الثلاثاء، 1 مارس 2011

قمة أوربية لأجل شمال إفريقية ، فمن سيبقى ليحضر قمة العرب تحت الاحتلال ؟؟

قمة أوربية لأجل شمال إفريقية

فمن سيبقى ليحضر قمة العرب تحت الاحتلال ؟؟

من السخرية بمكان أن تتداعى الأمم الأوربية لقمة طارئة تتدارس فيها أوضاع " الشمال الإفريقي " .. بينما لم نسمع ـ حتى ـ تأكيدا عربيا على انعقاد قمة العرب العادية الدورية ولو في موعدها في أواخر الشهر الحالي ..

فقد أعلن القذافي باعتباره رئيس القمة النازل ، عن تأجيل عقدها منذ الأيام الأولى لثورة شعبه ضده .. وأعلنت " مؤسسة الجامعة العربية " أنها ستنعقد في زمانها ومكانها المحددين منذ نهاية القمة السابقة أي في أواخر الشهر الحالي وعلى أرض العراق الشقيق ..

ثم انشغل العالم ـ والعرب خصوصا ـ بتسارع الأحداث ، ونسي الناس القمة ومؤسساتها وعمرو موساها ..

وثمة استفسار عندي لم أجد له تعليلا ، ولا تسويغا :

أليس العراق ما يزال دولة محتلة ، عرفا وقانونا وواقعا ؟؟؟

فكيف يقبل الزعماء العرب التئام شملهم على أراض محتلة ؟؟

ألم يبق أرض عربية غير محتلة لتلتئم القمة العربية فوقها ؟؟

إن قولهم : إن انعقاد القمة دعم للعراق ، غير مفهوم ، لأن أغلبهم ساهم في احتلال العراق وتدميره ..

فهل صار دعم العراق مهمّا لهم الآن ؟؟!!

أم إنه رغبة " خارجية " نجهل نحن أصحابها ودوافعها ؟؟ ..

ومع ذلك ، إذا لم تنعقد قمة عربية ، وفي مثل هذه الأوقات ، فمتى يمكن للقادة العرب أن يجتمعوا ؟؟

لكن ، ثمة سؤالا آخر وأهم :

مَن مِن القادة العرب يمكن أن يكون متفرغا لمثل هكذا قمة ؟؟

ومن سيحضرها إن انعقدت في أواخر الشهر الحالي ؟؟

فالقمة الأوربية الطارئة ستتدارس نتائج وانعكاسات ثورتي تونس ومصر ، وتداعياتهما على المنطقة والعالم ..

وكذلك إرهاصات ما يجري الآن في ليبيا ، وموريتانيا ..

أما ، عما يجري في غرب آسيا ، فلم تشر الأخبار الواردة عن القمة الطارئة إلى شيء من هذا القبيل ، وإن كنا نعتقد أن ما يجري في غرب آسيا الآن ، أهم لأوربا مما جرى ويجري في شمال إفريقية ، على المديين البعيد والقريب ، لوجود " الصهاينة قلب أمريكا وأوربا النابض " في قلب هذه المنطقة اللاهبة ، والعكس ليس صحيحا ..

لكن الأسباب المعلنة ـ على الأقل ـ لم توضح المزيد ..

إن ما يجري في غرب آسيا ، في البحرين واليمن وعُمان والأردن والعراق ، إنما هو تحت عيني المجهر الأمريكي والأوربي والصهيوني ، وفي المدى المجدي لتلسكوباتهم بكل تأكيد .. إضافة إلى وجود أمريكي بري وبحري هائلين ومباشر في المنطقة ..

وإذا لم تفصح الأخبار الواردة عن حقيقة ما ستتداوله القمة الأوربية الطارئة ، فهو ليس جهلا بها ولا تجاهلا ، بمقدار ما هو رغبة أكيدة بإعطاء فرص أخرى للأنظمة الحاكمة فيها ، لعل وعسى أن يستطيع الحكام استعادة السيطرة على الأزمات المنفلتة ، والتي صارت السيطرة عليها ضربا من المستحيل ، بعد أن هدرت دماء كثيرة ، وبعد أن ملّ المتظاهرون الثائرون من مماطلة وتسويف الأنظمة ، ومن رشرشة الرشى فوق الرؤوس ، وتحت المداس ، بمسميات مختلفة ..

لكن المتظاهرين أدركوا ، قبل أن يتظاهروا ، أن حكامهم لن يرضخوا طوعا ، وها هي الأحداث تثبت ذلك يوما بعد يوم ..

الثلاثاء ـ 01/03/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق