الأربعاء، 22 أغسطس 2012

مقامات ـ الثالث والرابع


المَقام الثالث :

قد يجحد صنيعَك زميلٌ لك أو جار .. 
قد يبتر يدَك التي مددتَها له يوما ..
قد يتنكر لك صديقك ويحمّلك تبعاتٍ وأفعالا لم تقترفها ..
قد يعاقبك ويهجرك وينال منك أخٌ ، لا لشيء .. هكذا فقط ..
قد يقاطعك أحدهم دونما سبب تعرفه ، وبلا ذنب ارتكبته ..
قد يضيّعون الخبز والملح ..
قد يدنّسون صحنا أكلوا منه كثيرا وطويلا ..
قد يفسرون معروفك ألف تفسير وتفسير ، بعد أن يخلعوا عنه عباءته الودية ..
قد يسلبون منك مشاعرك الصادقة ، ويشوهونها بدهاء وخِسّة ..
قد يغيّرون جلد وجوههم ..
قد ينفثون من أفواههم نقيعا وجحيما ..
قد يلبسون قفازات حريرية ..
قد يتلوّنون بألف لون ولون ..
قد يتراقصون فوق جراحك ..
قد يشتمون ..
قد يشمتون ..
قد يبيعونك ويشترونك ..
قد ينشبون أظافرهم في وجهك في وضح النهار .. 
قد .. قد .. قد ..
" وقد ينبت المرعى على دِمَن الثرى " ...
لكن .. هيهااااااااااااااااااات ..

08/08/2012




المَقام الرابع :

قل لي : مَن تشاكس ، 
تخادع تصاحب تلسع تلدغ تماشي ...  
قل لي : مَن تؤاخي ،
تصادق تعاشر تلازم تطاعم تلاعب تقادح تمادح ...
قل لي : مَن تناكف ،
تساير تمانع تنافق توافق ترافق تعارض توازن ...
قل لي : مَن تؤاكل ،
تعاقر تشارك تهاجم تضارب تواكب ...
قل لي : مَن تهوى ،
تحابب تضاحك تراقص تعشق تكره تأنف تقرف ...
قل لي : مَن تساهر ،
تسامر تضاحك تخاصم تؤاخذ تناور ...
قل لي : مَن تقارب ،
تصاهر تناسب تنازل تحارب تبادر تعاظل تعادل تؤالف ...
قل لي : مَن تسارر ،
تجامل تحاذر تعادي تناهش تسالم تهادن تلاسن ...  
قل لي : مَن تهنّي ،
تعزي تعانق تواسي تخالط تجاور ...  
قل لي : مَن تؤازر ،
تكاسر تناصر تكافح تعاقب توادع تنازع ...
...........
أقل لك : متْ بغيظك .. لا أريد أن أعرفك ..

18/08/2012

الجمعة، 3 أغسطس 2012

مقامات



مقامات :

في الحياة ، أو في العمل ، أو في كليهما أحيانا ، تضطرك الظروف إلى أن تعتاد ما لا تهوى ..
ويغدو ذلك مقيتا جدا إذا ترافق مع حالة :
"
 ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه 
أني بما أنا شاكٍ منه محسودُ "
وتتضاعف المرارة في اتحاد ظروف العمل مع ظروف الحياة ضدك ، مترافقا مع تشكيك الآخرين في دقة وصدق شكواك ..
والأنكى الأقسى ، أن تدفعك الظروف إلى التعايش مع أقدارك ، لتفرض نفسها عليك ، مستكينا لها على أنها " شر لا بد منه " ..
ولا يليق بك ـ في كل تلك الظروف والأحوال ـ أن تتذرع بما يشبه العيش تحت سقف ( أبغض الحلال ) ..


المقام الأول  :

هي الحياة .. عَرَاءٌ وخَيْمة ، كوخ وغيمة ، فجر وأصيل ، أيكة ويباب ..
هي الحياة .. تلوكنا لبانة ، وحنظلا ، وزقوما ..
هي الحياة .. سماء وظل ، عوسجة وصبار ، أيقونة وقنديل ،
ودمعة ومنديل ، وشهقة هدبٍ كحيل ..
.
هي الحياة .. هي الحياة ..
هي النَّمير الطهور السلسبيل الزلال ..
هي كل المعاني  ولا معنى ..
هي ألوان الطيف وقوس قزح ، ولا لون ..
هي المبتدأ والخبر المحذوف الذي لا يؤوَّل ..
هي الصمام المعطوب ..
هي الكتاب الأسود ..
هي السَّوط والمقصلة ..
هي النار والنار والنار ..
هي الأمل السرابي بعد اليأس ..
هي الخِلُّ الوفي ، والعنقاء ، والغول ..
هي أنا وأنتم ونحن وهم وهنّ وهؤلاء وأولئك ..
هي الدرب والطريقة والغاية والوسيلة واستغاثات مَنْ هناك .. 

هي .. هي ..
غبراء عفراء شعثاء شمطاء بلقاء ..
هي .. هي ..
لكعاء عرجاء عوراء صماء بكماء ..
هي .. هي ..
بلا حياة .. ولا حياء ..

المقام الثاني

في التفاصيل ، كلنا مجرمون بحق ذواتنا ومجتمعنا ..
فإذا ما توسعت دائرة الجشع والاستغلال ونقص المروءة والمناعة ، بات الوطن كله لقمة سائغة مشروعة ، نغذي بها حقدنا ولؤمنا وإجرامنا ، مستنسخين أدوات البدائية ، وشريعة وفجور مافياتِ حضارةِ وديمقراطيةِ المكاييل المتعددة ، والمصالح المتكالبة تحت قبة وقبعة وعرش القرن الواحد والعشرين ..
كلنا مجرمون بشكل أو بآخر ، لأننا مسؤولون جميعا ..
وجميعنا مساهم ومشارك بفعالية في تثقيب المركب الذي يحملنا على كرهٍ منا ..

فـ " يا غرباء الناس ، أغضُّ ، لأن الدمع يجرِّح أجفاني " ..