الاثنين، 25 أبريل 2011

مُزجاة في الساعة الخامسة والعشرين

مُزجاة في الساعة الخامسة والعشرين

أبعد النهاية نهاية ؟؟ أم بعد النهاية بداية ؟؟

من هذا المنظور ، كلتاهما نهاية ، وإن اختلفت النتيجة ..

ومن منظور آخر :

ماذا تعني النهاية ؟

أهي التي لا وراء وراءها ؟

أهي التي تجيء بعد الوأد ؟

أهي التوبة التي تتبعها توبات وتوبات ؟

ومن منظور ثالث :

صحيح أن الجراح التي تندمل يمكن لها أن تتقيح من جديد ، لتندمل ، ولتتقيح من جديد .. فهل في هذا شفاء ؟!

وصحيح أن العطار قد يُصلح ما أفسد الدهر ، لكن قدرته محدودة جدا ، وتكون في الترقيع والتزيين الأبجر فحسب ..

وصحيح أنه يمكن تجبير الإبريق المكسور ، فلا يتسرب زيت منه ، لكنه يفقد مناعته تماما ، ويصير بهشاشة رمل صَدَفيٍّ مجبول ..

قرابة ربع قرن من مثلث الصفر حتى اللانهاية العظمى ..

كيف أستطيع أن أصدق كل تلك الأحداث ؟!

كيف ارتكبتُ كلَّ تلك المعاني الجميلة ، حتى لبستُ ثيابا من أقانيم الحياة ، وقوارير العطر ، وتبدلات الطقس الأبيض المتوسط في دهماء الليل ، ورابعة النهار ؟!!

العام الخامس والعشرون :

عَوْدٌ على بدءٍ ، هو الموت البطيء ..

ترنيمة كسلى ، تهدهد دمعة ليس فيها " كالدمع إلا البريق " ..

كلمات من ضياع بعيد ، كآبار متكسرة من الجفاف والشح الشحيح .. لا تلومني يا صاح ، ولا تكتب شقائي على خدّ الكثيب الأتلع ..

الساعة الخامسة والعشرون : أو :

العام الخامس والعشرون :

نصر وهزيمة ونجاح وفشل وحركة وسكون وتأرجح والتزام وتقدم وتراجع إقبال وإدبار وإحجام وإقدام وقرب وبعد وحب وصد وبسمة ودمعة وإحباط وأمل ويسر وعسر وشفع ووتر واختلاف وائتلاف وصعود وهبوط وأبيض وأسود وربيع وخريف وليل ونهار وشدة ولين وقسوة ورحمة وعدل وظلم وولادة وموت ..

وقيامة القيامة بعد الهجرة من منفى إلى منفى ...

العام الخامس والعشرون : أو :

الساعة الخامسة والعشرون :

الشجن والمرارة ، بنكهةِ الأنانيةِ والضحكةِ الثملى ودمع التشفي ..

الحلم واليقظة والمودة ، وهجيع في هزيع الفؤاد ، وندامة قبل السلامة ..

العام الخامس والعشرون ـ المآل :

لم يبق إلا البحر ، ذاك الذي لم يقابلنا ولم يعرفنا ، ولم نتعرف إليه ، ولم يحتضن أدراننا المضمخة بالآس العتيق وأكباش القرنفل ..

لكننا توهجنا في ميقات الفرح ، وتشاطأنا أمداءَه ، وكهوفَ ملحه ، وبياراتِ المرجان في أعماقه ، وبين التكورات الأسطورية وجبال الجليد الأزرق ..

جعلنا الأرصفة والأزقة والمداخل مراكبَ لنا ، تحملنا على بساط السلطان إلى قصور الريح والخلجان وسفسطائيات القرون اليتيمة ..

يا أيتها المجرّة المجرّحة بالندى والعبير ، بُوحي لنا :

كيف السبيل إلى الخلود تحت ظلالك ؟

اقرئي علينا المعوذتين ، وانفخي في وجه الليل ، لعل الصبح ينبلج قبل النهاية الأخيرة ، حيث ، إذ ذاك ، لا قيامة بعدها لأسرى التفاح والوفاء والمودة والحنين ..

الإثنين ـ 25/04/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق