الخميس، 17 نوفمبر 2011

الدكتور فؤاد المرعي ـ قطب الرحى وواسطة العقد








الدكتور فؤاد المرعي
قطب الرحى وواسطة العقد

أولا ـ

 لم أشك لحظة قبل الآن ، في أن استحضار كمٍّ من الصور والذكريات ، وتحويلها إلى أحرف تحكي جوانب محددة عن المرحوم أبي وائل ، د. محمد حموية ، ستكون أكثر صعوبة مما هو عليه في استحضارها وتحويلها لتحكي جوانب محددة أخرى عن " قطب الرحى ، وواسطة العقد " أبي خلدون ، د. فؤاد المرعي ....
لكن الوقائع التي انجلت أمامي بعد استحضارها ، جعلتني محرَجا مع نفسي ، حتى صَدَقَ فيني قولهم :
" المياه تكذب الغطاس " ..
وتبيّنتُ حجم العبء الذي أفسدَ عليَّ سكينة ، أحتاجُها لمراجعة القلب في ترتيب الأحبّة على استقامةٍ نسقيةٍ لا تدع مجالا للمفاضلة بينهم .. ولا تسمح بها أبدا ..  
وتريثتُ طويلا قبل الشروع في الكتابة ، وتذرعتُ وترددت ، حتى أتاني اليقين ـ بلا استئذان ـ خاطفا كالحلم اللذيذ ، وما لبث أن تلاشى كغيمة صيف ، فدفعني لإلقاء نفسي في الأتون ، كي أصل إلى ما أريد ، وكي أحظى برضا النفس عن كلماتي .. 
ولا أعرف مصدرا ولا سببا محددا لأحلامي وأوهامي تلك ، غير أن الانقضاء المفاجئ للأجل ، يلوِّن المصيبة بألوانه الدّكن ، فتبدو الصورة المتوَهَّمَة جزءا منها ، وقد يتفرَّع عنها أجزاء أخرى ذات ألوان متفاوتة القتامة ، يتخفّى كلٌّ منا ـ وراء ما يناسبه منها ـ بنظارته التي توحي بالفاجعة ..
ويا لها من فاجعة !! ..

وإذ يكون فضاءُ التلاقي محدودَ الزمان والمكان ، تنفرج الرؤى عن أمداءٍ من الذكريات ، وتتغلغل في الصدر روائحُ المودة التي غابت ، فتبني الأسطورة مجدَها على الهرم الأكبر ، وتغني للراحل نشيد الوداع ..

ولو استعرضتُ الخريطة " الزمكانية " المفصَّلة ، كفضاءٍ جمعَ ثلاثتنا في تلك المرحلة ، لكان بالتحديد مبنى كلية الآداب ( الحقوق حاليا ) بنسبة 99% ، وهي ـ أيضا ـ لم تخرج نهائيا عن بيوتنا نحن الثلاثة ، إلا عند اجتماعنا في مدينة المعرة ، حول قبر أبي العلاء المعري ، في احتفالية ثقافية دعت إليها كلية الآداب في ذكراه ، شارك فيها عدد من الأساتذة والمدعوين المهتمين (1)..
ولعلي إذ أوَصِّفُ أحداث المرحلة تلك ، أجدني مضطرا لتحديد نقطة فاصلة ، كان ما بعدها مختلفا عما قبلها ..
تلك النقطة هي : العقوبة الانضباطية التي فرضها بحقي د. وهيب طنوس (2) ..

والأمانة تقتضي مني القول :
لقد كان د. فؤاد خط الدفاع الأول عني ، في كل ما تعرضتُ له جرّاء تلك الواقعة وما تلاها ، لامتداد آثارها السيئة طيلة سنواتٍ ، ترَبَّعَ فيها د. طنوس على عرش التعليم العالي في البلد ..
ومع أن دفاع أبي خلدون حضاري بامتياز ، ومن النوع " السلمي والناعم وبلا حِدّة ولا مواجهة " ، إلا أنه يكفي لإيصال ما يريد لمن يريد ، ولم تكن الأمور تحتاج أو تحتمل أكثر من ذلك ، وخاصة في السنوات " الطنوسية " التي أغرقتنا طويلا ..
وعليه : فإن المرحوم د. محمد حموية ، كان خط الدفاع الثاني ، لأسبابٍ خاصةٍ به ، لا تماسَّ لها بعلاقتنا ، منها :
ـ كونه ليس على صلة وثيقة بالدكتور وهيب ، ولا بغيره من أصحاب القرار ..
ـ ولزهده بـ " مكافآتهم " الوظيفية مهما غلت ..
ـ ولاهتمامه الهادئ جدا بشؤونه ومحاضراته وعمله كأستاذ وكرئيس لقسم اللغة العربية ، وكأن هذا منتهى الطموح ..
ـ ولشيء من الانعزالية تغلف طبائعه وسلوكه العام ..
( وذاك كله اجتهاد شخصي مني ) ..
ومع ذلك ، تدّخَّلَ لدى د. وهيب من أجلي ، ثم نقل إليّ خيبة أمله من الرد " العنجهي " الذي تلقاه ..
أما د. فؤاد ، فهو وإن كان زاهدا جدا بـ " مكافآتهم " أيضا كزميله وصديقه أبي وائل ، إلا أنه يرتبط بعلاقات مهمة وواسعة ومتينة مع الجميع ـ مسؤولين إداريين وسياسيين في الجامعة ، وأساتذة وطلابا وموظفين ـ وتتسم بالوضوح والإيجابية ، نتيجة انسجام شخصي حرص أبو خلدون على رعايته وتنميته وتقويته والاستفادة من نتائجه لصالح العمل تحديدا ..
كما أن خطوط تواصله ممدودة ومفتوحة معهم ، لتجسير الآراء المرتبكة أو المختلفة أو المتناقضة ، منعا لها من الظهور العلني كـ " هوّةٍ تفصل بينهم " ..
إضافة إلى إيمانه المطلق بفكره ومعتقداته وآرائه ، والتي لا يقبل فيها مناورة ولا مساومة ولا أنصاف حلول ..
وإن كان ـ لكرَم منه وسماحةٍ وشهامةٍ ـ يقبل التلاقيَ أحيانا من بعضهم عند نقطة الحد الأدنى ، وتلك في أضيق الحالات ، ويعدّها أبو خلدون تضحية منه ، لكنه لا يحتسبها واحدة على من استفاد منها ..
وما قابلتُ ندًّا له في سباقه مع نفسه لتقديم مساعدةٍ يحتاجها طالبُها منه ، ما دامت تتمتع بالشرعية الأخلاقية والقانونية ، والإنسانية .. وهذه لها اعتبار خاص ، وميزة خاصة في سلوكه اليومي ومسيرة عمله التدريسي والوظيفي ، وفي علاقاته العامة ..
فإذا طلبتَ منه مساعدة ليست في متناول يده ، يتقصّى ـ بعيدا عن ناظريك ـ عن طريقةٍ شرعية مناسبةٍ للوصول إليها .. وقد تنسى أنتَ طلبكَ بمرور الوقت ، لكن أبا خلدون لا ينسى ..
فإن تعذّرَ تحقيقها ، لا يتوانى في بيان الأسباب التي حالت ، وإبداء الأسف الممزوج بالحرج .. حتى كنت أقول في نفسي : " فليتق الله سائله " ..
ولأن شخصية أبي خلدون شفافة وصادقة ، ولا تعمل ولا تتفاعل إلا فوق الطاولة وفي ضوء النهار ، فهو منسجم أيضا مع محيطه وطلابه وزملائه ، عبر شبكة رائعة من العلاقات الإنسانية الملونة بألوان قوسه القزحي الخاص به ..
وكنت أراقب ذلك عن كثب ، متفائلا ومؤملا بأن يتهيأ لي مستقبلا ما يشبه تلك الحالات الأنيقة الأثيرة ..

ثانيا ـ

 والمكتب الوحيد الذي ما رأيت بابه مغلقا أثناء الدوام ـ إلا لِمامًا ـ هو باب مكتب د. فؤاد .. سواء باب غرفته الصغرى الكائنة بين غرف الأساتذة ، أو باب غرفته الكبرى ، كوكيل للكلية ..
وأبو خلدون وحده ، يستقبل ضيوفه وقوفا ـ أيا كانوا ـ منذ لحظة رؤيته لهم في باب مكتبه ، وقد جعل طاولته في مكان يسهل عليه الخروج من ورائها لمصافحتهم أو عناقهم .. وقبل الكلام ، يبدأ التفاوض حول الضيافة التي يرغبها الضيف ..
وفي المكتبين ، كنت أعرف كمَّ " الضيافات " التي تـُقدَّمُ يوميا للضيوف والزوار ، وأعلم ـ سرًّا ـ بالمبلغ الشهري الذي يسدِّده ثمنا لها ، ( وكان يعادل في مجموعه ما يسدده جميعُ أساتذة الكلية الآخرون ، بما فيهم عميد الكلية ) ..
والمكتبان ، هما المكان الوحيد الذي يلتقي فيه الأساتذة ببعضهم ، أيام الدوام أو في العطلات الفصلية والصيفية ، ويتكلمون فيه براحتهم ، ويتبادلون النكت والطرائف وآخر الأخبار العامة ، أو المتعلقة بالكلية والطلاب ...
وهما ملتقى جميع الفعاليات الثقافية والطلابية والسياسية ، على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها فيما بينها من جهة ، ومع سيد المكان من جهة أخرى ..
وهما المكتبان الوحيدان اللذان كنت فيهما ، أستعين بكراسي المكاتب المجاورة ، كلما تنازلتُ عن مقعدي لأحد الأساتذة الضيوف حين يغصُّ المكان بهم ، وما أكثر ذلك !!

هل تحتاج " الحالات " تلك إلى شرح أو توضيح أو استنتاجات أو مداليل ؟؟!!
وبعد ..
إني ما سمعت ، وما عرفت عن علاقة احترام متبادل بين رئيس ومرؤوسين ، كالتي كانت بين د. فؤاد والعاملين في الكلية ..
وكانت تربطني بمعظمهم علاقات ودية أيضا ، وكنت أسمع تقريظا ومديحا واحتراما كبيرا يكنونه له ، حتى غدا مضرب المثل للمقارنة بين وكيلي الكلية ـ آنذاك ـ على الأقل ، بدءا من رأي رئيس الدائرة الأستاذ حمزة شراق ، مرورا برئيسة الامتحانات السيدة منى عاقل ، ونادر عاقل في شؤون الطلاب ، وعدنان سفقلو ونظمية حباب في الديوان ، وسكرتيرة العميد إلهام مولوي ... وفيما بعد : نادية حسكور ونجاح الصكبان ووليد .... وحتى عامل مقسم الهاتف أبو البر ، إبراهيم عجور ..
ولم تكن آراؤهم تلك تحكى أمامي " مداهنة أو مراءاة أو تمسيح جوخ " ..
ولمَ ؟! وفيمَ ؟! ..
بل ، ولأنها صادقة أمينة جادة إلى أبعد الحدود ، انعكست إيجابا ـ أيضا ـ على علاقتي بهم ، ولسنين طويلة تلت سنة التخرج  ..
( وإن كان ثمة أسباب شخصية قائمة ، وأخرى طرأت واستجدت ـ خلال عملي في الجامعة ـ فعززتها وزادتها بروزا ومتانة ) ..

ثالثا ـ

 أن تذوب الحدود والخطوط والمتاريس كلها دفعة واحدة ، وأنت في حضرتهم ، فتحس أن شيئا ضخما قد أزيل من أمامك ، ومن فوق كاهليك .. وأن ثمة مدى مفتوحًا أمامك ، لا يحدّه سوى خطِ الأفق الوهمي ..
 أن يتصرفَ الآخرون أمامك بأريحيتهم .. فلا يتحرجون من كلمةٍ أو وَصْفٍ أو تعليق ، ولا يُشعِرونك أنكَ طارئ عليهم أو أنهم " ينتظرون مغادرتك بفارغ الصبر " كي يتسنى لهم ممارسة التنفس بحريتهم ..
 أن يلبّوا دعوتكَ بطيبِ خاطر ، وبإلحاح منهم " ألا تتكلفَ " ما لا يُطاق ..
 أن تُستَقبَلَ في بيوتهم ومكاتبهم بكل الودّ والترحيب والتأهيل ، أمينا مؤتَمَنا ..
 أن تهاتفهم في أي وقت ، ويهاتفوك ..
 أن تطمئن عنهم ويطمئنوا عنك ..
 أن يَسألوا عن تأخرك أو غيابك أو احتجابك ..
 أن يحدثوك عن متاعبهم وهمومهم ..
 أن تكون بئر أسرارهم ، يستودعونك عليها مطمئنين ..
 أن تكون بينهم مخصوصا بالسلام والكلام والتحية واللقاء ..
 أن يُقال أو يُوحَى للآخرين بـ " أنه منا وفينا " ، فلا يتحَرّجَنّ أحدٌ بوجودك ..
 أن تُخاطـَبَ بكنيتكَ ، أو باسمكَ مسبوقا باللقب اللائق ..
 أن تُستقبَل أنت وأصدقاؤك وصديقاتك في مكاتبهم بنفس درجة الاحترام التي لا تستطيع فرضها عليهم أو انتزاعها منهم ، لو لم تكن علاقتك بهم " حالة إنسانية راقية واعية كهذه " ..
" مع الإقرار بوجود تفاوت طفيف في مدى ومستوى كل علاقة على حِده مع أولئك الكبار " ..
أن .. وأن .. وأن ........
هل كل ذلك لا يعني سوى مجردِ " علاقةٍ ما " بين طالبٍ ما وأساتذته ؟!
لا أعرف إن كان ثمة علاقاتُ ودّ وصفاءٍ ارتقتْ إلى هذه الدرجة بين أشخاص جمعتْهم الحالة التي جمعتْنا ..
وربما لم يكن الكثيرون على اطلاع وثيق بتفاصيل هذه العلاقة ـ التي ما زلتُ أشعر بحرارتها وحيويتها ، رغم عاديات الزمن التي فعلت أفعالا قاسية بكثير منا ـ إلا أنها ـ حقـًا ـ كانت مثالاً ونموذجًا في الصدق والنقاء والودّ والأريحية والاحترام المتبادل والالتزام بالحد الدقيق الفاصل : فلا إفراط ولا تفريط ..

 رابعا ـ

 وفي غير موضع مما كتبت ونشرت عن أستاذي د. فؤاد المرعي ، وعرضت فيها بعضا من مواقفه الإيجابية طيلة السنوات التي جمعتنا ، وتحدثت بحب وامتنان ، عن موقفه الكبير والعظيم حقا ـ فيما خصّ إكمال دراستي العليا ـ والداعم لمستقبل يرتئيه لي ، ويحثني عليه ..
ولم يكن ذلك مجرد كلام عابر ، بل تطوّع فسار في الطريق إليه أمامي بمشكاته ، مبددا العتمة ، ومزيلا العقبات ، وممهدا الطريق ، ومقدما أحسن وأفضل النصح والتوجيه ، إلى درجةٍ أنه " اعتبر نفسه مشرفا حقيقيا على أطروحتي للدكتوراه ، والتي عزمت على إعدادها بعد أن انتسبت إلى معهد اللغات الشرقية في صوفيا ببلغاريا عام 1992" ..  
حقا ، وبلا أدنى مبالغة ، " سوّالي البحر طحينة " ..
وهو أهل لذلك بكل تأكيد .. ولا يفعلها إلا الكبار الكبار ، كأبي خلدون ..
لم يكن ينتظر شيئا خاصا مني البتة .. ولم نكن يوما ـ والله ـ  في معرض ذلك أبدا ..
لم يكن يجاملني ، ولم يكن يمنيني ، ولم يكن يبيعني أحلاما ..
ومن أنا حتى يجاملني أو يمنيني أو يبيعني أحلاما ؟! .. ولماذا ؟! ..
فأنا الذي كنت عبئا عليه ، يتلقى اللوم من " بعضهم " لعلاقته وتمسكه بي ..
فلم يهتز ، ولم يتغير ، ولم يتنازل ، وكنت أستطيع أن أكتشف ردة فعله عليهم ، من خلال طريقة نقلِهِ لي ، ما سمعه من هؤلاء " البعض " ..
وذلك ، ما كان يزيدني إلا قوة على التمادي بمحبته ، والتمسك بأمراس مودته ..
ومن فيض عطائه اللا محدود ، كنت أستشعر إيمانه بقدرتي على تحقيقي لهدفٍ علمي يرتضيه لي ، لكن .. كانت الصعوبات أقوى من كلينا ..
لقد بادلني حبي ، بحب أعمق وأعقل وأهدأ ..
ولا أعرف أسبابه التي دفعته للتمسك بصداقتنا ، لأننا لم نتحدث في ذلك يوما ..
لكني أعرف يقينا ، أن الحب والتقدير اللذين غلفا علاقتنا ، عمل طبيعي افتراضي يومي متواصل ، لا يحتاج إلى تفسير ولا إلى تعبير ولا إلى أي شرح ..
ووحدها الصداقة الحقة عنده ومعه ، هي الأغلى ، والأعلى ، والأبقى ..
فيما الصدق والنبل والمروءة عنده ومعه ، هي الأسمى ..
وكلها بعضٌ مما يحتويه ذاك الجسد المنذور للحياة فرحا وعطاء ، وقد تجلـّيَا لي حين التقينا صدفة ـ آخر مرة ـ قبل بضع سنوات ، في قطار عائد من اللاذقية إلى حلب ..
بدا متعبا ، فانسحبت بعد العناق والاطمئنان عليه ، واختبأت وراء زجاج العربة كي أتأمله دون أن أقض عليه السكينة التي يحتاجها نوما قبل الوصول ..
وفي محطة بغداد بحلب ، أضاع مستقبلونا عليّ فرصة الاستئثار بأبي خلدون ، وتاهت بي الأيام بعدها ، فلم نلتق ..
وأبو خلدون ، هو من الأحبة القلائل الذين يغدو معهم زمن الفراق وقتا مستقطعا ، فإذ نلتقي ، نعود إلى النقطة التي افترقنا عندها ، ودّا ومحبة وألفة و " عدم تكليف " ، فكأن السنوات التي مرت ، جانبتنا دون أن تترك سوى آثار العمر النازف ، وغضون الأيام وجراحاتها ..
وفي يوم ثلاثاء من عام 1980 ، وصلت مكتبه في الكلية ، وكان الجو مضطربا مكفهرا أسود قاتما ، فرأى أن نغادر المكان فورا بعد أن غادره الجميع ..
وفي ساحة الجامعة ، لا أحد ، ولا مارة ، ولا سيارات ، ولا أي وسيلة نقل تقلنا إلى أي مكان آخر ..
مشينا باتجاه المحافظة ، واقتربنا من دوارها حتى جاءتنا سيارة ، فأبى إلا أن أغادر المكان فيها ، وسينتظر هو غيرها ..
لكني تمسكت برأيي رافضا إلحاحه : إما أن نستقلها معا ، أو : لن أتركك وحيدا ..
لا أظنك تنسى ذلك اليوم يا أبا خلدون ..
إني أغبطك على قدرتك الفائقة ، باستعادتك التفاصيل الدقيقة ، وتوشيتها بذات الألوان التي كانت تلوّنها ، واستنباطك من ثناياها ما يعجز كثيرون عن إدراكه ..

إن العطاء عندك ـ يا صديقي العزيز ـ ، طبع ، ونبع لا ينضب ..
فهنيئا لك ذاك العطاء الخالد ..
وهنيئا لي بفوزي بقربك سنوات أعتز بها ، وسامَ كبرياءٍ وشرفٍ على المدى ..
أنا المحظوظ بك أستاذي العزيز ..
أي أخ يفعل من أجلي كل ذلك ؟! ..
دمت بألف ألف خير ..

الثلاثاء ـ 15/11/2011

......................

(1)      ـ سأفرد لها حديثا خاصا إن شاء الله ..
(2)      ـ  شرحتها في مقال سابق ، بعنوان : عوقبت بعشرة أضعاف ما أستحق ..

 للدكتور فؤاد ، كتب عديدة تأليفا وتعريبا :
في مكتبتي منها :
المدخل إلى الآداب الأوربية 1978
أملية جامعية : محاضرات في الأدب الأوربي 1977
ما هو الديالكتيك ـ كورسانوف . ترجمة .
الوعي الاجتماعي وقوانين تطوره . ترجمة
علم الجمال البورجوازي المعاصر . ترجمة .
الانعكاس والفعل . ترجمة . 1977
في تاريخ الأدب الحديث 1998
النقد الأدبي الحديث 1982
نظرية الأدب 1989

والتتمة منقولة عن صفحته الخاصة في موقع ( فيس بوك ) :

الجمال والجلال ـ دراسة في المقولات الجمالية 1991
الوعي الجمالي عند العرب قبل الإسلام 1991
بحوث في الأدب والفن 2008
في اللغة والتفكير 2002
نظرية الشعر في النقد الأوربي القديم 2007
دراسات في الحضارة العربية الإسلامية 2006
التوازن الاستراتيجي المفقود في القرن الحادي والعشرين . ترجمة ـ 2006
مسيرة الآلام ـ الصباح العابس ـ رواية لتولستوي . ترجمة .
مختارات من الشعر الصيني القديم . ترجمة عن الروسية ـ 2010
القرية ـ رواية إيفان بوتين . ترجمة ـ 2011



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق