الأربعاء، 6 أبريل 2011

نبليات .. بين الوشم والحناء

نبليات .. بين الوشم والحناء

هي إحدى ثلاث .. مَن استأثرتْ بواحدةٍ منها ، كأنما أسرَجَتِ الخلودَ ، وَرَكِبَتـْهُ بُراقا إلى المجرَّة العليا ..

لم أعد أذكر بالضبط :

كيف كان الترتيب المفضل ؟

ومتى أولِجَ النهارُ في الليل ؟

ومتى ينبلج النهار من أحداقنا ؟

فتساءلت من جديد :

أهيَ العاشقة ، أم المعشوقة ؟؟

أم تكون هي العشق المندسّ في غفلةٍ منا بين الحنايا والشغاف ؟؟

كل التفاصيل التي رَضعْتـُها من ثغور من عشقت ، لم توصلني إلى بَرِّ إجابةٍ بتـّارةٍ ..

ولأنَّ الغموضَ يَكتنِفُ مُحَيَّاها المُتوهِّجَ ألـَقـًا ، وخفـَرًا ، فإن منْ يجري وراءَها يَعيا قبل أن يُشبعَ فضوله من نعيم الدفء ، وفِتنةِ الربيع الذي لا ينتهي ..

تلوي الذراعَ المتجبِّرَ ، وتقبّل جبينَ العاشق الغافي بين سنديانات جبالٍ شمّ .. تأتزر بأوراق القصب البري ، وتفلُّ جدائلها المحناة ، وترتعش الأنامل وهي تدغدغ شفة طفلة ارتوت من صدر الأمومة الدفّاق ، في هنيهة ما بعد النحيب ..

ولأنها الموؤودة فينا عشقـًا ، نحسّها ارتعاشة َصلاةٍ ، وترانيمَ من آس ٍمُمَلـَّح ، ومن زنجبيلِ الولادة ..

أقول للمدى الوردي ، بعد التشهّي ولعْق ثمالة فناجين القهوة :

" أنهكني القهرُ .. وأتعبني هواكِ كقمر جريح .. وامتلأ القلبُ بصديدٍ مُتحَجِّر نـَزَّ من مساماتِ حبٍّ ، تجلدُني سياطه ، بكل ما للحقيقة من وجوهٍ ملوَّنة ، وسطوح عاكسة " ..

" كيف انوأدَت فينا تلك السحابة الولهى ، ونحن نغني أفراحَها ، وأهازيجَ الدّمى والبيارق ؟؟

" كيف تمَرّدْنا على صباحاتها الكانونية الضبابية ؟؟

" ولماذا تلاعبَتْ رياحُها في أشرعتنا ، حتى تمزَّقـْنا وافترقنا ولجأنا إلى نزيفٍ نسْتفُّ منه الخيبة ، وزيوان قمح متعفن ، ونغفو هُنيْهة ، على قارعة العمر المقيت ، وذؤاباتِ الريح المجنونة ؟؟

" تكاد المرأة تلد أخاها " .. لكن .. لا ، ولم ، ولن تلده ..

أليست المسافة بينهما سنين ضوئية ؟؟

فالبلاغة في الحياة هي .. هي .. لا تشبه نفسَها ، ولا يشبهها شيء ..

وخير من الحياة وما فيها ، غفوة بين أهداب سِفر الوطن المقدس ..

الأربعاء ـ 06/04/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق