الاثنين، 6 يونيو 2011

تأهّبْ .. تأهّبوا

تأهّبْ .. تأهّبوا

" استرحْ ، تأهَّبْ ، إلى الأمااام سِرْ .. شمال ، يمين ، شمال ، يمين ، شمال شمال شمال يمين ..

انتبهوا يا حراس انتبهوا منيح .. الحرامية بيمشوا بخيال الريح " .. ( مسرحية ميس الريم للرحابنة وفيروز ) .

.........

يتأهب القارئ ، يختار كتابه ، وينتحي إلى مكان هادئ ، ثم تتحرك عيناه فوق السطور ، بعد أن ينفض الغبار من ذاكرته ..

يتأهب الكاتب ، تكون الفكرة على نار هادئة أو حامية في رأسه ، يمسك بالقلم ، تتكأكأ الكلمات ، يضع يده فوق الورقة ، ينز القلم ، تتساقط ، وترتمي فوق السطور عارية ..

يتأهب الجندي ، يحمل السلاح والجعبة ، يتخذ الوضعية المناسبة ، يلعن الحظ والواسطة ، ويستعد لكل الاحتمالات ..

يتأهب شرطي السير ، يعتلي دراجته ، ويتجول بها كالطاووس ..

يتأهب عامل النظافة ، يشحذ مكنسته ، يعلق سطليْهِ فوق العربة ، ويقصد وجه ربه ..

يتأهب السارق ، يحمل مشرطه .. يعقد ما بين حاجبيه متأثرا بدخان سيكارته الملغومة ، ويمضي إلى أماكن " العَجْقة " ..

يتأهب المغني ، يتأنق ، يبتسم ، يهتز ، يهوبر ليحرك المهوبرين ، ينقل " المايك " من تحت إبطه ليحشوه في فمه ..

يتأهب الحدّاد ، يشعل النار ، ويجمّر الحديد ، يمسك المطرقة والملقط ، وفوق السندان ينهال بلا رحمة ، فهي ضارة هنا ..

يتأهب الحلاق ، مشط ومقص ، ولسان حاذق أكثر من حد الموس ، وعينان كالرادار ، وضحكة فاقعة يصفع بها الزبائن والمارة ..

تتأهب الموظفة ، تعيد بناء وترميم كل تفاصيلها ، قبل أن تخرج إلى ساحة الوغى ..

تتأهب الطفلة بمساعدة أمها ، تقفز فرحا ، ترقص جديلتاها وهي تعدو نحو حافلة الحضانة ، تلتقط المشرفة ذراعها الغضة ، وتلقيها إلى الخلف فوق الكتل الأخرى ..

يتأهب الصياد ، وهم كثر .. قراصنة وصيادو البر والبحر والجو .. صيادو الجاه والفرص والنساء .. صيادات الرجال والمال ..

يتأهب سائق الشاحنة ، يتفقد الزيت والماء وهواء العجلات ، يدير المحرك ، يصغي لموسيقاه ، يتأكد من خلوه من النشاز ، ينتظر امتلاء خزانات الهواء ، يحرر الفرامل ويؤنفل " عن عن عن عن " متنقلا بعينيه بين المرايا المحدبة والمقعرة ..

تتأهب البصّارة ، تكوي وجهها الأجعد ، تضع بخورا نتنا على نار تحت الرماد ، وتسحب المتراس من خلف باب " العيادة " ، محافِظة على نسيج العتمة والدخان ..

تتأهب الزوجة .. لا أعرف كيف !!!

يتأهب العاشق ، ليس من شجرة لم تهزها الريح .. تتعدد أنواع العشق .........

فلو سمحتم ، صِفوا لنا تجربتكم يا رعاكم الله ..

الإثنين ـ 06/06/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق