نبليات .. بين الوشم والحناء
هي إحدى ثلاث .. مَن استأثرتْ بواحدةٍ منها ، كأنما أسرَجَتِ الخلودَ ، وَرَكِبَتـْهُ بُراقا إلى المجرَّة العليا ..
لم أعد أذكر بالضبط :
كيف كان الترتيب المفضل ؟
ومتى أولِجَ النهارُ في الليل ؟
ومتى ينبلج النهار من أحداقنا ؟
فتساءلت من جديد :
أهيَ العاشقة ، أم المعشوقة ؟؟
أم تكون هي العشق المندسّ في غفلةٍ منا بين الحنايا والشغاف ؟؟
كل التفاصيل التي رَضعْتـُها من ثغور من عشقت ، لم توصلني إلى بَرِّ إجابةٍ بتـّارةٍ ..
ولأنَّ الغموضَ يَكتنِفُ مُحَيَّاها المُتوهِّجَ ألـَقـًا ، وخفـَرًا ، فإن منْ يجري وراءَها يَعيا قبل أن يُشبعَ فضوله من نعيم الدفء ، وفِتنةِ الربيع الذي لا ينتهي ..
تلوي الذراعَ المتجبِّرَ ، وتقبّل جبينَ العاشق الغافي بين سنديانات جبالٍ شمّ .. تأتزر بأوراق القصب البري ، وتفلُّ جدائلها المحناة ، وترتعش الأنامل وهي تدغدغ شفة طفلة ارتوت من صدر الأمومة الدفّاق ، في هنيهة ما بعد النحيب ..
ولأنها الموؤودة فينا عشقـًا ، نحسّها ارتعاشة َصلاةٍ ، وترانيمَ من آس ٍمُمَلـَّح ، ومن زنجبيلِ الولادة ..
أقول للمدى الوردي ، بعد التشهّي ولعْق ثمالة فناجين القهوة :
" أنهكني القهرُ .. وأتعبني هواكِ كقمر جريح .. وامتلأ القلبُ بصديدٍ مُتحَجِّر نـَزَّ من مساماتِ حبٍّ ، تجلدُني سياطه ، بكل ما للحقيقة من وجوهٍ ملوَّنة ، وسطوح عاكسة " ..
" كيف انوأدَت فينا تلك السحابة الولهى ، ونحن نغني أفراحَها ، وأهازيجَ الدّمى والبيارق ؟؟
" كيف تمَرّدْنا على صباحاتها الكانونية الضبابية ؟؟
" ولماذا تلاعبَتْ رياحُها في أشرعتنا ، حتى تمزَّقـْنا وافترقنا ولجأنا إلى نزيفٍ نسْتفُّ منه الخيبة ، وزيوان قمح متعفن ، ونغفو هُنيْهة ، على قارعة العمر المقيت ، وذؤاباتِ الريح المجنونة ؟؟
" تكاد المرأة تلد أخاها " .. لكن .. لا ، ولم ، ولن تلده ..
أليست المسافة بينهما سنين ضوئية ؟؟
فالبلاغة في الحياة هي .. هي .. لا تشبه نفسَها ، ولا يشبهها شيء ..
وخير من الحياة وما فيها ، غفوة بين أهداب سِفر الوطن المقدس ..
الأربعاء ـ 06/04/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق