قمة أوربية لأجل شمال إفريقية
فمن سيبقى ليحضر قمة العرب تحت الاحتلال ؟؟
من السخرية بمكان أن تتداعى الأمم الأوربية لقمة طارئة تتدارس فيها أوضاع " الشمال الإفريقي " .. بينما لم نسمع ـ حتى ـ تأكيدا عربيا على انعقاد قمة العرب العادية الدورية ولو في موعدها في أواخر الشهر الحالي ..
فقد أعلن القذافي باعتباره رئيس القمة النازل ، عن تأجيل عقدها منذ الأيام الأولى لثورة شعبه ضده .. وأعلنت " مؤسسة الجامعة العربية " أنها ستنعقد في زمانها ومكانها المحددين منذ نهاية القمة السابقة أي في أواخر الشهر الحالي وعلى أرض العراق الشقيق ..
ثم انشغل العالم ـ والعرب خصوصا ـ بتسارع الأحداث ، ونسي الناس القمة ومؤسساتها وعمرو موساها ..
وثمة استفسار عندي لم أجد له تعليلا ، ولا تسويغا :
أليس العراق ما يزال دولة محتلة ، عرفا وقانونا وواقعا ؟؟؟
فكيف يقبل الزعماء العرب التئام شملهم على أراض محتلة ؟؟
ألم يبق أرض عربية غير محتلة لتلتئم القمة العربية فوقها ؟؟
إن قولهم : إن انعقاد القمة دعم للعراق ، غير مفهوم ، لأن أغلبهم ساهم في احتلال العراق وتدميره ..
فهل صار دعم العراق مهمّا لهم الآن ؟؟!!
أم إنه رغبة " خارجية " نجهل نحن أصحابها ودوافعها ؟؟ ..
ومع ذلك ، إذا لم تنعقد قمة عربية ، وفي مثل هذه الأوقات ، فمتى يمكن للقادة العرب أن يجتمعوا ؟؟
لكن ، ثمة سؤالا آخر وأهم :
مَن مِن القادة العرب يمكن أن يكون متفرغا لمثل هكذا قمة ؟؟
ومن سيحضرها إن انعقدت في أواخر الشهر الحالي ؟؟
فالقمة الأوربية الطارئة ستتدارس نتائج وانعكاسات ثورتي تونس ومصر ، وتداعياتهما على المنطقة والعالم ..
وكذلك إرهاصات ما يجري الآن في ليبيا ، وموريتانيا ..
أما ، عما يجري في غرب آسيا ، فلم تشر الأخبار الواردة عن القمة الطارئة إلى شيء من هذا القبيل ، وإن كنا نعتقد أن ما يجري في غرب آسيا الآن ، أهم لأوربا مما جرى ويجري في شمال إفريقية ، على المديين البعيد والقريب ، لوجود " الصهاينة قلب أمريكا وأوربا النابض " في قلب هذه المنطقة اللاهبة ، والعكس ليس صحيحا ..
لكن الأسباب المعلنة ـ على الأقل ـ لم توضح المزيد ..
إن ما يجري في غرب آسيا ، في البحرين واليمن وعُمان والأردن والعراق ، إنما هو تحت عيني المجهر الأمريكي والأوربي والصهيوني ، وفي المدى المجدي لتلسكوباتهم بكل تأكيد .. إضافة إلى وجود أمريكي بري وبحري هائلين ومباشر في المنطقة ..
وإذا لم تفصح الأخبار الواردة عن حقيقة ما ستتداوله القمة الأوربية الطارئة ، فهو ليس جهلا بها ولا تجاهلا ، بمقدار ما هو رغبة أكيدة بإعطاء فرص أخرى للأنظمة الحاكمة فيها ، لعل وعسى أن يستطيع الحكام استعادة السيطرة على الأزمات المنفلتة ، والتي صارت السيطرة عليها ضربا من المستحيل ، بعد أن هدرت دماء كثيرة ، وبعد أن ملّ المتظاهرون الثائرون من مماطلة وتسويف الأنظمة ، ومن رشرشة الرشى فوق الرؤوس ، وتحت المداس ، بمسميات مختلفة ..
لكن المتظاهرين أدركوا ، قبل أن يتظاهروا ، أن حكامهم لن يرضخوا طوعا ، وها هي الأحداث تثبت ذلك يوما بعد يوم ..
الثلاثاء ـ 01/03/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق