقتِ إلى شرعية العجل المقدس ..

أو إلى توقيتِ موسيقا المسدّس ..

فلنا ما ليسَ يرضيكم هنا .. فانصرفوا ..

ولنا ما ليس فيكم ..

وطنٌ ينزفُ شعبًا ..

ينزفُ وطنـًا ..

يَصْلحُ للنسيان أو للذاكرة ..

أيها المارّون بين الكلمات العابرة ..

آن أن تنصرفوا ، وتقيموا أينما شئتم ..

ولكن لا تقيموا بيننا ..

آن أن تنصرفوا ، وتموتوا أينما شئتم ..

ولكن لا تموتوا بيننا ..

فلنا في أرضِنا ما نعملُ ..

ولنا الماضي هنا ، ولنا صوتُ الحياةِ الأوَّلُ ..

ولنا الحاضرُ ، والحاضرُ ، والمستقبلُ ..

ولنا الدنيا هنا ، والآخرة ..

فاخرجوا من أرضِنا من برِّنا من بحرنا من قمحِنا من ملحِنا

من جرحِنا ..

من كل شيءٍ ..

واخرجوا من مفرداتِ الذاكرة ..

أيها المارون بين الكلمات العابرة ..

لم أجد أفضل من قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش أختم بها مقالي ، ولتعبر عما لم يحالفني الحظ بالتعبير عنه ، مما يعتمل في أعماقي ..

رحم الله الشاعر محمود درويش ..

وشكرااااااااااااااااا

الثلاثاء ـ 14/12/2010

يوسف رشيد

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

الشيطان الصهيوني يعظ ويتباكى ، ويحاكم نفسه مجرما أزليا ..

كثيرا ما نجد في حياتنا أشخاصا ، خلقهم الله بشرا ، لكنهم يأبون أن يكونوا من خلق الله سبحانه ..

فلاذوا بالشيطان ، يتمثلونه ويتجسدون فيه ، في كل مَكره ودسائسه ووسوسته ، حتى تفوقوا عليه ، وصاروا أشد منه مكرا ، وخبثا ، وخبائث ، فاستحقوا بذلك لعنة الله عليهم ، لعنة أبدية لا تحول ولا تزول ..

فقد أعطاهم الله العقل ، لكنهم لا يُعملونه إلا في الشر والجريمة والإرهاب المنظم ، الذي لا يخجلون منه ولا يستحون ..

وأعطاهم المال ، لكنهم يستخدمونه سلاحا في جرائمهم ، وفي استجلاب العار والخزي لأنفسهم ..

وأعطاهم القوة ، لكنهم يستخدمونها في العدوان والتدمير والتفجير ، والاغتيال ..

وأعطاهم المشاعر الإنسانية ، فاستخدموها في إلهاب العباد بسياط الكراهية والاستعباد ، والخيلاء ..

وأعطاهم القلب ، لكنهم جعلوه حجرا أصمَّ بظلمهم وجبروتهم ، وقتلهم النفس التي حرّم الله قتلها ، إلا بالحق .. وهم يتنكرون له ، ويجحدونه ..

وأعطاهم البصر ، لكنهم يتعامون عن الحق والخير ، ويستخدمونه وسيلة تجسس قذرة ، فلا يرون فيه إلا نجاساتهم ..

وأعطاهم البصيرة ، لكنهم لا يبصرون بها ولا يعقلون ..

وأعطاهم السمع ، فيسمعون ولا يدركون ولا يعون ، ولا يأخذون إلا لهو الكلام ..

وأعطاهم اليدين ، فكسروا بها عظام الأطفال ، وجماجمهم ..

وأعطاهم السّبّابة ، فوضعوها فوق الزناد ، يَقتلون ، ويَقتلون ، ويَقتلون ..

وأعطاهم الساقين ، فصاروا كالذي (( إن تحملْ عليه يلهث وإن تتركه يلهث )) ..

وأعطاهم اللسان ، لكنهم لا ينطقون به إلا كفرا وكذبا وغشا ومكرا وخديعة وتضليلا .. حتى اختنقوا بزفيرها .. ونطقوا به الرذيلة والأراجيف التي يقولها المجرم عن نفسه " خذوني " ..

وأعطاهم الغريزة ، لكنهم وظفوها للضغينة والانتقام والحقد والبغضاء .. فوسّعوا دائرتها حتى لوّثوا العالم بنتنهم ..

وأعطاهم دما ، فقتلوا بدم بارد ، أطفالا ، وشيوخا ، ونساء ، وأسرى .. وانتهكوا حرماتٍ ومقدساتٍ للمسلمين وللمسيحيين ..

وأعطاهم نعمة الحياة ، لكنهم سخروها في الاستعلاء والعنجهية والاستئثار بمنطق القوة الأجوف .. فباتوا (( أضلّ سبيلا )) ..

واحتلوا أرضا جعلوها سجنا لهم ، داخل سور عنصري بغيض ، وأسروا فيها أكثر من أحد عشر ألف أسير ، وقتلوا رئيس وزرائهم ، واغتالوا الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي .. وغيرهما كثير جدا .. واعتقلوا الوزراء والنواب .. ولم يبق إلا أن يتهموا حزب الله بذلك ..

وأعطاهم الكتاب ، فحرّفوه وزوّروه ، حتى مسخهم الله ، وجعل أحجار الأرض وأشجارها وحيواناتها تستغيث من ظلمهم وإجرامهم ..

وأعطاهم .. وأعطاهم .. وأعطاهم ..

لكن (( وما ظلمناهم )) ..

إن الله سبحانه ، (( يمهل ولا يهمل )) ..

الإثنين ـ 13/12/2010

موفد أمريكي ، شخصية غير مرغوب فيها في سوريا ..

موفد أمريكي ، شخصية غير مرغوب فيها في سوريا ..

بيب بيب بيب اجا فيليب حبيب

بيب بيب بيب رجع فيليب حبيب

أولتو وآخرتو رح يركب ع القض......

هذا المقطع من أغنية ساخرة للفنان اللبناني المرحوم فيلمون وهبي ..

وقد شاعت وانتشرت ، وصارت أغنية الموسم في حينها ، نظرا للجو العام السياسي ، الذي كان يغلف المنطقة ، بعد غزو الصهاينة للبنان ، واحتلالهم بيروت عام 1982 ، والتهيئة لخروج المقاومة الفلسطينية منها ، فكانت قصيدة الشاعر الراحل محمود درويش الخالدة ، في وداعه لبيروت " مديح الظل العالي " ..

وكانت هذه الأغنية الساخرة ، تعبيرا عن مرارة المرحلة الناتجة عن مأساة الغزو الصهيوني المجرم ، وما رافقه من تضحيات وضحايا واجتياحات وتدمير وتهجير .. .

كان فيلمون وهبي شخصية ظريفة ، ذا دم خفيف ، ساخرا ، محبا للحياة ، وللصيد ، وللمقالب اللطيفة ..

وهو فنان موسيقي من الطراز الأول ، لحن كثيرا جدا من الألحان الخالدة لنجاح سلام ، وفيروز ، وصباح ، ووديع الصافي ، وسميرة توفيق ، وآخرين .. وعمل مع الرحابنة في المسرح والسينما ..

ومن أشهر ألحانه لنجاح سلام : أغنية برهوم حاكيني ..

ومن أشهر ألحانه للسيدة فيروز : أغنيتا : يا مرسال المراسيل ، وأسوارة العروس ..

والكثير الكثير من روائع الفن الموسيقي ..

أما فيليب حبيب ، الوارد اسمه في هذا المقطع الساخر ، فهو ، يا سادة يا كرام ، المبعوث الأمريكي السابق (( أو الأسبق أو الأسبق من الجميع )) إلى منطقة الشرق الوسط ، بهدف تنسيق المباحثات غير المباشرة بين لبنان وسوريا من جهة ، والعدو الصهيوني من جهة أخرى بعد غزوهم الإجرامي للبنان ، واحتلالهم المدمِّر لبيروت عام 1982 ..

وهو من أصول لبنانية ، وعمل في السلك الدبلوماسي الأمريكي ..

وقد سعى هذا " المبعوث " ، طويلا بين العواصم المعنية في المنطقة ، لكنه كان ميالا للصهاينة ، من جهة ، ومنفذا أمينا للسياسة الأمريكية في المنطقة من جهة ثانية ..

وهي بالتأكيد ، سياسة معادية لكل قضايانا ، والموالية والمؤيدة للصهاينة ، والداعمة لهم ـ بالطبع ـ في كل شيء تحتاجه أو لا تحتاجه ..

وذلك بعد احتلال بيروت ، والسعي لخروج المقاومة الفلسطينية منها ، وعلى رأسها المرحوم الرئيس ياسر عرفات ..

وقد طفر وزهق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد من هذا المبعوث الأمريكي " غير النزيه " ، فأصدرت سوريا بيانا ، اعتبرت فيه الموفد الأمريكي " فيليب حبيب " شخصا غير مرغوب فيه على الأراضي السورية .. وكان ما كان ..

أما جورج ميتشل .. المبعوث الحالي المكوكي الأمريكي الجديد القديم ، للشرق الأوسط .. فتبدو مهمته أكثر صعوبة مع الصهاينة الذين يريدون كل شيء من الفلسطينيين ، على أن يبقى كل شيء أيضا للصهاينة ..

وعلى الفلسطينيين فقط :

ألا يضجروا ، وألا يتذمروا ، وألا يسأموا ، وألا يطفروا ، وألا يكفروا ، وألا يلعنوا ، وألا يندموا ..

وألا يحلموا وألا يأملوا وألا يأمنوا وألا يجأروا وألا يصرخوا وألا يزعقوا وألا ينفروا وألا يتفجروا وألا ينتحروا ..

وألا يأكلوا وألا يشربوا وألا يتزوجوا وألا ينجبوا وألا يتعلموا وألا يتطببوا وألا يزرعوا وألا يصنعوا وألا يتاجروا ..

وألا يتوضأوا وألا يصلوا وألا يركعوا وألا يسجدوا وألا يدعوا وألا يغتسلوا وألا يجتمعوا وألا يناموا وألا يجلسوا وألا يقفوا وألا يمشوا وألا يطيروا وألا يحلقوا وألا يسبحوا وألا يتقدموا وألا يتطوبروا وألا ينسقوا وألا يتنسقوا ...............

وألا يعيشوا وألا يموتوا ......

أتعرفون لماذا ؟؟

لأن الصهاينة قرروا " مشكورين " أن يدفنوا الشعب الفلسطيني .. حيًّـا .....

ما أشبه البارحة باليوم !! ..

الإثنين ـ 13/12/2010

الأحد، 12 ديسمبر 2010

سياسة ما يجب أن يكون .. آراء وأفكار

سياسة ما يجب أن يكون .. آراء وأفكار

بادئ ذي بدء ، سأسأل بعض الأسئلة ، وأجيب عليها حسب قناعتي ، ثم أترك للسادة القراء كتابة أجوبتهم إن أرادوا ، يجيبون عليها بما يشاؤون :

س 1 : لولا وجود الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، هل كان ثمة صراع دموي مستمر في منطقتنا على مدار أكثر من ستين عاما ؟؟

ج 1 : لا ..

س 2 : من هي الدولة ـ الكيان العنصري ، الذي يريد أن يفرض نفسه كيانا يهوديا ؟؟

ج 2 : " إسرائيل " ..

س 3 : من هو النظام العنصري الذي مارس سياسة التهجير ضد الشعب الفلسطيني ، فهجّره وشرده ، وأتى بمستوطنين متنوعي الأجناس والأعراق من الخارج ليحلوا محله ؟؟

ج 3 : النظام العنصري الصهيوني ..

س 4 : من هي الدولة المعتدية التي شنت حروبا على جميع الدول المجاورة ، واحتلت أراضيها في حروب متتالية واعتداءات متكررة ؟؟

ج 4 : الدولة الصهيونية ..

س 5 : من هي الدولة المجرمة التي ارتكبت أكبر عدد من المجازر البشرية بحق الشعب الفلسطيني ، وجوارها من الشعب العربي ؟؟ عدد بعض مجازرها ..

ج 5 : هي الدولة الصهيونية ، التي ارتكبت مجازر كثيرة منها على سبيل المثال :

دير ياسين ـ كفر قاسم ـ الحولة ـ جنين ـ بحر البقر ـ قتلهم أسرى مصريين أحياء في سيناء في عدوانهم عام 1967 على ثلاث دول عربية مجاورة .. وقانا الأولى والثانية .. ومجازر العدوان المتكرر على لبنان وغزة ..

س 6 : من هي الدولة التي تمارس سياسة إرهاب الدولة على الشعب الفلسطيني في كل مكان من العالم ، فقتلت واغتالت قيادييه وكوادره المناضلة ؟؟

ج 6 : الكيان الصهيوني ..

س7 : من هي الدولة التي امتلكت سلاحا نوويا منذ أربعين عاما في منطقتنا ، وتنكر وجوده ، ولا تسمح للوكالة الدولية بالتفتيش عنه ؟؟

ج 7 : الكيان الصهيوني ..

س 8 : من هي الدولة التي ما تزال تقتل وتدمر وتهجر وتهدم البيوت على رؤوس أصحابها الشرعيين ؟؟

ج 8 : الكيان الصهيوني ..

س 9 : من هي الدولة التي تبني المستوطنات على حساب أراضي أصحاب الأرض الفلسطينيين الشرعيين ؟؟

ج 9 : الكيان العنصري ..

س 10 : من هي الدولة المارقة العاصية على المجتمع الدولي وقراراته ، وقتلت مبعوثيه الأمميين ، ولم تنفذ أي قرار منها ؟؟

ج 10 : الكيان الصهيوني ..

س 11 : من هي الدولة التي ترفض الاستجابة لشروط السلام ، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية الغاشمة ، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟

ج 11 : الكيان الصهيوني ..

س 12 : من هي الدولة التي بنت جدار الفصل العنصري على أراض صادرتها بالقوة وتحتلها بالقوة ؟؟

ج 12 : الكيان العنصري الصهيوني ..

سأكتفي بهذا القدر من الأسئلة .. وأتابع ...

يتفاصح بعض المتفذلكين ، مدعين إنسانية كاذبة مخادعة ، في محاولة هزيلة وساقطة لتلميع صورة الكيان الصهيوني الإرهابي المجرم المغتصب ..

ولأنهم في سوق النخاسة ، يظنون أن حال العالم كله ، ومنحط مثلهم ..

فيعقدون مقارنة بين نظامهم العنصري الفاشي البغيض اللعين ، مع الأنظمة العربية التي تختلف مع بعض معارضيها في الداخل ، التي قد يصل الحد بهم إلى الاقتتال ..

لكن وقبل كل شيء ، يجب أن يعلم هؤلاء المتفذلكون ، أنهم ـ وعن سابق إصرار وتصميم ـ يتجاهلون بخبث ومكر ، ويتنكرون لحقائق التاريخ والجغرافيا ، وينكرونها كذبا وبهتانا ، ويغالطون أنفسهم ، ويذرّون الرماد في العيون ، حين يساوون بين الضحية والجلاد ..

فمهما بلغ الخلاف بين الحكام العرب وشعوبهم ، فهم جميعا ، أولا وآخرا ، أبناء أمة واحدة ، وشعب واحد ، وأرض واحدة ..

ولأن المتفذلكين قد يصمّون آذانهم عن تلك الحقيقة ، أضيف :

إن الدول العربية جميعا ، شعوبا وحكومات ، هم أبناء الأرض التي يعيشون فوقها .. وهم ـ وإن اختلفوا ـ إلا أنه كاختلاف أفراد أي أسرة فيما بينهم ، ولو وصلوا درجة الاقتتال والتناحر .. وإن كان هذا شيئا مؤسفا ومرفوضا ، لكنه ـ وإن حصل ، وفي أسوأ الظروف ، يبقى خلافا أو تنافرا أو تناحرا أو اقتتالا ، حتى .. (( وعلى إدانتنا له في هذه الحال )) لكنه يبقى بين أبناء شعب واحد وأمة واحدة ، لم يأتوا من خارج الجغرافيا الطبيعية ، ولا السياسية ، ولم يحتلوا أرض شعب آخر ..

هم أبناء الأرض العربية .. وهم من سكان ومواطني هذه الأرض ..

أي : لا يمكن أن تقارَن الأنظمة العربية في خلافها مع شعبها ، ولا بشكل من الأشكال ، مع النظام العنصري الصهيوني ..

لماذا ؟؟؟

لأن :

1 ـ الصهاينة ، شذاذ آفاق ، مرتزقة ، مغتصبون ، محتلون ، إرهابيون ، عنصريون .. بشهادة العالم كله ، باستثناء الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الأوربية ..

2 ـ الصهاينة ، أخلاط بشرية ، جمّعتهم الحركة الصهيونية الهرتزلية من أقطاب الأرض ، فاغتصبوا أرضا ليست لهم ، بمعونة البريطانيين ، التي أعطت ما لا تملك ، لمَن لا يستحق .. واستمروا في احتلالهم ، بدعم الأمريكيين ..

3 ـ الصهاينة ، قتلوا أصحابَ وأهلَ تلك الأرض وسكانها ، وهجّروهم وشردوهم في المنافي ، واغتصبوا ديارهم وأموالهم وأرزاقهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم .. " وصاروا يتباكون عليهم ، بأن دول الاستضافة لم تؤمن لهم ما يجب من خدمات " ..

إنه ، وإن كان في هذا كثير من الصحة ، إلا أن اللاجئين أنفسهم ، ودول الاستضافة عوّلوا على قرب عودتهم إلى ديارهم التي ينتظرونها منذ أكثر من ستين عاما ، وهم يحتفظون بمفاتيح أبواب بيوتهم ، ووثائق ملكيتها الشرعية ، أرضا وبيوتا ومزارع وبيارات .. ومع ذلك ، فهم يعاملون في سوريا مثلا ، معاملة المواطنين السوريين تماما ، في الحقوق والواجبات والتعليم والصحة والمناصب الحكومية وباقي مناحي الحياة ..

(( ريثما تنفذ الصهيونية القرار الأممي ، القاضي بوجوب عودتهم إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم ..)) ..

4 ـ الصهاينة ، لم يتوقفوا عن القتل والإرهاب طيلة وجودهم الاحتلالي ، وغير الشرعي فوق الأراضي العربية ..

فبالإضافة إلى حرب احتلالهم لفلسطين عام 1948 ، شنوا عددا كبيرا من الحروب ، وآلافا من الاعتداءات والمجازر الجماعية والفردية ، التي طالت المقاومة الفلسطينية وقياداتها في الأردن وتونس ولبنان وسوريا ، وفي كثير من دول العالم الأخرى .. كما طالت الأرض العربية المحيطة بفلسطين ، وشعبها ..

ففي عام 1956 كان الصهاينة الطرف الرئيسي ، ذا المصلحة الكبرى ، في العدوان الثلاثي على مصر ، لتقويض ثورة عبد الناصر ..

وفي عام 1967 ، شنوا حربا على ثلاث دول عربية ، واحتلوا ما مساحته أضعاف مساحة فلسطين المحتلة ، وبدعم القوة العالمية الكبرى " أمريكا " ..

فازداد عدد اللاجئين بمئات الآلاف ..

وبين عامي 1982 و 2006 شنوا حروبا واعتداءات بالجملة على لبنان واحتلوا جنوبه ، وهجّروا شعبه ، ودمّروا بنيته التحتية والفوقية ..

وحتى تاريخه ، ينتهكون سيادته يوميا ، برا وبحرا وجوا .. وتجسّسا أيضا ..

5 ـ الصهاينة ، ولولا قوة المقاومة الوطنية اللبنانية وصمودها ، ما انسحب " باراك " مهزوما من الجنوب اللبناني ، قاضما التلال والمزارع المتبقية ..

ولم يكن انسحابهم من الجنوب ـ كما يزعمون ـ تنفيذا لقرار أممي ..

لأن من سينسحب طوعا عام 2000 ، يجب عليه :

أولا : أن لا يكرر عدوانه وحربه ، عام 2006 ، على نفس الأرض التي انسحب منها ، ونفس الشعب الذي أجبره على الانسحاب ..

ولا ينبريَنَّ أحدٌ ليقول : (( كان عدوان 2006 ، على لبنان ردًّا على أسْر جنديين صهيونيين ، فقد كذبَّت ذلك الزعم الباطل ، لجنة فينو غراد الصهيونية ، وفندته تفنيدا ..)) ..

أي : هم كذبوا أنفسَهم .. وهم أدانوا أنفسَهم بالكذب والغش والخداع .. وهذه ليست ميزة في صالحهم ، بمقدار ما هي نوع من أنواع الصراع الصهيوني الداخلي ، وتصفية لحسابات داخلية ، جاءت " بنتنياهو " إلى الحكومة مع ، كومة من المتطرفين المجرمين القتلة ..

ثانيا : تأخـَّرَ تنفيذهم المزعوم للقرار الأممي قرابة 20 عاما ..

ثالثا : إن من تكون لديه رغبة " صادقة " في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، عليه أن يكون منصاعا لها دوما ، وينفذ جميع قراراتها الأممية ، وأن لا يستنسب منها ما يُجبَرُ على تنفيذه ، ويدّعي أنه نفذه ....

رابعا : مئات القرارات الأممية صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة ، لم ينفذ الصهاينة منها أي قرار ..

أكرر : أي قرار ..

بدءا من قرار التقسيم ، وقرار عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، وقرار عدم شرعية احتلال الجولان ، وقرار 1701 الذي يفرض على الصهاينة عدم التدخل في الشأن اللبناني ، وعدم الاعتداء عليه ....

والقائمة طويلة جدا .. وللاستزادة ، يمكن مراجعة أي مكتب من مكاتب الأمم المتحدة ..

6 ـ الصهاينة ، شنوا حربا مجرمة أخرى على غزة ، أواخر عام 2008 ، وكان شأنها شأن عدوانهم على لبنان عام 2006 .. فقد أعاد لهم التاريخ نفسه .. من حيث العدوان وأهدافه ونتائجه ومخططيه وداعميه والمروِّجين له ..

حتى تشابَهَ العدوانان كثيرًا ، في كل المواصفات السابقة ، والتي لا تخفى تفاصيلها على قارئنا العزيز ..

إني مع الشيطان ضد الصهيونية ..

إني مع كل من يعادي الصهيونية ، ويعمل على تقويض عدوانيتها واحتلالها وجرائمها ، ولست مع بعض العرب الذين هادنوا الصهيونية وسالموها ، واتفقوا معها ضد إخوتهم وأشقائهم ..

فقبضوا ثمنا تافها ، وكسبوا لعنة التاريخ وشعوبهم وأمتهم ..

لا أريد أن أقول في توصيف هؤلاء أكثر من ذلك ..

إن أي صراع أو نزاع أو خلاف أو اختلاف ، سطحي أو جوهري ، مصيري أو عارض ، مؤقت أو دائم ، طارئ أو مبرمج ، سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو طائفي أو مذهبي أو عشائري ، أو .... وفي أي بلد عربي ، في سوريا أو لبنان أو مصر أو الصومال أو اليمن أو الأردن أو العراق أو الجزائر أو السودان .... ، هو صراع داخلي محض .. ولو كانت له امتدادات إقليمية أحيانا ، وأحيانا دولية .. لكنه صراع داخلي بالنتيجة .. ويجب أن لا ينحرف بسببه سهم بوصلتنا عن عدونا الحقيقي المستفيد من تلك الصراعات وهو :

الصهيونية العالمية ، والنظام العنصري الصهيوني ، ومن يدعمهما ..

ويجب أن يعرف العرب من هو العدو الذي يهدد أمنه القومي بالترسانات النووية المعلنة والسرية التي يمتلكها الصهاينة ..

وقد استطاعت الصهيونية السياسية والإعلامية ، بدءا من " كامب ديفيد " وبالتحاف مع بعض أنصارها من العرب ، أن تحْدِثَ شرخا في مفهوم " العدو " ، واستطاعوا أن يخلخلوا معتقدات بعض المتأمركين ، ليحوّلوا بوصلة العداء من الدولة العنصرية الصهيونية ، إلى إيران ، بذرائع كاذبة خادعة ، لا تقل كذبا ولا خداعا ولا تضليلا ، عن ذرائع تدمير العراق بعد احتلاله ..

إن الكيان الصهيوني ، بتاريخه الدموي الإجرامي ، هو الدولة العنصرية الوحيدة التي قامت على دماء العرب وأرزاقهم .. وهم وحدهم ، وبالدعم الأمريكي ، الذين يهددون أمننا القومي ، إقليميا ، وعربيا .. ويهددون السلم العالمي بعدوانهم المستمر ..

وهنا ، سأرد على السؤال الخبيث التالي ، قبل أن يوجهه أحدهم إلي :

السؤال هو : هل إسرائيل هي من حاربت عراق صدام ثماني سنوات ، أم إيران ؟؟ ..

الجواب :

يعرف القاصي والداني مَن الذي شن الهجوم على إيران ، ثم على الكويت ، ومن الذي هيّأ له الغطاء السياسي ، والدعم المادي والعسكري .. ومن الذي دفع صدام لقتال إيران ، وذلك ، كي تنهيَ الدولتان المسلمتان الجارتان قوة بعضهما ، وتنشغلان بالعداوة والحرب ، عن الصهيونية ، وتخرجان من المعركة نهائيا طيلة تلك الفترة ، لتقرَّ عين الصهيونية ، ويهدأ رجيفها ، ولاسيما بعدما دمرت طائراتهم المعتدية ، المفاعل النووي العراقي ..

ثم احتلت أمريكا أفغانستان ، والعراق ، كي تحقق للصهيونية مصالحها في الأمن ، فدمرت البلدين ، وأعادت العراق إلى القرون الوسطى .. مع قتل أكثر من مليون مواطن عراقي .. وتشريد الملايين ، وزرع الفتن ، وبذور التقسيم ، ودعم الميليشيات المجرمة ، ( حيث وجدت وبرزت ونشطت مع وجود الاحتلال الأمريكي ودعمه لها ) ، والتي تغذي النار الطائفية ذات التربة الخصبة في مثل هذه الحالة ـ مع الأسف ـ ..

(( أي شنت أمريكا عدوانها على العراق نيابة عن الكيان الصهيوني ، واعتدى الكيان على لبنان عام 2006 نيابة عن أمريكا ، في سبيل تحقيق مشروعها " الشرق ألوسط الكبير " ، فالمسألة توزيع أدوار بين الدولتين المعتديتين .. )) ..

وسيقال هنا كلام آخر ، تعليقا على كلامي ..

لكني أقول :

ليس من مصلحة عدوك أن ينصحك أو يقول فيك كلاما طيبا ..

ونحن نعرف عدونا جيدا .. وبوضوح ..

إنه الكيان الصهيوني ، بإعلامه وأبواقه وأدواته وعملائه والمستسلمين له ، والمهادنين ، والبين بين أيضا ، وفي كل زمان ومكان .. فليقولوا ما يشاؤون ..

وإذا كان هؤلاء ، وباستخدامهم بعض التراكيب اللغوية الجوفاء مثل : (( اطلعوا منها ، ومن فمك أدينك ، وسأحاربك بسلاحك ، وسقطت ورقة التوت ... الخ .. )) يعتقدون أنهم يمكن أن يمحوا ذاكرتنا ، أو يستأصلوها ، لننسى جرائمهم وفظائعهم ، فهم واهمون ، وعبثا ما يفعلون ..

فما ارتكبوا من إجرام ووحشية وقتل وتشريد واغتصاب أرض وحقوق ، كان كل الشعب العربي ضحية لها ، فلا يمكن أن ينسى أحدٌ من كل الشعب العربي ، ذلك الإجرام غير المسبوق ..

