الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

قال : ويكيليكس .. وشو يعني ؟؟


يبدو أن وثائق ويكيليكس التي نشرت هذه المرة ، صحيحة ، وفعالة ، وذات تأثير ، حتى فعلت فعلها في بعض ردود الأفعال السابقة على نشرها ، واللاحقة ..

وإذا كان رد الفعل السلبي أو الإيجابي ، لاحقا لنشرها ، فكيف يكون رد الفعل سلبيا عليها ، قبل نشرها ؟؟!!

أليس التساؤل مشروعا ؟؟

لقد بدأ الإعلام الأمريكي الرسمي وغير الرسمي ، يهاجمها ، ويحذر من أخطارها ، ويتباكى على أشخاص قد يصيبهم أذى من وراء ذلك ، كما بدأت تمهّد لحفظ ماء وجهها ، إزاء الفضائح التي ستنشرها الوثائق ..

وهنا لا بد من التنويه ، إلى أن الإدارة الأمريكية ، تعرف تماما الأفعال والجرائم التي ارتكبتها ، وما زالت ترتكبها يوميا بحق شعوب العالم ، وتعرف مسبقا ، كم من الحرج سيسببه لها نشر الغسيل على أسلاك الشبكة العالمية ، لتصبح في متناول الجميع ..

أي ستصبح الفضيحة " فضيحة بجلاجل " ..

أمريكا ، إذن ، لا تخجل من ارتكاب الجرائم ، وافتعال المؤامرات والدسائس ، إنما تخجل من الفضيحة !!

ويا حرام كم ستحمرُّ خدود الوزيرة الشقراء السيدة كلينتون ، خجلا من أفعال إدارتها وجرائمها .. وكم ستشعر بالحرج على مشاعر أصدقاء حكومتها ، وعملائها ، ومأجوريها في العالم ، وكم ستحزن لو تضرر بعض الأشخاص أو تعرضت حياتهم للخطر ، بسبب " جريمة " نشر الوثائق إياها !! ..

وإذا كان الخجل هذا ، سيظهر احمرارا على خديْها الأتلعيْن ، فكيف ستظهر حمرة الخجل على وجه الوزيرة السابقة " السمراء " كونديليزا رايس ؟؟

هذا إذا كانت ـ بالأساس ـ تخجل ، أو عندها مشاعر " متخلفة " من هذا النوع " غير الحضاري " من المشاعر " البدائية " ..

وقد ارتكبت هي وإدارتها ورئيسها ما ارتكبوه على مدار ثماني سنوات ، من تنفيذهم لشعار : مَنْ ليس معنا ، فهو ضدنا ..

إنها من أكثر الإدارات إجراما في التاريخ الأمريكي ، منذ أن تأسست أمريكا على جثث مواطني سكان القارة الأصليين .. وإن كنت أجزم ، بأن جميع ، أقول : جميع الإدارات الأمريكية السابقة والحالية واللاحقة ، هي الأكثر إجراما بحق شعوب العالم قاطبة .. وسيسجل لها التاريخ ذلك ، بأحرف مكتوبة بالريش الذي تطاير من فوق رؤوس الهنود الحمر حين أبادوهم ، فيما يسمونه كذبًا وخداعًا " حرب التحرير " ..

وقد جاء رد الفعل الأمريكي ، اللاحق على النشر بما يشكل اعترافا صريحا بما ورد في هذه الوثائق ، على جسامته وخطورته ..

فالإدارة الأمريكية لم تنفِ ، ولم تكذب أي خبر ورد في الوثائق ، بل ، كررت نغمة التباكي ، وذرف دموع التماسيح ، والتحذير من المخاطر التي سيسببها إحراج حلفائها وأصدقائها ، بعد افتضاحهم ، وافتضاح تواطؤهم ، ومشاركتهم في التحريض والدس ، بما كشف المستور ، وأسقط ورقة التوت ، على مبدأ : من فمك ، أدينك ..

لقد نسي هؤلاء العملاء ، الذين يحالفون أمريكا ضد مصالحهم ومصالح أمتهم أنهم ممتهـَنون وصغار جدا ، في ميزان السياسة الأمريكية ، الذي يَعتبر أن :

أمنَ العالم قاطبة ، من أمن إسرائيل ..

فأين وجودهم ، ومكانتهم ، ودورهم ، وزعاماتهم ؟؟!!

إنهم يمتهنون العَمَالة فقط ، كي يكونوا أصحاب حظوة عند " أولبرايت ، وكوندي ، وهيلاري " .. وقد نالوا أجرهم منهن ، ولم يبق لهم من الحق على أمريكا ، سوى أن يحمرَّ خدّا السيدة هيلاري لأن الوثائق أحرجتهم ، وسوّدَت وجوههم ..

لكني أرى أن السيدة كلينتون مبالغة في انحراجها من أصدقائها ، لأنهم ، لا يبدو عليهم التأثر أو الانزعاج من كل تلك الآلاف المؤلفة من الوثائق ، ولو كانت كلها تدينهم بالدليل القاطع ..

وماذا يعني ذلك لها ؟؟!!

إن الإدانة تكون ذات قيمة فعلية ، إذا كان هناك من يسائل هؤلاء ، أو يحاكمهم ..

أما والحال هي ما نحن عليه ، فإن ( ستين ألف إدانة بخيط ) ..

قال ويكيليكس ، قال ..

وشو يعني ؟؟؟؟؟؟ " على قولة غوار الطوشة " ..

الثلاثاء ـ 30/11/2010

الأحد، 28 نوفمبر 2010

لهذه الأسباب ، أحب لبنان وأكتب عنه

قبل أيام قليلة ، نشر موقع " إيلاف " مقالا ، يتضمن إجابات عدد من الصحفيين العرب ( من غير اللبنانيين ) ، الذين يهتمون بالشأن اللبناني عبر كتاباتهم ومقالاتهم ومتابعاتهم ..

وكان السؤال الذي وُجّه إليهم ، منطلِقا من المقولات التالية :

لماذا تهتمون بلبنان ، وتكتبون عنه يوميا ، وتتابعون أحداثه لحظيا ؟؟

ألا يوجد في بلدانكم ما تكتبون عنه ؟؟

هل تحلحلت كل المشاكل عندكم وصار الجميع في أمان ، وما بقي غير لبنان ومشاكله وصراعاته ؟؟!!

لم يكن ذلك ، صيغة دقيقة للسؤال المطروح على كتـّاب الصحافة ، لكنه بهذا المضمون ..

وحين قرأت عددًا من إجاباتهم ، تولدت عندي فكرة إجابة أخرى ، يمكن أن تضيف شيئا لتلك ..

لماذا أكتب أنا عن لبنان ؟؟

1 ـ إن تاريخ لبنان المعاصر هو عبارة عن حالة مكثفة من تاريخ المنطقة كلها .. ولم يأخذ هذا التاريخ طابعه الخاص إلا بعد الاستقلال ..

وكل التاريخ اللبناني السابق ـ وكان جزءا من تاريخ المنطقة ككل ـ كوم ، وتاريخ لبنان منذ الاستقلال للآن ، كوم آخر ..

2 ـ من لا يفهم تاريخ لبنان ، لا يفهم تاريخ المنطقة ، ولا يستطيع السير في ممراتها وزواريبها ..

3 ـ من يفهم تاريخ لبنان ، بنزاعاته وصراعاته وتحالفاته وأحزابه ودياناته ومذاهبه ، يفهم تاريخ العالم ..

4 ـ قال نزار قباني : لولا المرأة لكان العالم صورة بالأبيض والأسود ..

ولولا لبنان ، لكان الوطن العربي صورة بالأبيض والأسود .. الكالح ..

5 ـ لبنان وحده ، له قوس قزحه الخاص ، وصورته مزركشة بجميع الألوان الأساسية والفرعية ، والحارة ، والباردة .. ومشتقاتها ..

6 ـ إذا سخن الجسدُ اللبناني ، أو ارتفعت حرارته درجة واحدة ، يحسُّ بها العالمُ كله ، فترتفع درجة حرارته عشرة أضعاف .. وفي طرفة عين ، يندفع بحثا عن علاج لها ، قلما تشفيه .. وعلى الغالب يسبب له عاهة دائمة ..

7 ـ نحن نكتب تعبيرا عن قلقنا ، من انفجار برميل المتفجرات الذي يحتوي على ثلاثة آلاف صاعق ـ كما قال نجاح واكيم ـ ..

لأنه إذا انفجر ، ستتناثر شظاياه في دائرة ، قطرها خط الاستواء .. الأعوج ..

8 ـ نكتب ، وكأننا نتبارى مع اللبنانيين أنفسهم ، فيما يتميزون به ، من فصاحة كلامية وخطابية وكتابية ، تملأ الدنيا على مدار الساعة .. المتوقفة ..

9 ـ في لبنان ، ما ليس في أي بلد عربي آخر ..

أحداث ، وأحداث تتولد عن الأحداث ، وأحداث تغيب وأخرى تظهر ، ومشاهد تتنوع ، بتنوع الطبيعة ومكوناتها البشرية والحضارية ، وما توصَّل إليه عِلمُ العالم ، وما لم يتوصل بعد ، وكأننا نشاهد حلقات مسلسل " وادي الذئاب " بأجزائه كلها ، وبحلقاته كلها ، دفعة واحدة ، وفي جلسة واحدة .. وعليكَ أن تفهمَ ، وتستخلصَ العبر والنتائج وتتابع مجريات الأحداث ، ومَنْ يترصّدُ مَنْ ، ومَنْ قتلَ مَنْ ..

إذا كنت قادرا ، وإذا استطعتَ أن تفهمَ شيئا .. من لغته الأصلية ..

10 ـ كل الأعمال الفنية ( في السينما والمسرح والتلفاز .. و .. ) ، يكون عنصر التشويق هاما ومؤثرا في نجاحها .. وأحداث لبنان كأنها فيلم سينمائي مشوِّق جدا ، ودائم العرض ، في كل الأوقات الظروف ، ويناسب جميع الأعمار والأديان والمذاهب والأحزاب .. والجميع ممثلون فيه ..

11 ـ في لبنان وحده ، تكسيرٌ يومي لروتين السياسة ومجرياتها ، مما يجعلكَ تجري لاهثا وراء خبر من هنا ، أو تعليق من هناك .. وما أكثرها .. بالنكهة السفرجلية ..

12 ـ قليلة هي الأحداث التي تثير دافعيتك للكتابة عنها خارج الدائرة اللبنانية ..

وإن وُجدَتْ ، فالمحاذير كثيرة والخطوط الحمر أكثر ..

14 ـ تكتب عن لبنان وأنت مرتاح البال ، ومطمئن ..

فلا يسألك أحد منهم : لماذا تتدخل في شؤوننا ؟؟ ولماذا قلتَ : كذا ؟ أو لماذا لم تقل كذا ؟؟

فمهما كتبتَ ، لن تكون كتابتك أكثر مرارة أو تأثيرا مما يقولونه ويكتبونه في وسائلهم .. وبدون محاذير ، ولا خطوط حمر .. ولا مساحيق ..

15 ـ في لبنان وحده ، تشاهد سياسة حافة الهاوية في الأسبوع مرة على الأقل ..

فتجري الأحداث وتتسارع ، بإثارة تفوق ما يُعرَض في أضخم أفلام الإثارة والرعب .. إلى درجة تحبس معها أنفاسَكَ ، ويصير قلبُكَ في كفكَ جزعًا عليهم ، وقلقا على مصيرهم ، وأنتَ تراهم ينزلقون من الحافة إلى الهاوية ، ثم لا تلبث أن تعود إلى هدوئك ، وأنت متيقن أنك كنت ترى حلمًا ، أو مجرد فيلم .. ليس إلا .. ( ونتمنى أن تبقى سياسة حافة الهاوية محدودة بهذا النطاق ، فلا تتجاوزه أبدًا .. )

16 ـ إنك إذا كتبتَ عن لبنان ، فكأنكَ تكتب عن العالم بدوائره المختلفة ، وتأثيراته المتنوعة ، واستقطاباته المسموحة والمحظورة .. وما بينهما ..

17 ـ في كل مكان من العالم ، لكل شيء ثمن .. يُضاف إليها في لبنان : وعلى المكشوف ..

18 ـ في أي مكان من العالم ، إذا استيقظتَ من نومكَ ، فلن يكون تساؤلكَ المباشرُ والأولُ : ما الذي جرى حولي وأنا نائم ..

في لبنان ، أول ما تستيقظ ، تتساءل فورا : كم من الأحداث حَصَلتْ خلال نومي ؟؟

19 ـ في لبنان ، لكل حديث ومقال ومقابلة وخبر وتقرير .... أسباب ، ودوافع ، ورسائل موجهة ، ونتائج منتظرة .. وتسعيرة بالعملة الأصعب ..

20 ـ في لبنان السياسي ، الكل يحكي على الكل .. والكل يتهم الكل .. والكل يترصّد الكل ، وللكل مآخذ على الكل .. والكل ينام بعين واحدة .. على الأكثر ..

وفي المواقف السياسية ، الكل يتجرأ على الكل .. حتى خط الهدنة الوهمي ..

21 ـ في لبنان ، تتجسّدُ " السياسة المسلحة " بأبهى صورها ، للتعبير عن المواقف حين يعجزون عن الكلام .. الهادئ ..

22 ـ في لبنان ، مناصب رسمية تسمى : رئيس جمهورية سابق ، ورئيس مجلس نيابي سابق ، ورئيس مجلس وزراء سابق ، ووزير سابق ، ونائب سابق .. مع حفظ الألقاب ..

24 ـ في لبنان ، لا يمون سياسي على سياسي ، ولا مسؤول على مسؤول ، إلا وفق معطيات سياسية وطائفية محددة ، وموزونة .. بميزان الذهب ..

25 ـ نكتب بملء راحتنا عن لبنان ، ونكون أصدق ما نكون مع أنفسنا ، ومنسجمين مع كتاباتنا وآرائنا وأفكارنا ، فلا نحسب حسابا لمقص ، ولا لرقيب ، ولا سين ، ولا جيم ..

26 ـ في الكتابة أو الحديث عن لبنان ، نفعل مثلهم .. فنسمي الأشياء بمسمياتها ، بلا حرج ، ولا تردد .. ولا هم يحزنون ..

27 ـ في لبنان وحده ، رئيس الجمهورية لا يملك تنفيذ صلاحياته إلا بالتوافق ، ولا يَحكم إلا بالتوافق ، ولا يكون " فخامة الرئيس " إلا بالتوافق .. الداخلي والإقليمي والدولي ..

28 ـ كل العالم ، بحكوماته وشعوبه ومنظماته ومؤسساته وشركاته وأجهزته ، له مصالحه في لبنان ، وكلهم ، يجد فيه ضالته .. بيسر وسهولة ، وبخيارات متعددة .. وأسعار تنافسية ..

30 ـ في لبنان ، يلتقي الجميع ، ويختلف حوله الجميع ، وينام الجميع فيه ، واقفين ..

31 ـ لبنان وحده انتصر على العدو الصهيوني نصرا جليّا ، وحرّر أرضه بالرعب من إيمانه وعقيدته ، وحجّم عدوّه جاعلا " أربعته في بطنه " ..

32 ـ لبنان وحده ، كانت قوته في ضعفه ، لكن الإرادة فعلت فعلها فيه ، فصارت قوته في جيشه وشعبه ومقاومته .. وضعفه ..

33 ـ لبنان وحده في خاصرة سورية ، جغرافيا ، وفي قلبها سياسيا ، واجتماعيا .. وعاطفيا ..

34 ـ في لبنان وحده ، وُجدَ الفن بكل أنواعه وتياراته ، من أقصاه إلى أقصاه .. ولكل نصيب .. ولكل دوره .. على مسرح بمساحة 10452 كم2 ..

35 ـ في لبنان وحده ، تنقسم العائلة الواحدة ـ سياسيا ـ إلى تيارات وفصائل وأحزاب ، وقد تصل حد التناقض والتنافر والتناحر .. إذا اقتضت المصلحة ذلك ..

36 ـ في لبنان وحده ، يمكن أن تتلمَّسَ الساخن والبارد على سطوح واحد .. وفيه وحده ، ينقسم المجتمع إلى فصيلين كبيرين متناقضين متنوعين ، ولكل منهما أدواته وأعضاؤه وأنصاره ومحازبوه .. وشعاراته ..

وكل منهما يريد مصلحة لبنان وأمنه وسلامته وحريته .. واستقلاله ..

37 ـ لبنان وحده ، له "جسم لبِّيسٌ " ، تتفصّل له الأزياء وتـُخاط ، في عواصم العالم قاطبة ، حسب الفصول والأوقات .. والمناسبات الرسمية ..

38 ـ لبنان وحده ، دوما يحتاج لشخصية " راجح " ، ليتسلى بها الناس ، وهم يمارسون الحياة على هواهم .. وكأن شيئا لم يكن .. يعنيهم ..

39 ـ كثيرون يتعصّبون للبنان ، وكثيرون يتعصّبون منه ، لكن الجميع يحبّون دفءَ شمسه .. ويخافون ضربتها .. المفاجئة ..

40 ـ عشتم ، وعاش لبنان ، وعاشت أمة يلوذ بها ، فلا تتنكر له ..

الأحد ـ 28/11/2010

السبت، 27 نوفمبر 2010

كل محكمة دولية وأنتم بخير

تسارعت في الأيام الأخيرة ، المواقف اللبنانية والإقليمية والدولية من المحكمة الخاصة ، مع شائعة قرب صدور قرارها الظني المشؤوم ..
فبعد الكشف عن الدور الصهيوني التجسسي على شبكة الاتصالات اللبنانية بشقيها الخليوي والأرضي ، والوصول إلى قرائن وأدلة قاطعة ، تدين المخابرات الصهيونية في أعمال القرصنة التي مارستها على هذا القطاع ، بالتعاون مع الأشخاص اللبنانيين الذين اعتقلوا متلبسين بالجرم المشهود في خيانتهم لوطنهم وتعاملهم ضده مع العدو الصهيوني ، جاءت تصريحات فيلتمان للصحفي والناشط الأمريكي فرانكلين لامب ، التي قال فيها :
" إن المحكمة الدولية هي الحرب السادسة الأمريكية الإسرائيلية ضد حزب الله ..
وحين كذبت السفارة الأمريكية في لبنان ذلك ، استضافت قناة المنار الناشط الأمريكي " لامب " فتحداهم بمواجهة فيلتمان والسفارة الأمريكية معا ليثبت لهم صدقه وأكاذيبهم ..
وقال فيلتمان في مكان آخر مخاطبا " كونيلي " :
شاهِدينا ونحن نمزق حزب الله بألف ضربة بطيئة .. سنمشي في الطريق لآخره ..
وأضاف : طلبتُ من إسرائيل أن تبقى بعيدة لأنها لا تستطيع القضاء على حزب الله .. ونحن سنتكفل بذلك ..
ثم جاءت اعترافات كل من المجرم الصهيوني ليبرمان وزير خارجية الكيان ، ورئيسه المجرم الأكبر قاتل أطفال قانا ، بيريز ، التي أكدا فيها " تعاونهما الوثيق مع المحكمة الدولية ، وتقديمهما الأدلة والبراهين التي تثبت قيام حزب الله ، وسوريا ـ ممثلة برئيسها ـ في تنفيذ قتل الحريري " ..
وهذا اعتراف صهيوني أيضا ، بدورهم التجسسي على شبكة الاتصالات اللبنانية ..
حقا .. " يا له من تعاون صادق وبريء وشفاف وموضوعي ، يصب في عين الحقيقة " !!..
أليست تلك الوقائع والاعترافات الصهيو ـ أمريكية ، دليلا قاطعا آخر على ارتكابهم الجريمة ؟؟!!
ألا يسمع العالم ذلك ؟؟
ألم يسمع بعض الأشقاء اللبنانيين الذين ما زالوا يتمسكون بالمحكمة ـ الخشبة ؟؟!!
أي عدالة ينتظرون من محكمة باتت أمريكا والكيان الصهيوني أحرص على وجودها من صاحب الدم نفسه ؟؟!!
يُقال عن حالة كهذه : لـَيَكاد المجرم يقول : خذوني ..
وها هو المجرم يصرّح ويجأر بأعلى صوته قائلا :
ها أنذا القاتل المجرم ..
لكن أحدا لا يريد أن يصدقه ..
فلو تجاهلنا مواقفهم الرافضة للأدلة والبراهين التي عرضها أمين عام حزب الله ، وحسبناها لهم ضمن باب المناكفات السياسية ، والمواقف التجاذبية القائمة بين التيارين السياسيين اللذين ينقسم تحتهما الشارع اللبناني وسياسيوه ..
فما قولهم وما موقفهم من تصريحات الساسة الصهيو ـ أمريكيين ، ولو كنا نراهم في صفهم ، ومن ضمن أدواتهم الرخيصة ؟؟ ..
باختصار ، أصِفُ مواقفهم بتعبير : إنها عنزة ولو طارت ..

من ناحية أخرى ، تناقلت الأخبار الصحفية اليوم تفصيلاتٍ أخرى ، فحواها ، ما يلي :
أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أبلغ الرئيس السوري ، في قمّة دمشق ، في 16 تشرين الثاني :
أن رئيس الحكومة سعد الحريري مستعدّ لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية والقرار الظني ، يلاقي هواجس سوريا وحزب الله ، من استهداف سلاح المقاومة ..
وأن الحريري أكثر استعداداً للذهاب إلى أبعد من الموقف الذي كان قد اتخذه في 6 أيلول ، عندما برّأ سوريا من اغتيال والده، واعترف بوجود شهود الزور .
وكشف الرئيس اللبناني أيضًا :
أن رئيس الحكومة أفصح له عن هذا الاستعداد ، إلا أنه يحتاج إلى مَن يأخذ بيده إلى هذا الخيار ويساعده ، لا أن يستفزّه ويمارس عليه ضغوطا ..
وقال سليمان للأسد : إن الحريري غير قادر، بمفرده ، على اتخاذ قرار بذلك يعدّه مكلفاً بالنسبة إليه ، ولذا يريد غطاءً سعودياً يقيه مفاعيل التخلّي عن القرار الظني والمحكمة الدولية بذريعة تسييسهما ، ويفضّل أن يكون ذلك من ضمن تسوية سعودية ـ سورية ترعى هذا التوجّه ، فيشارك في وضعها موضع التنفيذ ..

وكان رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي ، النائب وليد جنبلاط قد حمل هذا الموقف ، نقلاً عن الحريري ، إلى المسؤولين في دمشق في 9 تشرين الثاني ، مؤكداً استعداد الحريري للتخلي عن موقفه من القرار الظني والمحكمة الدولية ..

وتطابَقَ ما حمله الرئيس سليمان ووليد جنبلاط مع ما كان سمعه الرئيس السوري من عبد العزيز ، في آخر لقاء جمعهما في دمشق ، قبل مرض والده الملك ، وهو أن رئيس الحكومة اللبنانية سينفّذ إرادة الملك عبد الله في أي تسوية يبرمها مع الرئيس الأسد ..

وقد جئتً بهذه المقتطفات والمواقف تأكيدا إلى ما ذهبت إليه آنفا ، من أن صاحب الدم بات " مقتنعا " بدور المحكمة التخريبي المسيَّس ، الذي لا يستهدف كشف الحقيقة في مقتل والده ، بمقدار استهدافه سورية ولبنان والمقاومة وسلاحها والسلم الأهلي ، خدمة للمصالح الأمريكية الصهيونية ..
وربما ، أقول : وربما ، جاء في هذا السياق ، تصريح الحريري قبيل سفره إلى إيران :
" بأنه لم يسبق أن اتهم حزب الله بجريمة قتل والده " ..
وكان الحريري نفسه ، قد برّأ سورية من تلك الجريمة في تصريح سابق له ، لجريدة الشرق الأوسط ..
لكنه " يحتاج " إلى " غطاء " ..
وأي غطاء ؟؟ ولماذا ؟؟ وممن ؟؟ وكيف ؟؟
تلك أسئلة لا أملك لها جوابا ..
لكني أقول :
ـ لا أظن ، ولا أريد ، أن يكون الحريري ، فخورا أو سعيدًا بمساهمة " إسرائيل " في الكشف عن قتلة والده ..
ـ السيد كريم بقرادوني يرى ، وأشاركه رأيه ، فلا أظن ، ولا أريد ، أن يكون الحريري راضيا عن أن يكون القرار الاتهامي ـ إذا ما قبله ـ ، نقطة النهاية السياسية الحتمية بالنسبة له على صعيد لبنان والمنطقة ..
ـ لا أريد للحريري ـ إذا صدق ما نـُقلَ عنه ، وورَدَ على الشريط الإخباري لقناة لبنانية معارضة ـ أنه :
في أسوأ الاحتمالات ، يستقلُّ طائرته ويغادر البلاد ، ويظل رئيسا للحكومة خارج البلاد ، حتى نهاية الفترة الدستورية للمجلس النيابي الحالي ، فهم لن يقدروا على إسقاطي ..

فإذا جُمعتْ تلك الحصيلة كلها ، مع مواقف وليد حنبلاط وسليمان فرنجية وميشيل عون بضرورة التخلي عن المحكمة ومفاعيلها ، وأخذت طريقها إلى التنفيذ العملي المرهون باتفاق سوري ـ سعودي ، تكون الحصيلة فشلا آخر ، للمشروع الصهيو ـ أمريكي ، ونصرا آخر حقيقيا وكبيرا ، يحققه صمود لبنان وشعبه ومقاومته ، لتجنب هجمة إجرامية جديدة ، وفصل من فصول سيء الذكر " الشرق الأوسط الجديد " ، الذي يريدونه على مصالحنا الوطنية والقومية ، وعلى أشلاء أطفالنا ، ودماء أبريائنا ..

مرة أخرى أقول مع الشاعر العربي إبراهيم اليازجي :
تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العربُ
فقد طمى الخطبُ حتى غاصتِ الرُّكبُ

كل محكمة وأنتم بخير ..

السبت ـ 27/11/2010


الجمعة، 26 نوفمبر 2010

موقف لحظة .. الرأس والذنب والوسام المستحق

قبيل الغزو الأمريكي الإجرامي للعراق عام 2003 ، شاهدت صورة تناقلتها المواقع الإلكترونية في ذلك الوقت ، يظهر فيها حاملة طائرات أمريكية في مياه الخليج العربي ، مدججة بكل مظاهر القتل " الحضاري " ، وعليها عبارة بالإنجليزية من كلمتين ، فهمت كلمتها الثانية : العراق ، ولم أفهم معنى الكلمة الأولى ، المؤلفة من أربعة أحرف ، أولها "F " ..
وحين عرفت معناها ، أدركت الشر المستطير الذي ينتظر العراق وأهله وأرضه ومقدراته ، وعرفت ، كم هو " نبيل " ذلك الغزو البوشي الهمجي القذر ، الذي جيِّش العالم " المتحضر " ، وحشده ، لاغتصاب الأرض وخيراتها ، ولقتل شعب آمن ، أنهكه الجوع والحصار والمرض ، ويبعد عن أمريكا مسافة ضوئية ..
وكل ذلك ، بغطاء دولي أممي لا يقل قذارة ودنسا عن الغزو نفسه ..
وفهمت أيضا أن السياسة المسلحة ، سياسة .. لها حجم ومقاييس ووزن وشكل ولون وطعم ورائحة .. وتتصف بصفات كل المخلوقات الآدمية ، أعضاء وشكلا ومضمونا ..
إلا أنها تختلف عنهم في شيء واحد فقط :
فهي تتمتع بذنـَبٍ طويل ناعم أملس أو ، كما يُقال : " حلس ملس " ، ليس له نظير عند الآدميين ، والحمد لله ..
ولذاك الذنب العجيب ، وظائف متعددة ..
فهي وإن كانت ـ تلك الوظائف ـ تلتقي في الهدف والمصير والغاية ، مع بقية الأذناب التي خلقها الله لمخلوقاته الأخرى ، إلا أن الذنب العجيب ذاك ، له فضائل أخرى ، كثيرة وهامة وعملية وضرورية ، تتناسب مع جميع الأجناس والمقاسات والأحجام ، والمراحل العُمْرية ، وتناسب جميع الفصول ، وكل الصرعات والصراعات ، والتقليعات والمساحيق ، والأزياء الداخلية والخارجية ..
وقد استحق بوش على ما فعله ، ذلك الوسام ( الزيدي ) ، المرصع بكل ما في الكون ، من حقد وكراهية وغضب دفين في صدور الأمهات الثكلى ، ممزوجا بطهر ونقاء الشعب العظيم الصابر ، ليتلقاه بوش ، محني الرأس والهامة ، ذليلا ، منكفئا ، يحاصره عار الهزيمة ، وانكسار الهدف ، وخِسّة الأداة .. لاعقا مرارة صنيعه وصنيع والده من قبله ، على مر ثلاثين سنة عجفاء ، أصابت العراق في مقتل شنيع ، لم يستفد منه إلا أعداء العراق ، وأعداء أمة العراق ..
لكن شمس الحضارة الحقيقية لن تغيب ، وإن حاول أعداء الإنسانية تغييبها ، أو إخفاءها عبثا ..
أما آن الأوان أيها الإخوة ؟؟

الجمعة ـ 26/11/2010

الخميس، 25 نوفمبر 2010

أين وزير الخارجية اللبنانية ؟؟؟

ليس من عادة الوزراء في لبنان أن يغيبوا عن ساحتهم بهذا القدر ..

وليس من عادة وزراء الخارجية ، أن لا يكون لهم صوت ، أو تصريح ، أو تعليق ..

فكيف إذا كان وزير خارجية لبنان ؟؟!!

فلم أره مودِّعا أو مستقبـِلا إلا ما ندر ..

ولم أره زائرا إلا ما ندر أيضا ..

ولم أره نجما متحدثا على الشاشات المحلية اللبنانية ، ولا العربية ولا العالمية ، لا الخاصة منها ولا المستولى عليها حكوميا بشكل أو بآخر ..

ولم أره يرافق رئيس الجمهورية في أسفاره ، وحِلـِّه وترحاله ..

ولم أره يرافق سعد الحريري ، رئيس الوزراء في موسكو ، ولا قبلها ، ولا بعدها ..

ولم أره في استقبال نائب رئيس الوزراء القطري ..

ولا في استقبال رئيس الوزراء التركي ، ووزير خارجيته المبسوط دائما ..

ماذا يفعل إذن وزير الخارجية ؟؟

أو : ما هو عمله الأساسي ؟؟

أليس أداء الواجبات الديبلوماسية ، ومراسمها في الاستقبال والتوديع ، والتصريح والرد على التصريح ؟؟!!

لماذا لا نرى هجوم الإعلاميين والإعلاميات عليه ، بوجوههم النيرة ، وميكروفوناتهم المزركشة ؟؟

في حين بتنا نعرف المئات من النجوم السياسيين المتحدثين 24/24 من سياسيي الصف الأول وحتى الثاني عشر ، الذين نتصبَّح بهم ، ونتمسّى ونسهر معهم ، ونراهم في أحلامنا كالكوابيس الوردية المتطهرة ..

فما باله السيد وزير الخارجية اللبنانية ؟؟

أليس له " جسمٌ لبِّيسٌ " يناسب الكاميرات وشاشاتها ؟؟

أليست له طلـّة بهية ؟؟

أتكون المسألة غيرّ كل ذلك ؟؟!!

ليكن :

ألا يحتاج لبنان وزيرًا للخارجية ؟؟

كأن لبنان لا يحتاج لوزير خارجية ..

أو ، ما فائدة وجود الوزير إذا كان هناك آلافٌ ، يقومون مقامه ، ويؤدون الغرض على أكمل وجه ؟؟

هل توصّلَ الأشقاءُ اللبنانيون إلى نتيجة مفادها :

أن أوضاع السياسة الخارجية ، لا يسيّرها وزيرها ؟؟

وأن مقدرات السياسة الخارجية ، لها قوة القدر ، لا يردُّه وجود الوزير أو عدمه ؟؟

وأن جميع المسؤولين السابقين والحاليين واللاحقين ، لهم من الحقوق الإعلامية ما لوزير خارجيتهم ، وهم مفوضون عنه شاء من شاء وأبى من أبى ؟؟

ثم :

إذا لم يكن له دور ، فلماذا وجوده ، وكأنه وزير خارجية في حكومة " الظل " كما في بريطانيا العظمى ؟؟

هل ينحصر دوره في تسيير الأمور المكتبية داخل جدران وزارته ؟؟

هل هذه الحالة والمكانة للوزير ووزارته ، متفق عليها بين الأقطاب السياسيين ، بأن تكون على هذا الشكل وهذه الشاكلة ؟؟

هل اتفقواعلى تهميش دور وزير الخارجية ؟؟

لكن ما نراه ، ليس تهميشا فحسب ..

إنه إلغاء تام وأكيد وحصري وعن سابق إصرار وتصميم ..

ألذلك علاقة بالوزير شخصيا ، أم بانتمائه الطائفي أم بالسياسي ، أم بكليهما ؟ أم بالجميع ؟؟

لا أعرف إلى أي طائفة ينتمي وزير الخارجية اللبنانية ، لكن ، أيا تكن طائفته ومرجعيته .. كيف تقبل بهذا الإلغاء ؟؟!! وقد اعتدنا من أشقائنا ألا يسكت حزب أو فئة أو طائفة عن تغييب حصته أو تهميش دورها " الفعّال " ، ولو كان ذلك على مستوى موظف في بلدية نائية من الدرجة السابعة ..

هنا الأمر يتعلق بوزير .. وليس أي وزير .. إنه حمّال حقيبة سيادية .. فكيف يغيب أو يُغيَّب ؟؟

أليس عجيبا أن يصمت الوزير وكأنه ممنوع من الكلام والظهور والسفر ..... ؟؟

طيب : إذا سكت الوزير عن دوره .. فكيف سكتت مرجعيته " وحقا ، لا أعرف من هي " ، في حين تتناوش المرجعيات فيما بينها دهورًا من أجل حقيبة أصغر من هذه بكثير جدا جدا ؟؟

إنها مسألة غامضة فعلا ..

هل يملك أحدٌ جلاءً لحقيقتها ؟؟

أرجو ذلك ..

الخميس ـ 25/11/2010

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

نبليات 6 ـ مواسم ومراسم الأعراس


لعله سيمر وقت طويل على أريافنا قبل أن تأخذ كلمة " مدينة " أبعادها الحقيقية في توصيف تلك الأرياف ..

لأن مجرد إطلاق اسم " مدينة " على بلدة أو قريةٍ ما ، لا يحولـُّها ـ بكل تأكيد ـ إلى مدينةٍ ، يكون لها ما لها من حقوق إدارية وتنظيمية ، وعليها ما عليها من واجبات تقدمها لسكانها ..

فمعظم القرى والبلدات التي لحِقَ أسماءَها شيءٌ من التغيير ، وأطلقت عليها تسمياتٌ إدارية جديدة ترفع من شأنها التنظيمي ، كان حظها يسيرا جدا من التوابع التطويرية الفعلية التي تترتب لها ، جرَّاء التسمية الجديدة ..

فلا هي صارت مدينة ولو بالحد المعقول ، ولا هي حافظت على زيِّها وطابعها الريفي الذي كانت عليه ..

بين يدي صفحات عدة كتبها الأخ الصديق عباس كاظم شربو ، في محاولة موفقةٍ منه ، لتوثيق الاحتفاليات الخاصة ، المتعلقة بالزواج ، وما يسبقه من إعدادات له ، وما يرافقه من ظروف وإجراءات ، تتصف بالبساطة ، ويمارسها أناس توارثوها جيلا بعد جيل ، ووصلت إليهم عبر الأعراف والقيم الريفية ، التي كانت سائدة ، قبل أن تتزيَّا الأرياف بالزي المدني ، الذي أفقدَها كثيرا من مميزاتها ، وخصائصها ، دون أن تستفيد ـ كثيرا ـ من الزي المدني الذي اكتست به ..

وقد تركتُ الأوراق " بدمها " كما يقولون ..

فلم أغيّر شيئا يُذكر في سياقاتها الفنية ، ولا في تسلسل أحداثها ، لأهميته واعتباره التاريخي والزمني ..

ولم أغير شيئا في مضمونها ، لأنها مبنية على نفس الأساس التاريخي والزمني ..

وحافظت ـ ما استطعت ـ على روحية الكتابة وأسلوبيتها في تخير الألفاظ والتراكيب التي وجدتها متناسبة جدا مع المضمون الذي تستوعبه ..

ولئن تغيرت أشياء كثيرة من المعطيات التي ذكرت هنا ، فلأن مسيرة الحياة تغيرت كثيرا ..

فالتقدم الحاصل على كافة الصعد ، ونظرة الناس للحياة والمستقبل ، وأحلامهم ، وآمالهم ، وطريقة عيشهم ، وأدوات معيشتهم ، كل ذلك ، أصابه ما أصاب الحياة ـ عامة ـ من تغيُّر وتبدُّل ، ليس ههنا مجال الحكم عليه ، أو توصيفه ..

كتب عباس كاظم شربو :

نبدأ بتسجيل أحداث الخطوبة ، كما كانت تحدث سابقا في قريتنا ..

رغم أن الحياة كانت بسيطة ، والناس يعملون بالزراعة وتجارة الفحم في أيام الشتاء عندما يتوقف عمل الزراعة ، والذين ليس عندهم أرض ، كانوا يعملون بالعَطارة ..

ومع ذلك كان هناك ترتيبات للزواج ، جميلة ومدروسة ، ولها معنى ..

فعندما يرغب الأب بتزويج أحد أولاده ، يعرض عليه الزواج مرة وأخرى حتى يأخذ الموافقة .. وقليلون جدا أولئك الذين يطلبون من أبيهم الزواج ( وأنا من هؤلاء ) " هذه العبارة وردت في الأصل هكذا " ..

وعندما يأخذ الأب الموافقة ، يتشاور مع زوجته عن البنت التي تصلح أن تكون زوجة لابنهما .. فيختاران عدة بنات ، ويطلبان منه أن يختار بنتا منهن ..

وحين يتم الاتفاق ، يحاول الأب ـ وبشكل غير مباشر ـ أن يُخبر والد الفتاة أو وليَّ أمرها برغبتهم ، ويرد له الجواب ، بعد يوم أو أكثر حسب المشورة التي يعملونها بين الأقارب ..

وفي حال الموافقة تبدأ الترتيبات التالية :

ـ يُحَدَّدُ يوم قراءة الفاتحة :

وفي هذا اليوم يذهب أهل العريس مع قليل من المقرَّبين ، ويكون أهل العروس قد أحضروا بعض الأقارب المقربين .. وفي هذه الجلسة ، يتم :

قراءة فاتحة الشاب فلان ، على الآنسة فلانة .. باليُمن والبركة ، وعلى نية التوفيق ..

ويتم فيها تحديد بعض الأمور والطلبات ، مثل :

ـ مهر العروس وجهازها ..

وإن كان هناك طلبات أخرى تذكر .. كما يُحَدَّدُ موعد :

ـ الخطوبة :

تتم دعوة أهل الحارة والأصدقاء والأقارب لحضور الخطوبة ، والتي كانت تحصل عادة عصر يوم خميس أو جمعة ، أو أي يوم آخر .. ويذهب أهل العريس والمدعوون :

ـ بعَراضة رنانة من الرقص والغناء والتصفيق ودق الطبل أو الدربكة ( الإيقاع أو الطبلة ) ، وتحمل النساءُ الصواني على رؤوسهن ، وتكون مملوءة بالحلوى ، ومزيّنة بالورود .. ويتراوح عدد الصواني بين 3 و 20 صينية تقريبا ..

ويُسمّى المليك : جَرّ الصواني ..

وحين تصل العراضة إلى بيت أهل العروس ، يكون فيه بعض الأقارب ، بانتظار القادمين بالعَراضة .. فيستقبلونهم ويرحبون بهم ، وتتم إجراءات ( قراءة الفاتحة ) مرة أخرى ، وتـُوَزعُ الحَلوى ..

الحَلوى : كانت الحلوى التي توزع في مثل هذه المناسبات ، هي الزبيب ..

بعدها ، صارت : غرَيْبة .. ثم : جوز الهند ..

وبعض الميسورين ، يوزعون أكياسًا تحتوي على :

قطعة غرَيْبَة اسطنبولية ، وقطعة راحة بالفستق الحلبي ، وشوكولاته ، وعدة قطع ملبَّس ..

وبعد ذلك ، يدخل العريس عند عروسه ، ويتبادلان لبْسَ المحابس ( خاتم الخطبة ) ..

( ويا له من موقف صعب : لأنه يمكن للعروس في هذه اللحظة أن تمزح مع خطيبها بوخزة في الدبوس أو بقرصة ناعمة ) ..

بعدها يبارك الحاضرون للعريس وأهله ، ويأخذون شـَفـَّة من القهوة المرَّة ، وينصرفون ..

ـ الشـَّملة :

بعد يوم أو يومين ، يأخذ العريس صرَّة مليئة بالفواكه والحلويات والبزورات ، ويذهب معه أهله ، أو بعضهم ، إلى بيت العروس ، ويكون ذلك بالليل حصرًا .. وتسمى هذه الصرة : بالشملة : لأنه يجب أن تصَرّ هذه المأكولات بإيشارب جديد وثمين ، ويسهر العريس وأهله مع العروس وأهلها ، ويكون هذا هو اللقاء الأول المباشر بين العروسين ، حتى يتم التعارف والتحدث بينهما ، ويتم من خلال ذلك ، تواصل الأسرتين عن قرب أكثر ..

ـ العزيمة :

بعد أيام أخرى من مراسم الشملة ، يقوم أهل العريس بدعوة العروس وأهلها إلى دارهم ، فتقام لهم وليمة ، يدعى لها الأقارب والأصحاب والأحباب ، بهدف المزيد من التعارف والتآلف بين الجانبين ..

وقبل دخول العروس بيت عريسها ، يجب أن يُقدَّم لها مبلغ من المال كهدية رمزية من أهل العريس ، كونها أول زيارة لبيت عمها وتسمى هذه الهدية : ( فوتة الدار ) ..

وحين يُقدَّمُ الطعام للضيوف ، قد يجلس العروسان على مائدة منفردة ..

وبعد فترة أشهر ، وحسب الظروف ، يتم الاتفاق على موعد العرس ، بعد أن يقوم أهل العريس بترتيب وتجهيز كل المستلزمات ، من حيث مكان سكن العروسين ومفروشاته ..

وكانت بعض الأسر المستورة ، تستعيرُ بعضَ الأشياء والأدوات : ( كالناموسية أو التخت ) ويسمى : السرير ..

وقد يستعيرُ العريسُ بدلة العرس من أحد أصدقائه ..

ـ وفي التحضيرات :

يُؤمِّنُ أهلُ العريس للعروس الخيوط والخرَزَ ، لتقومَ العروسُ بتزيين مفروشات السرير يدويًا ..

ـ يوم الجـِهاز :

يتجمَّع أهلُ العروسين ، ويصطحبونهما إلى حلب ..

يشترون ما تبقى من الحاجيات ، وبعضَ الألبسة الخاصة بالعروس ، وتذهب النسوة إلى حمَّام النساء ، وهي فرصة لأهل العريس لرؤية عروس ابنهم وتفحُّصها ..

كما يذهب العريس وبقية الرجال إلى حمَّام الرجال ..

وفي كلا الحمّاميْن ، تكون هناك طقوسٌ من الفرح والبهجة ، ويتناول الجميع طعامًا خاصًا بالمناسبة ، يُؤتى به إلى الحمّام ..

وقد لا ينتهي التجهيز في يوم واحد ، فيبقى الجميع لليوم التالي ..

وعند الانتهاء ، يركب الجميع في ( البوسطة ) ، ويعودون إلى القرية ، ليصلوها في موعدٍ ينتظرهم فيه المستقبلون من الأهل والأقارب والأصدقاء ، على قرع الطبل ، وموسيقا الزمر ..

ـ والجهاز عبارة عن :

مرآة كبيرة ذات إطار خشبي مزخرف تعلق على الجدار ، وصندوق خشبي ، وبعض الصرر التي تحتوي على الأشياء الخاصة بالعروس .. مثل :

ـ القرامل :

وهي مجموعة من الخيوط السود المجدولة ، تربط وتعلق في أسفل ظهر المرأة ، ويمكن تزيينها بالخرز والشرّابات الملونة .. وكانت القرامل تربط بحبال رفيعة وتـُجْدَلُ مع الشعر ، أو تـُعَلـَّقُ في الرقبة ..

ـ الجزمة :

وتكون من الجلد ، لونها أحمر أو أصفر ، نصف ساق ، ولها شرَّابة كبيرة تزيِّن سطحَها ، وفي أسفلها قطعة حديدية على شكل كعب ..

ـ القزّيّة : أو الأزّيّة :

قماش من الحرير الطبيعي ، بطول أربعة أمتار تقريبا ( اسمها منسوب لدودة القز ) ، وتوضع على الرأس من منتصفها ، وتـُلف على الطربوش ، ويتدلى الباقي منها على الظهر ..

ـ حَطاطة حرير :

وهي منديل حريري ، يكون ـ عادة ـ أصفرَ اللون ، كبيرَ الحجم .. أطرافه مزينه بشرَّابات بيض ..

ـ مَحزم :

ويكون من الحرير ، ملونا بألوان جميلة ومتناسقة ، طوله حوالي 250 سم ، ويتألف من قطعتين أو ثلاث قطع ، طولية الشكل ، عرض الواحدة 15 سم ، يُلـَفُّ على وسط الجسم ، وفي طرفيْه شرَّاباتٌ ملونة تتدلى على الخصر ..

ـ كـَبُّوت :

ما يلبس فوق كل الثياب ، ويكون طويلا ..

أمباز : أنباز :

أنشطية :

أما جهاز العروس الذهبي والفضي ، فيتألف كل منهما مما يلي :

ـ صفّ من الذهب : تسمى قِطـَعُهِ بمسمَّياتٍ مختلفة :

غازي : 40 قطعة تقريبا ..

نصف جهادي : 10 قطع ..

جهادي : 6 قطع ..

ـ كمر (نطاق ، أو حِزام ) من الفضة :

وهو عبارة عن قطع من الفضة ، متصلة ببعضها بحلقات ، قياس القطعة : 3x4 سم ، وعددها 15 قطعة ، ولها قفل يوضع على الخصر ..

ـ شوكات :

هي ثلاث قطع ذهبية متصلة ببعضها على شكل مثلث ، وفي إحداها شوكة .. وتتألف القطع من : الغوازي أو نصف الجهادي ، أو ربعه ..

وتضع العروس الشوكتين على جانبي الرأس ..

ـ شنون :

كردان :

ـ قطع فضية أخرى ، مثل :

جنبية ، مصففة ، غبرة صدر ، كسروان ـ كف ريش ..

ـ كف الريش :

هو قطعة خشبية ، يثبت فيها ريش نعام ، ويوضع على رأس العروس ..

ـ مراسم ومراحل عرس النساء :

ـ اليوم الأول :

يبدأ بصباحية العروس ، حيث تجتمع الفتيات عندها ، لمساعدتها في ترتيب أغراضها وزينتها ، حتى المساء ، حيث يقيمون لها ( تعليلة ) تتخلـّلها ( الحنة ) ..

فتطلي معظمُ النساءِ أيديَهُنَّ بالحناء ، وتـُطلى كفـَّا العروس ، وأحيانا ، قدماها ..

ـ اليوم الثاني :

تجتمع فتيات الحارة ونساؤها في بيت العروس صباح اليوم التالي ، لفك الحنة ، وقد جلبن معهن الصواني المليئة بالطعام ، ليتناول الجميع الفطور ..

بعد ذلك ، تجمع النسوة أغراض العروس المعروضة منذ اليوم الأول ، وتـُصَرُّ ، لتنقلَ معها إلى بيت الزوجية في الغد ..

ـ اليوم الثالث :

يتجمَّع الناسُ عصرًا ، لمرافقة العروس من بيت أهلها إلى دار العريس .. وقد تطلب ـ قبل خروجها ـ حضور والدها أو عمها أو خالها أو أخيها ، لتستأذنه في الخروج من البيت إلى بيت زوجها ..

وكان بعض الإخوة أو الأعمام يقفون للعروس بالباب ، فلا يسمحون لها بالخروج إلا بمبلغ من المال ..

فإذا خرجت العروس من بيت أهلها ، تكون مغطاة بقطعة قماش كبيرة ومزركشة ، فتركب حصانا مزيَّنا ، ويسيرون بها إلى دار العريس ، وهي :

ـ تدريجة العروس :

تصحبها الصيحات الخاصة والأغاني الفلكلورية .. ولدى الوصول ، تقف العروس بالباب ، وترشُّ أمُّ العريس حفناتٍ من الرز، تفاؤلا بأن يكون قدوم العروس فاتحة خير على البيت وأهله .. كما تكسر كعكة ( طريرة ) ، وتعني ( كسر الشر ) .. وتحاول العروس لصق قطعة عجين على باب الدار ، فإن قذفتها ، والتصقت ، فذلك فأل خير لها ..

بعدها تجلس العروس على كرسي جانب الباب ، ويقوم الحاضرون بتجميع ( النقوط ) أو ( الشاباش ) على محرمة توضع في حِجْر العروس ، مع الأغاني والتهليلات والتبريكات ..

ثم تدخل العروس إلى غرفتها الخاصة ، وفيها ( المرتبة ) أي السرير ..

ـ ترتيبات عرس العريس :

تبدأ المراسم قبل ثلاثة أيام من يوم الدخلة ، وتتم على الشكل التالي :

ـ اليوم الأول :

يتفق والد العريس على إحضار الفرقة الفنية المؤلفة من طبل وزمر ، أو اثنين أو ثلاثة ، أكثر حسب الحال .. وكل طبل ، يرافقه زمّار ..

وتدق الطبول في دار والد العريس إيذانا ببدء موسم الفرح .. ثم يخرج الطبال برفقة من سيقوم بدعوة وعزيمة الناس لحضور العرس ، فيتجولون على البيوت التي سيدعون أهلها ، ترافقهم الصِّبْيَة ، من هنا وهناك .. ويُعْلِمون المدعوين عن مكان السهرة ، وغالبا ما تكون في غير دار والد العريس ، حيث يشارك الناسُ بعضَهم في توزيع الأدوار ، ويكون أحد الأقارب أو الأصدقاء ، قد طلب مسبقا من أهل العريس ، أن يستضيف مسرح العرس في بيته .. وبعد يومين أو ثلاثة من دق الطبل والعزيمة ، يختبئ العريس في بيت أحد أصدقائه ، فيخرج الطبّال مرافقا عددا من الشباب ليفتشوا عن مكان :

( تخباية العريس ) ، أو اختبائه ..

وحين يجدونه ، يحضرونه معهم إلى مكان راعي الحفل .. وهناك يقومون بما يلي :

ـ الحنـَّة :

يجلس العريس ، ليتنافس المغنون على أي من المجموعتين ستحني العريس ، وتفوز المجموعة التي ستغني عددا أكبر من المواويل للعريس أثناء التحناية . فإذا بدأت المجموعة الفائزة عملها ، يغنون المواويل والعتابات مع مباشرتهم في الحنة ..

يبقى الجميع حتى وقت متأخر من الليل ..

ـ اليوم الثاني :

يتجمع الناس في نفس المكان ( لفك الحنة ) .. ويكون صاحب البيت قد أعدَّ إفطارا مميزا ، فيأكلون ، ويتابعون أفراحهم بالغناء والرقص على دق الطبل وموسيقا الزمر ، حتى المساء، حيث يتوارد الضيوف والمدعوون إلى المكان الذي يسمونه ( مرسح العرس ) .. ويكون في باحة دار كبيرة ، أو على البيدر ، حيث تنار الساحة بعدد كبير من ( اللوكسات ) ، ويشتد فرح الناس ، مع انسجامهم بالدبكات والديلانة والرقص ( ع التقيل ) ويسمى ( رقص كران ) ، وبعض الراقصين ، يدق لهم الطبال دقا خاصا ليرقصوا ( رقصة الحربة ) ، وتكون على شكل مبارزة ودية بين راقصين ، يتخللها مشهد اشتباك تمثيلي ، يتدخل راقص آخر ليفك الاشتباك بسلام بينهما .. وتتكرر العملية عدة مرات أحيانا .. ويحمل الراقصون خيزرانة ومحرمة للرقص بهما .. وبعد انتهاء لعبة الحربة ، يسرّع الطبّال دقات طبله ، وتتحول الرقصة البطيئة الثقيلة ( الكران ) إلى رقص خفيف ، بحركات سريعة ، وقد يتوقف كل ذلك ريثما ينهي أحد الحضور موّاله الذي يغنيه إكراما للراقصين ، وتمجيدا بالعرس وأهله ، وتليه العتابا والميجانا .. وقد يرد آخر عليه ، في استعراض غنائي يلون الفرح ، ويزركشه ..

( وكلما دفع الراقص مبلغا أكبر من المال ( شاباش ) للطبال ، ازداد اهتمام الطبّال به ، وتبعَهُ وراقصَهُ حتى ينتشي الراقص تماما .. لأن دق الطبل إذا لم يكن موزونا وعلى رغبة الراقص ، يفشل في إبراز جماليات رقصه ، ولا يشعر بالمتعة التي يُشبع بها حبَّه للرقص ..

ويستعر المرسح حتى وقت متأخر من الليل ..

ـ اليوم الثالث :

يعاود الطبل والزمر عملهما ، حتى الظهيرة ، موعد ذهاب العريس " للتغسيلة " في بيت من أحد أصدقائه الذي يكون قد دعاه مسبقا ، وتم الاتفاق على ذلك .. لكن ، قبل " التغسيلة " ، يأتي الحلاق ، فيحلق للعريس وسط دق الطبل والزمر والمواويل والرقص .. وأثناء " التغسيلة " يحاول بعض الحاضرين ترك أثر على جسد العريس ، بالقرص أو الوخز .. بعدها يرتدي العريس ثيابه الجديدة ، ويستمر العرس حتى العصر ، فيأتي جمعٌ من الرجال والنساء ، ليخرج العريس معهم في " دورة العريس " فيسير الرجال يصطحبونه في المقدمة ، تتبعهم النسوة .. ويتوقف الموكب بعد كل مسافة ، ليغني أحدهم موالا وأغنية يرقص لها بعضهم ، ثم يواصلون دورتهم بالعريس .. لينتهي بهم المطاف في أحد البيوت التي حُضِّرَ فيها وليمة الغداء .. يتناولونه ، ويتابعون مشوارهم إلى بيت الزوجية ، فيما يسمى :

ـ تدريجة العريس :

وتكون قبيل غروب الشمس ، حيث يجلس العريس على كرسي جانب باب مخدعه ، ويفرشون له في حضنه منديلا ، ليضع الحاضرون فيه مبلغ " الشابوش " أو " النقوط " ..

وهو عرْفٌ قديم ، بقصد تقديم معونة للعريس الذي تكلف بمبالغ طائلة ، وسيأتي يوم ، يرد فيها هذا الدين لمن " ينقطه " الآن .. فهي نوع من التكافل ، يُدفع للعريس ، كردٍّ لنقوطٍ سابق ، أو يكون دَيْنا ، لنقوط لاحق ..

وحين الانتهاء ، يكون قد حل الظلام .. فيدخل العريس مخدعه الذي تنتظره فيه عروسه ..

وهذه هي " ليلة الدخلة " ..

وفي اليوم التالي :

يأتي الأقارب والخاصة ، ، يباركون له زواجه الميمون ، ويرقص العروسان ، فيما يتبادل العريس إشارات يفهمها المعنيون بها ، تفيد بأن العروس عذراء ، وأن العريس أدى واجبه على أكمل وجه ، ثم يهمهم الحاضرون بالخبر فيما بينهم ، ليطمئن الجميع ويبتهجوا ، بأن كل شيء مرّ على ما يرام ..

وفي الأيام القليلة التالية :

يستقبل العروسان الأهل والأقارب والأصدقاء الذين يأتون مباركين ، وحاملين بعض الهدايا ، وغالبا ما تكون أنواعا شهية من الطعام ، يحملونها في أوعيتها على صينية ، ويُؤتى بها إلى بيت العروسين ، وتسمى :

ـ الحملة ..

لكن مظاهرها تغيرت كثيرا فيما بعد ، واستبدل الطعام بالأدوات المنزلية ، أو الأقمشة والألبسة ... وهذا أيضا تغير من الزمن ، حيث بات المباركون لا يزورون العروسين قبل انقضاء الأيام الثلاثة الأولى ، فيقام احتفال خاص للعروس في اليوم الثالث ، وله عاداته وتقاليده الخاصة ..

الأربعاء ـ 24/10/2010