لكن ، يمكن أن نضمد جراحاتنا ، بسلام عادل ، إذا كان يعيد الحقَّ لأصحابه الشرعيين ، والأرضَ والممتلكات ، ويعود اللاجئون إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم ومزارعهم ، ويعطون التعويض المناسب لأكثر من ستين عاما من الظلم والتشرد .. ويكون لهم الحق بقيام دولتهم الحرة المستقلة على أراضيهم ..

وردا على هؤلاء المتفذلكين المتشدقين ، أقول :

إن أي نظامَ حكم ٍعربي وسوري تحديدا ، يعادي الصهيونية ، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه في حريته وسيادته واستقلاله ، وحقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة ، هو النظام الأمثل بالنسبة لنا ، بالرغم مما يحاوله الصهاينة ، في بث بذور النعرات الطائفية وتنميتها بالمذهبية هنا وهناك ..

إن الأقلية التي تحكم بلدًا ما ، وتحقق مصالح شعبها بوطنية وإخلاص وجرأة ومسؤولية عالية ، أفضل ألف مرة من أكثرية تكون عكس ذلك ..

وإذا كان الفلسطينيون قد تعرضوا لما تعرضوا له ، في بعض الأقطار العربية ، على حد زعم أحد " الشعراء المصريين " ـ ولست متأكدا من هذه المقولة المنقولة عمن لا يوثق بروايته ـ فهو اقتتال بين إخوة البيت الواحد لاختلاف الرؤى والسبيل ..

بدليل أنه :

لم تـُمَسَّ الجاليات اليهودية في هذه البلدان .. ولم تتعرض مصالحهم لأي ضغط أو تهديد أو تضييق ، ولم يتعرضوا لما يتعرض له الفلسطينيون أصحاب أرض فلسطين فوق أراضيهم من جيش الاحتلال .. فلا مجال للمقارنة التي يجريها بعض أولائك ..

فالذين يتباكون خديعة وخداعا ، على الفلسطينيين الموجودين في بعض الأقطار العربية ، كان الأوْلى بهم ألا يغتصبوا أرضهم ، وألا يطردوهم منها ، وألا يهجّروهم ويخربوا ويجرفوا بيوتهم لإقامة مستوطنات تؤوي صهاينة ، يُستجلبون من أقاصي الأرض ، على حساب أصحاب الأرض ومواطنيها الشرعيين وسكانها الأصليين ..

وإذا سلمنا جدلا بسياسة الأمر الواقع المفروض ، بما تمَّ من احتلال وتهجير ، فلماذا لم يستجب الصهاينة لتنفيذ قرارات الأممية الشرعية الدولية ، بخصوص حق اللاجئين في العودة إلى أرضهم وديارهم ؟؟

ألم يتشدق الصهاينة بالشرعية وتنفيذهم لها ؟؟!!

إنه ، لم تسْلمْ من الدولة الصهيونية ، حتى السلطة الفلسطينية التي هادنتهم .. فقتلوا عرفات ، ودمروا فوقه مباني المقاطعة قبل أن يقتلوه .. وها هم الآن ، بانكشاف كذبهم بالسلام وتمسكهم بالمستوطنات ، يُوصِلون محمود عباس إلى حافة الهاوية ، محشورا في الزاوية الضيقة ، مع خيارات له محددة جدا ، أحلاها علقم ( حسبما نسمع ) :

فعليه القبول بما يفرضونه عليه ..

أو الاستقالة ..

أو الانتحار السياسي ، هروبا من مواجهةٍ مع شعبه وقياداته ، الذين انخدعوا بمشاريع استسلامية وهمية ، فوجدوا أنفسهم في سراب من الوعود المعسولة الكاذبة ..

إن الكيان الصهيوني ، بأخلاطه وجنسياته وعروقه وأجناسه المتعددة ، كيان عنصري النشأة ، عدواني السلوك ، استيطاني الغاية والهدف ..

ولأنهم كذلك ، نراهم يتحدثون " بالعِفـَّة والبراءة والشرف " في كل مناسبة تتاح لهم هنا وهناك ..

الأحد ـ 12/12/2010